في عام 1911، خاض المستكشف النروجي روالد أموندسن وزميله البريطاني روبرت فالكون سكوت، تجربة فريدة لاستكشاف القطب الجنوبي، فوصل النروجي ولاقى البريطاني حتفه في منتصف الطريق. وللمرة الأولى منذ ذلك الحدث، ستعاد التجربة ذاتها مرة ثانية تحت شعار"بول ريس 2008"، بمشاركة العديد من المتسابقين النروجيين والبريطانيين على خطى أموندسن وسكوت. وستبدأ المغامرة أواخر الشهر الجاري لقطع مسافة قدرها 483 ميلاًَ وسط أخطار عدّة، يشارك فيها عشر فرق مدرّبة على تحمل تدني درجات الحرارة التي قد تصل الى اكثر من 50 درجة مئوية تحت الصفر وحمل 70 كيلوغراماً من المعدات، وتسلق مرتفعات تبلغ 9300 قدم قبل الوصول إلى القطب الجنوبي. وتتكوّن الفرق المختلفة من الرجال، ويشارك في الحدث مقدم البرامج التلفزيونية البريطاني بين فوغل الذي سيشكل ثنائياً مع البطل الأولمبي المزدوج صاحب الوسام الذهبي جيمس كراكنيل، علماً أن الثنائي نفسه كان قد فاز ببطولة عبور المحيط الأطلسي خلال 49 يوماً. كما سيشهد السباق مشاركة البطل الكفيف مارك بولوك. وستضطر الفرق المشاركة إلى الخضوع لتدريبات مفروضة على المشتركين من قبل لجنة التنظيم، لا سيما على مخاطر المناخ ودرجة الحرارة المتدنية، وصعوبة المشي فوق بعض الأراضي والمناطق الجبلية، علماً أن السباق سيدوم حوالى 45 يوماً. وفي مناسبة إعادة السباق، قال المشرف رون سكجولدال، إنه يتشرف برعاية مثل هذا الحدث الفريد من نوعه والذي سيشهد تتمة لما بدأه الثنائي أموندسن وسكوت مطلع القرن العشرين. وستتولى المغامرة سيلين كوستو حفيدة الكومندان الراحل كوستو، تغطية الحدث لحساب القناة التلفزيونية"ديسكوفيري شانيل"، وسيكون الهدف من تقاريرها المصورة توسيع معلومات المشاهد، وطريقة جديدة للدفاع عن الطبيعة والبيئة المائية ومواصلة رسالة جدها في شتى الوسائل الاعلامية. وتتولى سيلين الإشراف على المنظمة التي كان قد أسسها جدها للدفاع عن البيئة، وهي تقضي وقتها بين إنجاز تحقيقاتها الشخصية أو التلفزيونية، والسفر الى مختلف البلدان للقاء الشخصيات السياسية المستعدة لسماعها والمشاركة في برنامج منظمتها الخاص بالدفاع عن البيئة المائية والمحيطات. وعادت سيلين أخيراً من أستراليا حيث نفذت فيلماً وثائقياً عن أسماك القرش، وترددت إلى الغابات الأمازونية لدراسة البيئة هناك، وكيف يعيش أهل المنطقة في انسجام مع الطبيعة المحيطة بهم. نشر في العدد: 16686 ت.م: 10-12-2008 ص: 27 ط: الرياض