أكد المكتب الصحافي لرئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني أمس أن الأخير لم يوافق على طلب التركمان اعتبار كركوك اقليماً مستقلاً، كما صرح رئيس حزب تركماني. وأوضح ماكوك شيخ محمد السكرتير الصحافي لطالباني أن الرئيس العراقي وافق على جملة مطالب تقدمت بها الفصائل التركمانية خلال اجتماع الجمعة الماضي، لكنه لم يبد موافقته على جعل مدينة كركوك اقليماً مستقلاً، لأن من غير"الممكن اتخاذ قرار في هذه المسألة كونها مرتبطة بالمادة 140 من الدستور". يذكر أن المادة 140 من الدستور تعالج مشكلة المناطق المتنازع عليها بين الاقليم وبغداد عبر ثلاث مراحل هي التطبيع واجراء احصاء سكاني واستفتاء سكان هذه المناطق حول مصيرها. وكان طالباني عقد اجتماعين مع ممثلي الأحزاب التركمانية الجمعة الماضي، خُصص الأول منه للفصائل القومية التركمانية، فيما كان الثاني للأحزاب التركمانية الشيعية ومثلي الأحزاب العراقية من التركمان. إلى ذلك، أعلن قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك سرحد قادر أن الأوضاع في المدينة عادت الى مجاريها الطبيعية بعد انفجار الخميس الماضي الذي أوقع 55 قتيلاً وحوالي مئة جريح. وأوضح قادر في تصريح الى"الحياة"أن"الأوضاع في كركوك عادت الى طبيعتها بعد الانفجار وليس هناك أي تخوف أو ترقب"، لكنه استدرك قائلاً:"على رغم هذه العودة السريعة فإن من المحزن جداً أن تخرج من المدينة 55 جنازة فضلاً عن حوالي 100 جريح يرقد معظمهم في المستشفيات، ما قد يؤثر في المواطنين". وشهدت المدينة الخميس الماضي، آخر أيام عيد الاضحى، تفجيراً نفذه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً في مطعم"كباب عبدالله"الواقع على الطريق الى اربيل فيما كانت شخصيات كردية وعربية وتركمانية تعقد لقاءً. ووصل رئيس الجمهورية جلال طالباني الى المدينة في اليوم ذاته وأجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب وتركمان وأكراد. وعما يسمى ب"تنظيم الانتقام التركي"الذي أعلن تبنيه التفجير، استبعد قائد شرطة أقضية ونواحي كركوك هذه النظرية وقال:"لم نسمع سابقاً بهذا التنظيم، وهذه الاشاعات تسعى الى التمويه وبث التفرقة". وفي سياق كردي آخر، شدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني على ضرورة حل المشاكل مع أنقرة في الطرق السلمية ومن خلال الحوار. جاء ذلك خلال لقاء بارزاني وفداً من"حزب المجتمع الديموقراطي"في تركيا برئاسة أحمد تورك في مصيف صلاح الدين بأربيل حيث بحث الجانبان في العلاقات الثنائية بين أنقرة واقليم كردستان العراق، فضلاً عن الأوضاع السياسية على الساحة العراقية. يذكر أن العلاقات بين الطرفين شهدت توتراً متصاعداً أكثر من مرة حول عناصر"حزب العمال الكردستاني"الذي يتخذ من المناطق الجبلية الوعرة شمال العراق وجنوب تركيا مركزاً له، ويقاتل الدولة التركية منذ ثمانينات القرن الماضي سعياً لإقامة وطن عرقي للأكراد. ومن المنتظر أن يزور الرئيس التركي عبدالله غل بغدادوكركوك ويفتتح مطار أربيل الدولي الأسبوع المقبل، إلا أن القصر الجمهوري في أنقرة ربط زيارة الرئيس بمشكلات صحية يرجح أن تكون هي الحكم في مصير هذه الزيارة. نشر في العدد: 16691 ت.م: 15-12-2008 ص: 8 ط: الرياض