إستأثر الاعتداء على الإعلامي في تلفزيون"أخبار المستقبل"وجريدة"المستقبل"عمر حرقوص على ايدي عناصر في الحزب السوري القومي الاجتماعي أول من أمس على اهتمام الوسط السياسي اللبناني، فاستنكر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أي تعرض للإعلام، ودعا الى عدم تشويه صورة لبنان جراء الاعتداء على الإعلام، داعياً الى أن يحاسب القضاء المخطئين. وخضع الحادث لتجاذب بين قوى 14 آذار والمعارضة مرة أخرى. ونفذ الإعلاميون وعدد من القوى السياسية في الأكثرية ونقابتا الصحافة والمحررين، اعتصاماً ظهر أمس أمام مبنى محطة"أخبار المستقبل"، شارك فيه عدد من الوزراء في الحكومة في مقدمهم وزير الإعلام طارق متري الذي زار الزميل حرقوص في المستشفى، كما فعل وزراء آخرون، فيما أعلن بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني توقيف ثلاثة عناصر مشتبه بمشاركتهم في الاعتداء بالضرب على حرقوص في شارع الحمرا في بيروت واحالتهم على القضاء المختص. راجع ص 8 واعتبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان"من غير المقبول اللجوء الى الضرب لأننا نختلف في الرأي"، ودعا الى"التوقف عن الممارسة المشينة في حق لبنان والإعلام". وأدت تفاعلات الاعتداء على حرقوص، بالإضافة الى الصدامات التي تحصل في الجامعات بين طلاب المعارضة وطلاب قوى 14 آذار، الى إثارة المخاوف من آثار التوتير على الانتخابات النيابية. وقال الوزير متري أن حماية الإعلاميين تكون بتوقيف قوى الأمن المعتدين وباحترام تعهدات اتفاق الدوحة بوقف العنف، وحذر وزير الأشغال العامة غازي العريضي من ألعودة الى مسلسل 7 أيار مايو الماضي اجتياح"حزب الله"والمعارضة بيروت وصدامات الجبل الدموية. وفيما وجهت المنظمات الشبابية في قوى 14 آذار اتهامات للحزب السوري القومي الاجتماعي بأنه"من مرتزقة قوى 8 آذار التابعة لسورية"، رد الحزب القومي محمّلاً حرقوص مسؤولية الحادث ومستغرباً"فجور قوى 14 آذار وهذا النفخ في الاشكال الفردي ونبش الأحقاد". وتضامنت المنظمات الشبابية في المعارضة مع الحزب القومي متهمة قوى 14 آذار باستغلال الحادث الفردي. وقالت مصادر في قوى 14 آذار ان حادث الاعتداء على الزميل حرقوص يأتي في ظل عدم معالجة الكثير من رواسب أحداث 7 أيار الماضي التي شملت إقفال"حزب الله"لتلفزيون"المستقبل"حينها واقدام الحزب القومي على احراق مبناه في منطقة الروشة. وذكرت هذه المصادر ان الحزب القومي"نفذ منذ ذلك الحين انتشاراً أمنياً في منطقة الحمرا ورأس بيروت واستحدث مكاتب جديدة كثيرة لها طابع أمني في الشوارع المتفرعة، إلا أن التدابير التي اتخذت في بيروت نتيجة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وأدت الى ازالة شعارات وصور تتسبب بصدامات أمنية، لم تشمل المكاتب المستحدثة المنتشرة خصوصاً في منطقة رأس بيروت". ودعت مصادر قوى 14 آذار الى"معالجة هذه الأمور في سرعة نظراً الى أنها تسبب بانعكاسات أمنية سلبية وحوادث متفرقة". وكانت وزيرة التربية بهية الحريري دعت الى"وضع خطة لمنع التعديات". من جهة ثانية، تلقى الرئيس سليمان اتصال شكر من نظيره الفلسطيني محمود عباس على قرار مجلس الوزراء اللبناني أمس الموافقة على التبادل الديبلوماسي بين لبنان والسلطة الوطنية الفلسطينية، ما يرفع مستوى التمثيل الفلسطيني في لبنان من مكتب تمثيلي الى سفارة. وكان وزير الخارجية فوزي صلوخ حاول سحب مشروع كان أحاله على مجلس الوزراء في هذا الصدد، بعدما طلب الوزيران محمد فنيش "حزب الله" وعلي قانصو الحزب القومي تأجيل البت بتبادل السفراء بسبب الخلافات الفلسطينية الداخلية. إلا أن أكثرية مجلس الوزراء أقرت المشروع وتحفظ فنيش وقانصو عنه.