احتفل البريطانيون، على رأسهم رئيس الوزارء غوردن براون، بمواطنهم لويس هاميلتون سائق ماكلارين مرسيدس الذي دخل الاحد الماضي تاريخ بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد بعدما توج باللقب اثر حلوله في المركز الخامس لجائزة البرازيل الكبرى، المرحلة الثامنة عشرة الاخيرة لهذا الموسم، معتبرين انه اصبح "النجم الكوني" الجديد، وذلك بعدما منح بلاده لقبها الاول في رياضة الفئة الاولى منذ عام 1996. "أعتقد ان البلاد بأكملها انفجرت فرحاً بفضل موهبته الاستثنائية. بريطانيا فخورة جداً بلويس هاميلتون وفريق ماكلارين مرسيدس"، هذا ما صرّح به رئيس الوزراء براون الذي تابع السباق من الخليج العربي حيث يقوم بزيارة رسمية. ودخل هاميلتون امس تاريخ رياضة الفئة الاولى بعدما اصبح اصغر سائق يتوج باللقب 23 عاماً و9 اشهر و26 يوماً، ليتفوق على زميله السابق الاسباني فرناندو الونسو رينو حاليا الذي احرز اللقب عام 2005 وهو يبلغ 24 عاماً و59 يوماً. وهو اللقب الاول لماكلارين مرسيدس في بطولة السائقين منذ 1999 عندما كان الفنلندي ميكا هاكينن آخر الفائزين باللقب العالمي مع الفريق البريطاني- الالماني. وحذا هاميلتون حذو هاكينن بعدما أسعفه الحظ في الامتار الاخيرة عندما فقد الالماني تيمو غلوك التماسك في اطارات سيارته تويوتا وأضاع 18 ثانية في اللفة الاخيرة تحت الامطار كان يقود بإطارات خاصة للحلبة الجافة، ما سمح لهامليتون في تخطيه عند المنعطف الاخير والحصول على المركز الخامس بعد ان خسره خلال اللفتين الاخيرتين لمصلحة الالماني الآخر سيباسيتان فيتيل سائق تورو روسو-فيراري. وتخطى البريطاني عقدة ما حصل معه الموسم الماضي عندما دخل الى السباق الختامي وهو في المقدمة بفارق 3 نقاط عن زميله الونسو و7 نقاط عن الفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري، لكنه تعرض لعطل في علبة السرعات في اللفات الاولى من السباق، ما سمح للأخير بالفوز بالمركز الاول واللقب العالمي بعدما اكتفى سائق ماكلارين الثاني الونسو بالمركز الثالث ايضاً. وكان هاميلتون قاب قوسين او ادنى من ان يصبح الموسم الماضي اول "مبتدئ" يتوج باللقب العالمي بعد ان اصبح اول اسود يشارك في البطولة ثم اول "مبتدئ" يصعد على منصة التتويج في اول 3 سباقات يخوضها في رياضة الفئة واصغر سائق يتصدر الترتيب العام متفوقاً على انجاز مؤسس الفريق النيوزيلندي بروس ماكلارين. كما اصبح هاميلتون في 2007 اكثر السائقين فوزاً بالمركز الاول في موسمه الاول في هذه الرياضة 4 مشاركة مع الكندي جاك فيلنوف 1996 مع وليامس، الا ان كل هذه الانجازات لا تعني الكثير مقارنة مع اللقب العالمي الذي اصبح بريطانيا مجدداً وللمرة الأولى منذ 1996 عندما فاز به دايمون هيل مع وليامس. واصبح هاميلتون تاسع بريطاني يتوج باللقب العالمي بعد مايك هاورثون 1958 وغراهام هيل 1962 و1968 وجيم كلارك 1963 و1965 وجون سورتيز 1964 وجاكي ستيوارت 1969 و1971 و1973 وجيمس هانت 1976 ونايجل مانسيل 1992 وهيل 1996، حارماً ماسا الذي حقق المطلوب منه بإنهاء السباق في المركز الاول، من ان يصبح رابع برازيلي يتوج باللقب بعد ايمرسون فيتيبالدي 1972 و1974 ونيسلون بيكيت 1981 و1983 و1987 وايرتون سينا 1988 و1990 و1991. وكان عزاء ماسا بتأكيد صدارة فريقه فيراري لترتيب الصانعين فحسم "الحصان الجامح" اللقب لمصلحته للمرة الثانية على التوالي والسادسة عشرة في تاريخه. "لويس بحث عن اللقب وانتزعه بأسنانه"، هذا ما كتبته صحيفة "ذي تايمز" وهي الجملة التي اقتبستها شبكة "بي بي سي" ايضاً. اما "ذي صن" فعنونت: "اوف" في اشارة منها الى الاثارة التي شهدها هذا السباق بحيث انه حبست الانفاس في ثوانيه الاخيرة ولم تعرف هوية بطل العالم حتى بعد تجاوز السيارات خط النهاية لدرجة ان طاقم فيراري وعائلة ماسا كانوا يحتفلون باللقب العالمي داخل حظيرة "الحصان الجامح" ظناً منهم ان "رجلهم" هو البطل، لكن الامر ذاته كان في حظيرة ماكلارين مرسيدس لأن طاقم الفريق البريطاني-الالماني علم ان هاميلتون نجح في تجاوز غلوك قبل خط النهاية. وبدورها شددت "ذي تلغراف" على موضوع نضوج هاميلتون، مضيفة: "فورمولا واحد اصبح لديها بطل اسود، فيما كتبت وكالة "برس اسوسياشن": "المجد لهاميلتون" معتبرة ان الاخير اصبح احد افضل رياضي بلاده حاضراً ومستقبلاً لينضم الى نجوم كرة القدم واين روني 23 عاماً وتيو والكوت 19 عاماً، وكرة المضرب اندي موراي 23 عاما، والملاكمة عمير خان 21 عاما، والركبي جيمس هوك 23 عاماً، والسباحة ريبيكا الدينغتون 19 عاماً، بطلة العالم مرتين، والدراجات الهوائية مارك كافنديش 23 عاماً، والغطس توم دالي 19 عاماً. وذكرت "ذي صن" بالماضي الصعب الذي اختبره هاميلتون خلال نشأته، مضيفة: "لويس هاميلتون نجم حقيقي وعلى الصعيد الكوني. نحن فخورون جداً بأنه منا".