وصفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار "الاتهامات الأخيرة التي وجهها النظام السوري ضد اللبنانيين"، بأنها"محاولة جديدة ومكشوفة للتهرّب من مسؤوليته في جرائم الاغتيال، استباقاً لتقرير لجنة التحقيق الدولية وقيام المحكمة الدولية". ولفتت الأمانة في اجتماع استثنائي عقدته أمس، الى ان"هذا النظام يحاول الإيحاء بأن مسؤولية القتل إنما هي مسؤولية يتشارك فيها الجميع بدليل الحملة الإرهابية التي تستهدف سورية، تمهيداً لتبرير رفضه الانصياع لما قد يصدر في حقه نتيجة التحقيق في جرائم الاغتيال". واعتبرت الأمانة العامة ل"14 آذار"في بيان"أن استخدام القتل والإرهاب وسيلة لتحقيق أهداف ومآرب سياسية إنما هو اختصاص حصري للنظام السوري، الذي يمهّد اليوم الطريق إلى حملة إرهابية جديدة في لبنان تحت عنوان"الدفاع عن النفس". ورأت"أن مشروع الاستراتيجية الدفاعية الذي تقدم به رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي النائب ميشال عون إلى طاولة الحوار"شكل طعناً بالبيان الوزاري الذي تمّ على أساسه تشكيل الحكومة الحالية لجهة الموقف من القرار 1701". وطالبت الحكومة ب"طرح هذا الموضوع في أول جلسة لها لمعرفة موقف الوزراء الخمسة من كلام رئيس كتلتهم واتخاذ الموقف المناسب في ضوئها". وقالت:"إن هذه المسألة بالغة الخطورة ولا يمكن السكوت عنها، فالقرار 1701 هو الذي يؤمن اليوم حماية لبنان، وقد يؤدي الطعن به إلى تعطيل دور القوات الدولية في الجنوب وإعطاء إسرائيل مبرراً للقيام باعتداءات جديدة ضد لبنان". وأضافت:"المشروع الذي تقدم به النائب عون والذي سبق أن رسم خطوطه العريضة نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في مقاله"كيف ينخرط المجتمع في المقاومة؟"يشكل انقلاباً على الدستور واتفاق الطائف ويؤسس لحرب دائمة في الداخل والخارج". ورأت أن انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة"شكّل درساً رائعاً بالديموقراطية والتعبير السلمي وتجاوزاً لكل أشكال التمييز والانقسامات وإعادة إحياء حلم التغيير". وأملت ب"أن تستمر الإدارة الاميركية الجديدة في دعم استكمال بناء الدولة الحرّة السيدة المستقلة في لبنان وانتهاج سياسات عادلة تجاه قضايا المنطقة". ولفتت الأمانة العامة الى أنها بدأت التحضير للمؤتمر العام الذي سيقرّ البرنامج الانتخابي ويعلن اللائحة الانتخابية الموحّدة. ورد عضو الأمانة العامة ساسين ساسين بعد تلاوة البيان عن القصد من"حملة جديدة يقوم بها النظام السوري"، فأوضح ان"من خلال التصريحات التي صدرت اليوم في وسائل الإعلام، وفي الشكل الذي صدرت به، يستدل بأن الهدف منها هو تبرير موقف ما، في مكان يذهب بالشكل والمضمون نحو التحقيق الدولي القائم وقيام المحكمة الدولية". وعما إذا كان يعني ذلك دخولاً سورياً جديداً الى لبنان، اكتفى بالقول:"لا نريد أن نفسر الطريقة التي يحاولون من خلالها الإيحاء بما حصل وما قد يحصل لاحقاً". وعما اذا كانت لجنة التحقيق الدولية ستحقق في الإعلان الذي صدر عن السلطات السورية، قال ساسين:"تعرف اللجنة الدولية ما يجب القيام به وأين يجب ان تقوم بتحقيقاتها وعلى أي صعيد، وهذا يتعلق باللجنة الدولية وبالتحقيقات التي تقوم بها في هذا الإطار". وعن الحملة التي تستهدف قوى الأكثرية واتهامها بعمليات اغتيالات، وكيفية الرد على هذه الحملة، رأى ان"ما حصل لقوى الأكثرية في لبنان من اغتيالات على مدى سنوات منذ 2005 حتى اليوم يبين أن هذه القوى كانت مستهدفة. وما يحصل اليوم من اتهامات لبعض قوى 14 آذار هو لتبرير سياسات معنية، وهذا الموضوع لن ينطلي على اللبنانيين وعلى المعنيين بالسياسة اللبنانية داخلياً أو خارجياً". وتمنى منسق الأمانة العامة فارس سعيد لوزير الداخلية ووزير الدفاع"زيارة موفقة للشام". واعتبر أن"ما حصل من اتهامات وافتراءات على التلفزيون السوري يهدف الى إرباك وزيري الداخلية والدفاع قبل وصولهما الى دمشق"، وقال:"استباقاً لوصولهما يحاول النظام السوري تحميل المسؤولية الى وزيري الداخلية والدفاع اللبناني، بأن لبنان هو مصدر قلق على سورية وليس العكس وبالتالي فإن مهمة وزير الداخلية بالغة الأهمية، ونتمنى له التوفيق ونحذره من ان النظام السوري نصب له فخاً قبل ان يصل الى الشام". نشر في العدد: 16654 ت.م: 08-11-2008 ص: 14 ط: الرياض