تقدمت قبرص بشكوى الى الأممالمتحدة، تفيد بأن سفينة حربية تركية تحرشت بسفينتين للتنقيب عن النفط والغاز في وقت سابق من الشهر الجاري. وهي خطوة يرجح أن تلقي بظلالها على المحادثات التي تهدف الى توحيد قبرص، الجزيرة المقسمة عرقياً منذ أن غزتها تركيا في العام 1974 واحتلت شمالها. وقال الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس في خطاب للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون نشر أمس:"أجبرت السفينة الحربية التركية السفينتين على وقف عملياتهما والانسحاب إلى المياه الإقليمية لجمهورية قبرص، خوفاً على حياة أفراد الطاقم وسلامة السفينتين". وأفادت قبرص في خطاب الاحتجاج الرسمي بأن سفينتي التنقيب اللتين ترفعان علماً أجنبياً كانتا تجريان عمليات مسح في 13 تشرين الثاني نوفمبر لحساب الحكومة القبرصية اليونانية عندما وقع الحادث. وكانت خطوات اتخذتها قبرص العام الماضي للاستفادة من احتياطات محتملة في أعماق مياه البحر المتوسط، أغضبت تركيا، وأعلنت أنقرة أن التنقيب عن النفط والغاز قد يضر بجهود التفاوض. وبدأت محادثات الوحدة بين القبارصة الأتراك واليونانيين في أيلول سبتمبر الماضي، ومن المتوقع أن تستمر في عام 2009. وقال كريستوفياس في الخطاب الذي وجهه في 14 تشرين الثاني نوفمبر:"الحادثة خطرة من دون أي مبالغة، مع الأخذ في الاعتبار التوقيت المهم نظراً لجهود التسوية الشاملة للمشكلة القبرصية". وأضاف:"أستطيع فقط أن أوضح استياء حكومتي مما تكشف". ولم تكشف السلطات القبرصية عن الحادثة من قبل. وحدد القبارصة اليونانيون 11 موقعاً قبالة جنوب وجنوب شرقي جزيرة قبرص للتنقيب عن المواد الهيدروكربونية، بينما لا تزال هناك مناطق واسعة لم تحدد بعد. وصرح كريستوفياس بأن السفينتين كانتا على بعد 27 ميلاً قبالة الساحل الجنوبي للجزيرة عندما وقعت الحادثة. وأضاف أنهما كانتا داخل المنطقة الاقتصادية القاصرة على قبرص. لكن السفينة الحربية التركية أفادت بأنهما كانتا في المنطقة التركية. وترسم هذه المنطقة حدوداً بحرية تملك الدولة حق التنقيب فيها وعادة ما تمتد لمسافة 200 ميل بحري عن الساحل.