أحرز الإسباني فرناندو الونسو سائق رينو المركز الأول في جائزة اليابان الكبرى، المرحلة ال 16 من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد أمس الأحد على حلبة فوجي. وتقدم الونسو على سائقي بي ام دبليو- ساوبر البولندي روبرت كوبيتسا، وفيراري الفنلندي كيمي رايكونن بطل العالم. وهو الفوز الثاني على التوالي لالونسو هذا الموسم بعد إحرازه المركز الأول في جائزة سنغافورة الكبرى قبل أسبوعين، عندما حقق فوزه الأول منذ 9 أيلول سبتمبر 2007، وتحديداً في جائزة إيطاليا الكبرى على متن ماكلارين مرسيدس، فأكّد بالتالي نتائجه الجيدة في المراحل الأخيرة وعزز موقعه في المركز السابع برصيد 48 نقطة. ومرة أخرى، استفاد الونسو الذي انطلق من المركز الرابع، من خيبة سائق ماكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الذي كان أول المنطلقين، وذلك على غرار جائزة سنغافورة الكبرى، عندما استغل خيبة سائق فيراري البرازيلي فيليبي ماسا. والفوز هو ال 21 في مسيرة الونسو والثاني له هذا الموسم مع فريقه الجديد- القديم رينو الذي توج معه بطلاً للعالم عامي 2005 و2006. وقطع الونسو مسافة السباق 305.721 كلم 67 لفة بزمن 1.30.21.892 ساعة بمعدل سرعة وسطي 202.991 كلم/ساعة، متقدماً بفارق 5.283 ثوان عن كوبيتسا و6.400 ثوان عن رايكونن الذي فقد نهائياً آمال الدفاع عن اللقب العالمي الذي أحرزه العام الماضي، بعدما بات يتخلف بفارق 21 نقطة عن هاميلتون متصدر التريب العام قبل مرحلتين من نهاية الموسم. وانحصرت المنافسة على اللقب بين هاميلتون، الذي خرج خالي الوفاض في سباق أمس بعدما أنهاه في المركز، وماسا الذي كسب نقطة واحدة مكنته من تقليص الفارق بينه وبين البريطاني إلى 6 نقاط، وكوبيتسا الذي عزز موقعه في المركز الثالث برصيد 72 نقطة. ويتصدر هاميلتون برصيد 84 نقطة في مقابل 78 لماسا. ويملك هاميلتون فرصة حسم اللقب في المرحلة ال 17 في الصين في حال حصد 5 نقاط أكثر من ماسا. وشهد السباق منافسة قوية منذ البداية بين هاميلتون وماسا وأدت إلى احتكاك بينهما في اللفة الأولى، عندما حاول البريطاني تخطي البرازيلي، وتسببت بتراجع هاميلتون إلى المركز الأخير بعدما استدارت سيارته حول نفسها واضطر إلى انتظار مرور جميع السائقين ليستأنف السباق. ودفع ماسا ثمن احتكاكه بهاميلتون وعوقب بالمرور بالحظائر، ولم يسلم هاميلتون نفسه من العقوبة ذاتها بسبب تسببه في خروج رايكونن من الحلبة في الانطلاقة. وجاءت الانطلاقة مثيرة حاول هاميلتون من خلالها الاحتفاظ بالمركز الأول أمام مطارده المباشر رايكونن، بيد أنهما دفعا ثمن منافستهما، لأنهما خرجا عن الحلبة فاستغل كوبيتسا والونسو الموقف وانتزعا المركزين الأول والثاني على التوالي، فيما احتفظ سائق ماكلارين مرسيدس الثاني الفنلندي هايكي كوفالاينن، وبقي ماسا خامساً أمام هاميلتون. وشهدت الانطلاقة احتكاكاً بين الاسكتلندي ديفيد كولتهارد والياباني كازوكي ناكاجيما وليامس-تويوتا، فخرج الأول عن الحلبة وارتطم بالحائط ليخرج خالي الوفاض، فيما اضطر ناكاجيما إلى الدخول إلى المرآب وخرج في المركز الأخير. وخرج غلوك الذي حقق أفضل توقيت في التجارب الثانية في اللفة الثانية، تلاه سوتيل في اللفة الثالثة بسبب ثقب في الإطار الخلفي. وحاول هاميلتون تخطي منافسه المباشر في الترتيب العام ماسا في آخر اللفة الأولى، ونجح في مسعاه، بيد أن محاولة الأخير الذي خرج عن الحلبة، في استعادة مركزه أدت إلى احتكاكه بالإطار الخلفي لسيارة البريطاني، فاستدارت إلى الاتجاه المعاكس واضطر إلى انتظار مرور جميع السائقين ليستأنف السباق من المركز الأخير، قبل أن يقرر الدخول إلى المرآب مباشرة بعدها. وفتح الاتحاد الدولي تحقيقاً في الحادثة وتمت معاقبة ماسا بالمرور من جناح الحظائر. وواصل كوبيتسا سيطرته على السباق أمام الونسو، فيما قفز رايكونن إلى المركز الرابع في اللفة الثالثة، بعدما نجح في تخطي تروللي ودخل في منافسة مع مواطنه كوفالاينن، بيد أن الأخير اضطر إلى الانسحاب في اللفة 16 بسبب عطل في المحرك. وكانت اللفة 16 كارثية بالنسبة إلى فريق ماكلارين مرسيدس، لأن هاميلتون عوقب خلالها بالمرور من جناح الحظائر لتورطه في إرغام رايكونن على الخروج من الحلبة عند انطلاقة السباق. ودخل كوبيتسا إلى المراب في اللفة 17 وتلاه رايكونن فانتزع الونسو الصدارة قبل أن يدخل بدوره إلى المرآب في اللفة التالية ويخرج سابعاً، قبل أن ينتزع الصدارة بدخول الإيطالي يارنو تروللي تويوتا والفرنسي سيباستيان بورديه تورو روسو والبرازيلي نيلسون بيكيه رينو والألماني سيباستيان فيتل تورو روسو إلى المرآب. وودع فيزيكيلا السباق من اللفة ال 19 بسبب عطل في المحرك أيضاً. ودخل الونسو إلى المرآب في اللفة 43 وخرج سادساً فانتزع كوبيتسا الصدارة، لكنه اضطر إلى الدخول إلى المرآب في اللفة ال 45 وخرج سابعاً تاركاً الصدارة لرايكونن أمام تروللي وبوديه وبيكيه والونسو وفيتل، قبل أن ينجح الونسو في استعادة المركز الأول بدخول فيتل إلى المرآب، فحافظ على تقدمه حتى النهاية. وشهدت اللفات الأخيرة ضغطاً قوياً من رايكونن على كوبيتسا من أجل انتزاع المركز الثاني، وبالتالي الحفاظ على آماله في الدفاع عن لقبه بيد أن البولندي صمد حتى خط النهاية. وحقق ماسا عودة قوية في اللفات الأخيرة ونجح في الارتقاء من المركز ال 13 إلى الثامن وخرج فائزاً بنقطة واحدة قلص بها الفارق بينه وبين هاميلتون إلى 6 نقاط في الترتيب العام.