سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولمرت يأمر المفاوضين في مصر بعمل المستطاع لإتمام صفقة شاليت قبل الانتخابات . اسرائيل تصادق على اطلاق 250 أسيراً من "فتح" من "غير الملطخة أيديهم بدماء إسرائيليين"
صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على إطلاق 250 أسيراً فلسطينياً من حركة"فتح"ممن تصفهم بأن"أيديهم ليست ملطخة بالدماء"، كما حرص الناطقون باسم الحكومة على التأكيد. وأفادت تقارير صحافية أن رئيس الحكومة المستقيل ايهود اولمرت أصدر تعليماته للمفاوضين الإسرائيليين مع مصر بعمل كل المستطاع من أجل الإفراج عن الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت قبل إخلائه كرسي رئاسة الحكومة في آذار مارس المقبل. وقالت مصادر قريبة من رئيس الحكومة إن قرار الحكومة أمس هو لفتة طيبة تجاه الرئيس محمود عباس أبو مازن لمناسبة عيد الأضحى المبارك الأسبوع المقبل. وأضافت أن الإفراج يأتي في إطار نية إسرائيل تعزيز القوى المعتدلة وإرسال رسالة واضحة الى حركة"حماس"أنه"فقط عبر التحاور يمكن التوصل إلى إنجاز". وجاء من مكتب اولمرت أن الأسرى المتوقع إطلاقهم ليسوا مشمولين في قائمة الأسماء التي نقلتها"حماس"إلى إسرائيل في مقابل إطلاق شاليت. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن قرار الحكومة أمس يأتي بعد أسبوعين من لقاء اولمرت - عباس الذي طلب فيه الأخير الإفراج عن أسرى، فيما طلب اولمرت استئناف المفاوضات بشكل مكثف، كما أنه يأتي بعد ثلاثة أشهر على الإفراج عن 198 أسيراً فلسطينياً. وفي تعقيبها على القرار، حذرت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني من أن يتم فهم نيات إسرائيل"بصورة غير صحيحة". وقالت إن على إسرائيل أن تضمن التوازن بين هذه الخطوة و"مواصلة الضرب المنهجي لحركة حماس ومظاهر الإرهاب، وإلا فستكون المعادلة غير متوازنة وستظهر صورة خاطئة عن خطوتنا ونيات إسرائيل". اليمين يندد بالقرار من جهتها، سارعت أوساط في اليمين الى التنديد بقرار الحكومة، وقال النائب من"ليكود"جدعون ساعر إن حكومة اولمرت - ليفني"تواصل السير في مسار ثابت من الإفراج عن مخربين من دون مقابل وبتنازلات أحادية". وأضاف ان الإفراج عن أسرى لن يقرّب العملية السياسية، إنما سيمس بأمن مواطني إسرائيل. واستهجن القرار"خصوصاً أنه يأتي في وقت يتعرض فيه سكان النقب الغربي إلى هجوم بقذائف القسام والهاون وفي وقت ما زال شاليت في الأسر". من جهتها، أفادت صحيفة"هآرتس"ان رئيس الحكومة الإسرائيلية يضغط في اتجاه إتمام"صفقة شاليت"قبل الانتخابات العامة في العاشر من شباط فبراير المقبل. وأضافت أن اولمرت بحث هذا الشأن مع وزيري الدفاع والخارجية ايهود باراك وتسيبي ليفني ورؤساء الدوائر الأمنية المختلفة الذين تداولوا في الاحتمالات المختلفة للتوصل إلى صفقة مع"حماس". وأضافت أن إسرائيل تنتظر الحصول من"حماس"على قائمة إضافية بأسماء أسرى تطالب بالإفراج عنهم لترى أياً من هذه الأسماء يمكنها الموافقة عليه. ووفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، فإن"حماس"نقلت إلى إسرائيل حتى اليوم قائمة ب300 اسم تطالب بالإفراج عنهم، وانه تمت المصادقة في اللجنة الوزارية الخاصة برئاسة نائب رئيس الحكومة حاييم رامون على 150 اسماً. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق الأولي قضى بأن تفرج إسرائيل في المرحلة الأولى عن 450 أسيراً من"حماس"، ثم تفرج عن 550 آخرين كبادرة طيبة تجاه رئيس السلطة الفلسطينية. وتضيف الأوساط الإسرائيلية، ان"حماس"ابدت في الأشهر الأخيرة تصلباً في شروطها وباتت تطالب بالإفراج عن ألف أسير محسوبين عليها. وزادت أن إسرائيل تضغط لتعود"حماس"إلى طلبها الأول. وتابعت"هآرتس"أن باراك ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان شومرون يضغطان بقوة في اتجاه إنهاء ملف شاليت، فيما أبدى رئيس الهيئة السياسية ? الأمنية في وزارة الدفاع الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد رأيه بوجوب أن تدفع إسرائيل الثمن الذي تطالب به"حماس"لقاء الإفراج عن شاليت. في المقابل، يعارض رئيس جهاز الامن الداخلي شاباك يوفال ديسكين صفقة كهذه لاعتقاده أن الإفراج عن المئات من أسرى"حماس"، معظمهم من الضفة الغربية،"سيأتي بموجة إرهاب جديدة". لكن قياديين في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم سيبقون في كل الأحوال تحت تهديد الاعتقال أو عمليات التصفية التي يقوم بها جيش الاحتلال. ويضيف هؤلاء أن قسماً كبيراً من الأسرى المنوي إطلاهم"فقدوا وزنهم"في"حماس"، إذ حل محلهم ناشطون شباب. إلى ذلك، من المتوقع الإفراج خلال العام المقبل عن نحو 20 من الوزراء والنواب من"حماس"من بين الذين اعتقلتهم إسرائيل في الضفة ك"أوراق مساومة"بعد خطف شاليت قبل أكثر من عامين، وذلك مع إنهائهم فترات محكوميتهم 2-3 سنوات. ونقل مراسلا"هآرتس"عاموس هارئيل وآفي يسسخاروف عن مصدر أمني رفيع قوله إن النيابة العسكرية بصدد إتمام"صفقات إدعاء"مع النواب والوزراء المعتقلين الذين لم يحاكموا بعد، تقضي بتوجيه تهم خفيفة نسبياً ليتم الإفراج عنهم قريباً بعد أن أيقنت المؤسسة العسكرية أن مواصلة اعتقالهم لن تجني أي فائدة ولن تقدم أو تؤخر في صفقة الإفراج عن شاليت. نشر في العدد: 16677 ت.م: 01-12-2008 ص: 13 ط: الرياض