استضافت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الرئيس محمود عباس على مأدبة عشاء وداعية ليل الخميس - الجمعة، قبل أقل من شهر على انتهاء حكم ادارة الرئيس جورج بوش وانتقال السلطة الى خلفه باراك أوباما في 20 كانون الثاني يناير المقبل. وتصدر اللقاء الأفق والتوقعات حيال عملية السلام وفرص استكمال الادارة المقبلة جهود بوش ورايس في المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين، كما تقاطع مع اجتماع لفريق أوباما بمجموعات يهودية أميركية أكد لها التزامه التعامل مع التهديد الايراني والسعي الى حل الدولتين. واقامت رايس حفلة عشاء وداعية في وزارة الخارجية للوفد بحضور مساعدها لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش الذي سيغادر منصبه قريبا، والوفد المرافق للرئيس عباس والذي ضم المفاوضين أكرم هنيه وياسر عبد ربه والمستشار الرئاسي نبيل أبو ردينه وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وتطرقت الى خلاصة جهود ادارة بوش في عملية السلام ودفعها الى حل الدولتين من خلال"خريطة الطريق"ومؤتمر أنابوليس، والتحضيرات للادارة المقبلة. ولفتت رايس الى أن تحقيق حل الدولتين ومتابعة المفاوضات هو مصلحة وطنية أميركية، كما نوهت بانجازات الادارة الحالية على هذا الصعيد ولجهة تأسيس عملية تفاوضية صلبة كانت غائبة عن المشهد السياسي منذ انهيار محادثات كامب ديفيد عام 2000. وعقد عباس أمس لقاءات مع مستشاري الأمن القومي السابقين زبيغنيو بريجنسكي وبرنت سكوكروفت اللذين يقدمان استشارات دورية لأوباما. وتخلل اللقاء البحث بمبادرة بريجنسكي - سكوكروفت في عملية السلام والتي تدعو أوباما الى تبني اعلان في هذا الخصوص فور توليه الرئاسة يطرح وجهة النظر الأميركية لأي حل مرتقب، وينبثق من أربعة أهداف هي الانسحاب الى حدود 1967 واعتبار القدس عاصمة لدولتين، واعطاء اللاجئين تعويضات في مقابل حق العودة، وأخيرا نشر قوات من حلف الشمال الأطلسي في الدولة الفلسطينية غير المسلحة لطمأنة اسرائيل من الناحية الأمنية. ولم يجر الوفد الفلسطيني أي لقاءات مع فريق أوباما، انما أكدت مصادر ديبلوماسية فلسطينية في واشنطن على تواصل مع الادارة الجديدة ل"الحياة"، أن فريق أوباما أكد نيته العمل على ملف عملية السلام وباتجاه حل الدولتين. وكان فريق أوباما الانتقالي عقد اجتماعا مطولا أول من أمس مع مجموعات يهودية أميركية في واشنطن للبحث في قضايا تهم الناخب الأميركي، بينها ايران وعملية السلام. ونقلت مصادر حضرت اللقاء ل"الحياة"أن فريق الرئيس الجديد أكد أولوية معالجة الملف الايراني وتفعيل الوسائل الديبلوماسية وليس فقط العسكرية حيال طهران، وطمأن المجتمعين لجهة عامل الوقت بالاشارة الى أن الملف سيبقى أولوية حتى ايجاد حل للمعضلة النووية. وعلى صعيد عملية السلام، أعاد الفريق تأكيد تمسك أوباما بحل الدولتين والعمل على دفع المفاوضات بين الطرفين وتعزيز المؤسسات الفلسطينية، وفي الوقت نفسه ضمان أمن اسرائيل. نشر في العدد: 16696 ت.م: 20-12-2008 ص: 13 ط: الرياض