قالت مصادر مطلعة إن السلطات المصرية اعتقلت العشرات في محافظة الإسكندرية الساحلية بعد اشتباكات وقعت الاثنين بين أفراد الشرطة ومواطنين محتجين. وأشارت إلى أن الشرطة طوّقت المنطقة ونشرت مئات من عناصرها تدعمهم عشرات العربات حاملات الجنود والعربات المصفّحة في محاولة للسيطرة على الموقف. وفتح الحادث من جديد الحديث عن"الاحتقان"الذي تشهده العلاقة بين الشرطة والشارع المصري، خصوصاً مع تكرار الكشف أخيراً عن وقائع تعذيب مارسها رجال شرطة بحق مواطنين، إضافة إلى اتهام البعض لشرطيين بحماية"فاسدين". وشهدت منطقة العصافرة التابعة لمحافظة الإسكندرية شمال القاهرة أول من أمس تظاهرات لمئات المواطنين احتجاجاً على ما اعتبروه تسبب شرطي في لجوء سائق مركبة صغيرة تعرف ب"التوك توك"إلى إضرام النيران في نفسه اعتراضاً على تسجيل الشرطي مخالفة مرور في حقه. ووقعت اشتباكات بين المحتجين وأفراد الشرطة الذين ردوا على رشقهم بالحجارة باستخدام القنابل المسيلة للدموع. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن الشرطة اعتقلت عشرات المحتجين ووجهت إليهم تهمتي"مقاومة السلطات"و"القيام بأعمال شغب". وعلى رغم حظر الحكومة المصرية استخدام"التوك توك"منذ ظهوره في الشوارع قبل أكثر من عامين غير أنها عادت ورخّصته أخيراً على أن تستخدم هذه المركبة الصغيرة التي تسير بثلاث عجلات في نقل الأشخاص عبر السير في الشوارع الفرعية والمناطق النائية لكن يحظر عليه السير في شوارع المدن الرئيسية. وكان كمين مروري استوقف سائق المركبة الصغيرة ويدعى إسلام علي قنديل 25 عاماً قرب قسم للشرطة. ولم يعثر أفراد الشرطة على رخصة قيادة مع السائق، فتحفظ الشرطي على مركبة"التوك توك"، وهو ما أثار غضب سائقها الذي هدد بإشعال النار في نفسه، وقام بذلك فعلاً إذ سكب كمية من الكيروسين على ملابسه. وتضاربت الأقوال في شأن ما حصل بعد ذلك، إذ في وقت قال فيه بعضهم إن الشرطي هو الذي ألقى"سيجارة"كانت مشتعلة على جسد السائق، قال آخرون إن السائق هو الذي أضرم النار في نفسه. ورأى النائب"الإخواني"عن احدى دوائر الإسكندرية حسين إبراهيم أن ما شهدته المدينة أول من أمس يعبّر عن"الاحتقان الشديد"في العلاقة بين الشارع المصري وأفراد الشرطة، وأرجع ذلك"إلى ممارسات أفراد الشرطة". وقال ل"الحياة":"هذا ما حذّرنا منه مراراً... ففي شهر ونصف توفي أربعة مواطنين على يد شرطيين أمام أعين المواطنين في الشارع". وأضاف:"عندما تقع الحوادث في مناطق متفرقة من البلاد فلا تكون حوادث فردية كما تدعي الحكومة وإنما هي ثقافة تربى عليها الشرطيون حيث أصبح لدينا جيل من ضباط الشرطة لا يستطيعون التعامل إلا وفق حال الطوارئ المفروضة والتي يساء استخدامها". نشر في العدد: 16693 ت.م: 17-12-2008 ص: 12 ط: الرياض