أفادت صحيفة "دنيفني آفاز" الصادرة في ساراييفو أمس، بأن ممثل المسلمين في هيئة الرئاسة البوسنية رئاسة الجمهورية حارث سيلايجيتش أكد في تصريحات صحافية، أن"ليس في وسع البوسنة بمفردها إنهاء الانقسامات العرقية القائمة فيها التي هي من مخلفات حربها 1992 - 1995 ولا بدّ من مساعدة المجتمع الدولي لها". ورفض سيلايجيتش 63 سنة، القائد البوسني الوحيد أبان الحرب، الذي لا يزال في السلطة، اقتراح الاتحاد الأوروبي الذي يدعو الى تولي قادة البوسنة التغلب على شؤون خلافاتهم بمفردهم". وقال"إن الخلافات البوسنية الحالية هي أعنف ما شهدته منذ انتهاء حربها قبل 13 عاماً، وكنا نأمل من الأوروبيين وغيرهم أن يعاينوا الوضع البوسني ويضعوا الحلول ويشرفوا بأنفسهم على تنفيذها من قبل الأطراف المعنية، ولكن للأسف كانت استجابة المجتمع الدولي مفاجأة على رغم أنه لا يزال يوجد في البوسنة من يصر على التمسك بما فعله الرئيس الصربي السابق الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش وسفاحوه في هذه البلاد، بما في ذلك أعمال الإبادة الجماعية". ووصف سيلايجيتش المكاسب التي حصلت عليها الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة بأنها"نتاج تأثير أسلحة الحرب، ولذا ينبغي أن يقرر المجتمع الدولي الوضع الدستوري المستقبلي للبوسنة، هل سيكون مواصلة للتقسيم العرقي، هل ستكون دولة من ثلاثة كيانات لكل منها وضعه الخاص، أم ستكون دولة ديموقراطية اعتيادية؟". وأطلق سيلايجيتش تصريحاته في محاولة لحض الاتحاد الأوروبي الذي يعقد وزراء خارجية دوله اجتماعاً في بروكسيل غداً، من المقرر أن يبحث قضية البوسنة من جوانبها المختلفة، حيث يريد سيلايجيتش التغلب على الجمود السياسي من خلال دستور جديد يدعم حكومة مركزية قوية تقضي على الانقسام العرقي وما يرافقه من اصرار رئيس حكومة صرب البوسنة ميلوراد دوديك للمحافظة على سلطة واسعة تملك الصلاحيات للتصرف وحدها في الكيان الصربي. وتنقسم جمهورية البوسنة - الهرسك حالياً بحسب اتفاق دايتون الذي أوقف الحرب البوسنية نهاية 1995، والمعتبر دستوراً بوسنياً نافذاً، الى كيانين: الاتحاد البوسني السلم - الكرواتي ويملك 51 في المئة من الأراضي البوسنية والجمهورية الصربية التي تسيطر على 49 في المئة الباقية من أراضي البوسنة، ولكل منها صلاحيات واسعة مع ارتباط فضفاض بالحكومة المركزية في ساراييفو. وإثر تصريحات سيلايجيتش، ردّ رئيس حكومة كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك قائلاً"نحن نريد أن نجلس كلنا، أهل البوسنة، مع الاتحاد الأوروبي حول منضدة واحدة ونشارك في تقرير مصير بلادنا، وليس أن يكون القرار أجنبياً وعلينا تنفيذه، إن هذا الأسلوب لا يمكن أن يُكتب له النجاح في البوسنة". وأيده في ذلك، الرئيس الصربي بوريس تاديتش، الذي نقل تلفزيون بلغراد عنه قوله"صربيا تتمسك بنصوص اتفاق دايتون حلاً وحيداً لمشاكل البوسنة، وإذا أراد أحد التعرض للجمهورية الصربية خلافاً لهذا الاتفاق فإنه سيرتكب خطأ خطيراً". يذكر ان سيلايجيتش اعتبر في تصريحات سابقة، أن"منطقة البلقان ستدخل مرحلة عدم استقرار بسبب اعلان استقلال كوسوفو، لأن هناك أوساطاً ومنظمات تريد خلق مناخ توتر في البوسنة، لأن اللاجئين المسلمين الذين عادوا الى منازلهم في كيان صرب البوسنة سيكونون الأكثر تعرضاً للتهديد في حال حصول تصعيد".