سيكون السويسري روجيه فيدرر المصنف أول أمام فرصة تضييق الخناق على غريمه الإسباني رافايل نادال، وبالتالي تعزيز آماله في استعادة صدارة تصنيف المحترفين من الأخير، عندما يخوض اعتباراً من اليوم الأحد غمار بطولة الماسترز لكرة المضرب التي تجمع في شنغهاي بين ثمانية من أفضل اللاعبين خلال الموسم. وسيغيب نادال عن البطولة بسبب إصابة تعرض لها أواخر الشهر الماضي خلال دورة باريس- بيرسي، آخر الدورات التسع الكبرى، وهو فضل أن يستعد لنهائي كأس ديفيس، إذ يتواجه منتخب بلاده مع مضيفه الأرجنتيني في أواخر الشهر الجاري. ويشكل غياب نادال الفرصة المثالية لفيدرر من أجل الاقتراب منه وتعزيز حظوظه في استعادة صدارة تصنيف المحترفين العام المقبل، وذلك بعد أن تنازل عنها للإسباني في آبأغسطس الماضي وللمرة الأولى منذ 2004. ويسعى فيدرر أيضاً إلى معادلة إنجاز الأميركيين بيت سامبراس وايفان لندل اللاعبين الوحيدين المتوجين بلقب هذه البطولة في 5 مناسبات، وكان توج باللقب الموسم الماضي للمرة الثانية على التوالي والرابعة في مسيرته، بعد فوزه في المباراة النهائية على الإسباني دافيد فيرر 6-2 و6-3 و6-2. وكان فيدرر توج باللقب أعوام 2003 و2004 و2006، فانضم الموسم الماضي إلى الروماني ايلي ناستازي الذي حقق الفوز بلقب هذه البطولة في 4 مناسبات أيضاً، لكن شتان بين الموسم الماضي والحالي، لأن السويسري فقد في 2008 الكثير من بريقه قبل أن يستعيد في الأونة الأخيرة شيئاً من مستواه السابق بإحرازه لقب بطل بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة، آخر البطولات الأربع الكبرى، للمرة الخامسة على التوالي بفوزه في المباراة النهائية على البريطاني اندي موراي الذي سيكون أحد أبرز منافسيه على اللقب. ورفع فيدرر بعد تتويجه بلقب فلاشينغ ميدوز، رصيده إلى 13 لقباً كبيراً بفارق لقب واحد عن سامبراس 14 لقباً، وبات أول لاعب في التاريخ يحقق خمسة ألقاب في بطولتين كبيرتين بعد فوزه ببطولة ويمبلدون 6 مرات أيضاً آخرها العام الماضي، كما أنه أصبح أول لاعب يحقق خمسة ألقاب متتالية في فلاشينغ ميدوز منذ الأميركي بيل تيلدن. وعوض فيدرر في فلاشينغ ميدوز ما فاته في البطولات الثلاث الكبرى الأخرى، إذ خرج من الدور نصف النهائي لبطولة استراليا المفتوحة أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي توج باللقب على حساب الفرنسي جو ويلفريد تسونغا الأخيران متواجدان في المجموعة الذهبية، وبلغ نهائي رولان غاروس وخسر أمام غريمه نادال، ونهائي ويمبلدون وسقط أمام المنافس ذاته في مباراة تاريخية من خمس مجموعات، ما جعله يتنازل عن صدارة التصنيف للأخير. ولم يصب فيدرر النجاح أيضاً في مشاركاته الأخيرة إذ خرج من الدور نصف النهائي لدورة مدريد للماسترز على يد موراي، ثم انسحب من دورة باريس- بيرسي بسبب إصابة في ظهره. وكان من المفترض أن يلتقي فيدرر الذي توج بين هاتين الدورتين بلقب بطل دورة بال السويسرية للمرة الثالثة على التوالي رافعاً رصيده إلى 4 ألقاب هذا الموسم وال57 في مسيرته المظفرة ب13 لقباً في البطولات الكبرى، مع الأميركي جيمس بلايك فاستفاد الأخير من انسحاب السويسري ليحجز مكانه في نصف النهائي، إذ خرج على يد تسونغا وفقد الأمل في التأهل إلى شنغهاي، خصوصاً بعد فوز الأخير باللقب على حساب الأرجنتيني دافيد نالبانديان الذي فشل بدوره في التأهل أيضاً. وكان فيدرر يمني نفسه بتحقيق ثأره على بلايك الذي كان أطاح به من الدور ربع النهائي لأولمبياد بكين في آب أغسطس الماضي، إلا أن إصابته حرمته من ذلك، علماً بأنه كان انسحب أيضاً من دورة استوكهولم، لأنه كان يحتاج إلى الراحة. والمهمة المقبلة واضحة المعالم بالنسبة إلى فيدرر وتتمثل بالفوز بلقب بطولة الماسترز ثم اتباعها باستعادة لقب بطولة استراليا المفتوحة في كانون الثاني يناير المقبل، وحينها سيستعيد صدارة التصنيف من نادال شرط أن لا يصل الأخير إلى الدور نصف النهائي في ملبورن. ولن تكون مهمة فيدرر سهلة على الإطلاق لأن هناك 4 لاعبين من أصل سبعة متواجدين إلى جانبه في شنغهاي، قد تغلبوا عليه هذا الموسم وهم ديوكوفيتش المصنف ثانياً في بطولة استراليا والأميركي اندي روديك في ميامي للماسترز والفرنسي جيل سيمون في تورونتو وموراي في دبيومدريد، علماً بأن الأخير هو اللاعب الوحيد في هذه البطولة الذي يملك سجلاً فائزاً في مواجهاته المباشرة مع فيدرر 3 انتصارات وهزيمتان. والمفارقة أن ثلاثة من أصل اللاعبين الأربعة الذين فازوا على فيدرر في 2008، متواجدون معه في المجموعة الحمراء وهم موراي وروديك وسيمون. أما المجموعة الذهبية فستجمع ديوكوفيتش والروسي نيكولاي دافيدنكو الرابع وتسونغا السادس والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو السابع. ويتأهل صاحبا المركزين الأولين في كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي الذي سيكون بنظام المقص.