سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرلمان العراقي يقر 6 مقاعد للأقليات في مجالس المحافظات من دون الأخذ باقتراح الأمم المتحدة . ممثل الاشوريين يعتبر القانون "إهانة مشينة" والأكراد مستعدون لاستقبال المهجرين المسيحيين
أقرّ البرلمان العراقي أمس قانوناً لتمثيل الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات عبر تخصيص 6 مقاعد لهم بعد تراجع كتل سياسية رئيسية عن موافقتها على اقتراح الاممالمتحدة تمثيل الاقليات بتخصيص 12 مقعداً الأمر الذي اعتبره النائب عن الاشوريين يونادم كنا"اهانة مشينة لمكوّن اساسي"ودعا مجلس رئاسة الجمهورية الى نقضه. واعتبر نواب أكراد ان هذا القانون لن يشجع المسيحيين على العودة الى ديارهم، ودعوا المهجّرين المسيحيين"إلى اللجوء إلى مناطق إقليم كردستان". وقال النائب عن"الائتلاف العراقي الموحد"حميد معلة في اتصال مع"الحياة"إن"البرلمان درس 3 اقتراحات تتعلق بحق تمثيل الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات، ينص الأول على تخصيص مقعدين لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك في محافظاتبغدادوالبصرة والموصل". واضاف ان"الاقتراح الثاني، الذي حظي بغالبية أصوات البرلمان، نص على منح الأقليات 6 مقاعد: واحد للمسيحيين وآخر للصابئة المندائيين في بغداد، ومقعد لكل من المسيحيين والشبك والايزيديين في الموصل، بالاضافة الى مقعد واحد للمسيحيين في البصرة". وأضاف ان"الاقتراح الثالث، الذي حظي بأقل الاصوات، نص على منح المسيحيين مقعدين والازيدية والشبك مقعداً واحداً لكل منهما". وتابع:"رفع القانون الذي عدلت فقراته وحظي بتأييد الغالبية الى هيئة الرئاسة للمصادقة عليه واعلانه بشكل نهائي"، لافتا الى ان"اقرار القانون سيذلل كل العقبات التي كان البعض يتحجج بها من اجل الضغط لتأجيل الانتخابات"مشيراً الى ان"غالبية الكتل البرلمانية تؤكد ضرورة اجراء الانتخابات في مواعيدها المقررة ولا داعي للتأجيل". وذكر مصدر برلماني ان"مجلس النواب صوت بغالبية 106 من 150 نائباً حضروا الجلسة من اصل 275 عدد نواب المجلس على اقتراح منح الأقليات في مجالس المحافظات 6 مقاعد قدمته كتل سياسية باستثناء الاكراد". يذكر ان قادة الكتل السياسية وهيئة رئاسة البرلمان كانوا وافقوا على اقتراح للممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة ستيفان دي مستورا كان يقضي بمنح الأقليات 12 مقعداً في مجالس المحافظات: 3 للمسيحيين وواحد للصابئة في بغداد، و3 للمسيحيين وثلاثة اخرى للايزيديين ومقعد للشبك في محافظة نينوى، ومقعد للمسيحيين في البصرة. ولم يعرف سبب التراجع عن هذا الاتفاق. وشن النائب عن الاشوريين يونادم كنا هجوماً لاذعاً على اقرار البرلمان القانون الجديد، ونقلت وكالة"فرانس برس"عن كنا اعتباره القانون"اهانة مشينة لمكون اساسي، ومرفوضة. نتمنى عدم تطبيقه لأن ذلك سيكون افضل بكثير. إذ نستطيع ان نتدبر امرنا بالحصول على مقعد او اثنين من غير جميل اي طرف. نحن ابناء البلد وتاريخنا معروف". واضاف بانفعال"هناك تعصب ديني وقومي على الارض في نينوى. من الناحية الدينية لديهم مشكلة مع الايزيديين، ومن الناحية القومية لديهم مشكلة مع الاكراد ... نحن وقعنا ضحية لهذا التنافس والصراع". ودعا كنا، الذي يرأس الحركة الديموقراطية الاشورية ويشغل مقعدها الوحيد في البرلمان، ومحمد خليل السنجاري وهو من الشبك وينتمي الى التحالف الكردستاني، مجلس رئاسة الجمهورية الى"نقض القانون كونه مخيبا للآمال". ودعا السنجاري الأممالمتحدة ومجلس رئاسة الجمهورية"التدخل لنقض قانون مجالس المحافظات ومنح الشبك حقهم في عدد المقاعد التي يستحقونها". وأضاف أن نتيجة التصويت على تعديل قانون مجالس المحافظات"ولد لدى المواطنين من الشبك مخاوف من تهميشهم والوقوف أمام الحقوق التي نستحقها"، معرباً عن استعداد الشبك"للانضمام إلى مناطق إقليم كردستان إذا صادق مجلس رئاسة الجمهورية على القانون". وانتقد رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان فؤاد معصوم اقرار البرلمان القانون، محذراً من انه"لن يشجع المهجرين من المسيحيين على العودة لمناطق سكناهم". وأضاف معصوم خلال مؤتمر صحافي في البرلمان أمس، أن هذا القانون"حرم المسيحيين من أن يكون لهم عدد مناسب من الأعضاء في مجلسي محافظتي بغداد والموصل"، مشيرا إلى أن نتيجة التصويت"لن تشجع مواطنيهم على العودة إلى مناطقهم الأصلية سواء كانوا داخل العراق أم خارجه"، معرباً عن أمله بأن"تصحح الأخطاء التي ارتكبت بحق المكونات العراقية". وأوضح معصوم ان التحالف الكردستاني يطالب ب"كوته خاصة للمسيحيين لأنهم من الناحية القومية مكون أساسي، بينما الشبك والازيديين ينتمون إلى الأكراد"لافتاً إلى أن القانون الذي أقر أمس"هو لدورة انتخابية واحدة". وأضاف أن المسيحيين"تعرضوا للاضطهاد من جانب العصابات المسلحة، وعلى بقية المكونات إشعارهم بأنهم مكون أساسي في العراق". وفي الوقت نفسه قال النائب الثاني لرئيس البرلمان عارف طيفور كردي أن نتيجة التصويت كانت"مخيبة لآمال المسيحيين وستدفع بمواطنيهم إلى عدم العودة لمناطقهم الأصلية بسبب عدم وجود ممثل عنهم في مجالس المحافظات يحفظ حقوقهم ويدافع عنها"، داعيا المهجرين من الطائفة المسيحية في العراق"إلى اللجوء إلى مناطق إقليم كردستان". بدوره، قال المتحدث باسم"جبهة التوافق"السنية النائب سليم عبدالله إن"الاقتراح يعبر عن رؤية اطراف سياسية"في"الائتلاف العراقي الموحد"و"جبهة التوافق"و"القائمة العراقية"و"جبهة الحوار الوطني". ولم يشر الى مشاركة الأكراد في الاقتراح. وكان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بحث أمس، قبل اجتماع البرلمان، مع ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ستيفان دي مستورا في المادة 50 الخاصة بتمثيل الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات، بحسب بيان صدر عن مكتب المشهداني. وذكر البيان ان"المشهداني وممثل دي مستورا تطرقا خلال اجتماعهما الى عملية تهجير المسيحيين في الموصل"وقال رئيس البرلمان:"من قام بتهجير المسيحيين تجاوز خطاً أحمر، فضلاً عن انه عمل غير اخلاقي وغير وطني بل وحتى غير عراقي"لافتاً الى"فشل أهداف الذين مارسوا عمليات التهجير وأنهم لن يحصلوا شيئاً".