تتقبل اليوم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبنانية في مقرها، التعازي باللواء الشهيد وسام الحسن ومرافقه المؤهل أول أحمد صهيوني، في وقت طمأنت في بلاغ صادر عن شعبتها الإعلامية إلى «أنها تجري التحقيقات اللازمة في جريمة اغتياله بمهنية عالية وتحت إشراف القضاء المختص»، مؤكدة أن «غالبية المعلومات والتحليلات التي تصدر غير دقيقة»، وذلك في معرض ردها على ما نشره بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية بعد الاغتيال، من أخبار وتحليلات عن ظروف عملية الاغتيال والتحقيقات الجارية». وطلبت المديرية من «وسائل الإعلام كافة توخي الدقة والحذر وعدم التطرّق إلى التحقيقات أو نشر أي معلومة، لأنها يمكن أن تسيء إلى مجريات التحقيق وتضع المواطن في حال من الضياع». وتسلم أمس المحقق العدلي القاضي نبيل وهبي ملف جريمة الحسن وسطّر استنابات قضائية للبحث والتحري وجمع المعلومات حول الجريمة.في وقت عقد المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي اجتماعاً أمنياً في هذا الشأن. واستقبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أمس في مكتبه في المقر العام، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل الذي قدم تعازيه بالحسن وصهيوني، كما زار المقر معزياً السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي. وكان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة استنكر حوادث «تعرض مواطنين ابرياء لاعتداءات في اكثر من منطقة خلال اليومين الماضيين (احتجاجاً على اغتيال الحسن)، منها ما ادى الى استشهاد على بسام طافش من بلدة كتر مايا في وادي الزينة وتعرض ايهاب العزي لاعتداء في محلة المدينة الرياضية من قبل مجهولين وبتر اصابع يده». وطالب القوى الامنية بالتحقيق الفوري والقبض على المعتدين. وفي المواقف من الجريمة، اعتبر رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب أسعد حردان أنّ «هذا العمل الإجرامي صناعة إسرائيلية بامتياز، الهدف منه، خلق بيئة متوترة في لبنان، تُشغل القوى العسكرية والأمنية بانفلات الأمن في الشوارع والزواريب الداخلية، بما يُتيح سهولة الحركة للمجموعات المتطرّفة التي تستخدم لبنان مقراً لتجميع كلّ مرتزقة العالم، بما يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان». واعتبر «أنّ مسارعة قوى 14 آذار إلى استثمار العمل الإرهابي الجبان، وتحويل مناسبة التشييع الوطني لأحد ضباط الأمن في الدولة اللبنانية ومرافقه، إلى حفلة اقتحام للسراي الحكومية، عرّى هذه القوى من أيّ حسّ بالمسؤولية الوطنية، وكشف عن دوافعها من وراء استباقها نتائج التحقيقات القضائية بإطلاق الاتهامات جزافاً، كما كشف حال الهستيريا التي تعيشها هذه القوى في ظلّ عدم قبضها على السلطة كما اعتادت». ورأى أن «تنصل قوى 14 آذار من المسؤولية عن حال الانفلات والفوضى تنصل شكلي لا قيمة له، خصوصاً أنها مارست ازدواجية في الخطاب حيال الانفلات ومحاولة اقتحام السراي، وهذا ما يؤكد عدم صدقيتها، خصوصاً في ظلّ النبرة التصعيدية التي شكلت كلمة السرّ للاستمرار في الممارسات المخلة بالأمن والاستقرار». ودان «تجمع لبنان المدني» الجريمة، معتبراً أن الحسن «استشهد في جولة متأخرة من حرب مفتوحة اندلعت منذ سنوات كان خلالها في كل جولة في قلب المواجهة». واعتبر التجمع أن «اغتيال الحسن لم يكن فقط نهاية لحياة رجل كفوء وشجاع بل يؤشر إلى افتتاح مرحلة جديدة متقدمة لاستكمال مخطط قضم الدولة واجتياحها»، داعياً رئيس الجمهورية إلى «أخذ زمام المبادرة للدفاع عن الدولة ومؤسساتها وحماية السلم الأهلي وقواعد العيش المشترك». ومساء، نظمت «المنظمات الشبابية والطالبية في قوى 14 آذار» وناشطون في المجتمع المدني تجمعاً في ساحة ساسين في الأشرفية «تضامناً مع الأشرفية الجريحة ووفاء لدماء اللواء الشهيد وسام الحسن ومرافقه والمواطنين الأبرياء»، وتوجهوا بعدها في مسيرة إلى موقع الانفجار.