رأى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن"المخيمات الفلسطينية أصبحت هدفاً للإرهاب". وقال خلال رعايته احتفالاً لكشافة الرسالة في مصيلح جنوبلبنان أمس في حضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان:"بعدما كانت المخيمات معجناً للمقاومة أصبحت معجناً للفتنة". وخاطب بري الحاضرين قائلاً:"يعقد مؤتمركم اليوم غداة العيد ال65 للاستقلال في الوقت الذي نعمل فيه لتحصين وفاقنا واتفاقنا عبر عملية النهوض المؤسسي التي أعقبت اتفاق الدوحة، وقد قطعنا مرحلة مهمة على طريق تنفيذ هذا الاتفاق. إلا أن الأهم هو أن الرؤى والأفكار والمشاريع التي طرحها الإمام القائد السيد موسى الصدر مؤسس وقائد حركتنا ومسيرتنا في إطار الإصلاحات السياسية والإدارية، تتخذ الآن بعداً وطنياً بعد أن مضت ثلاثة عقود وأكثر على طرحها وعلى رفضها أو تحديها في أحسن الاحتمالات ووضع الفيتو عليها بسبب مصالح طائفية أو مذهبية أو فئوية أو جهوية". وجدد بري المطالبة ب"وزارة للتخطيط، وفصل الوزراة عن النيابة، ليتمكن المجلس النيابي من زيادة الرقابة والمحاسبة على أعمال الحكومة". وطالب ب"الإنماء المتوازن والعدالة الاجتماعية... ونحن اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى على كل تلك المطالب التي تسهم في رفع الحرمان والغبن". وأضاف بري:"هذه المطالب جزء من مسؤولياتكم في إطار ممارستكم لحياتكم الكشفية والطالبية والمهنية والنقابية والسياسية، ونحن نطالبكم برفض كل محاولة لتحييدكم تجاه تلك المطالب وغيرها، بل ندعوكم أكثر الى اعتبار مطالب تمكين المرأة وتوسيع الخيارات أمام المواطنين وزيادة الائتمانات والضمانات لديهم جزءاً من مسؤوليتكم". وتابع:"إزاء التهديدات والاستعدادات والمناورات الإسرائيلية المعلنة والسرية المستمرة والموجهة ضد لبنان، والهادفة للانتقام من لبنان، أجدد التأكيد، وللسنة التاسعة على التوالي، على حفظ المقاومة وفي قلبها لبنان وحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب". وانتقد"عدم وجود حد أدنى من تجهيزات للطوارئ الحكومية بمواجهة المخاوف من إمكان تطور النشاط الزلزالي الذي ضرب الجنوب أكثر من 800 هزة زلزالية"، داعياً الحكومة إلى"توفير اعتمادات مالية وأن تتحرك وتضع ولو بنداً في الموازنة في ما يتعلق بالألغام". وتابع بري:"أن مهماتنا تتضمن الأخذ بيد أشقائنا الفلسطينيين لحل مشكلاتهم بالحوار والوفاق والمشاركة ورفض الاستئثار، وباسم لبنان وتضحيات لبنان تجاه القضية الفلسطينية أدعو الأخوة في الفصائل الفلسطينية الى بدء حوار من دون شروط مسبقة، حوار مفتوح وصريح قاس يرتكز الى نقد ذاتي بل ومؤلم توصلاً الى صوغ خطاب سياسي موحد، وترميم منظمة التحرير الفلسطينية لتستعيد دورها كإطار موحَد وموحِد لنضال الشعب الفلسطيني". وأضاف:"هذه المخيمات التي كانت هدفاً لإسرائيل أصبحت هدفاً للإرهاب، هذه المخيمات التي كانت معجناً للمقاومة أصبحت معجناً للفتنة". وتطرق بري الى الاستحقاق الانتخابي، داعياً الشباب إلى"التحرك لرفع مشاركة الشباب المقيم والمغترب في الانتخابات". واعتبر بري ان"اسرائيل تحتل مزارع شبعا ليس لأنها سورية ولا لأنها لبنانية . الموضوع ليس هنا، الموضوع موضوع الماء. هناك 224 نبعاً في مزارع شبعا. مزارع شبعا هي مساقط المياه ومنابعها، قلنا ذات يوم ان لبنان غني وغني جداً بالماء وقلنا ان قنينة الماء ستصبح تعادل سعر برميل البترول لم يصدقوا هذا الأمر، ها هو العالم كله وهناك كذبة شائعة تقول ان الذي يحصل اليوم هو أزمة مالية كتلك التي حصلت عام 1929 هذا غير صحيح، حصلت أزمة، لكن كانت أزمة موضعية معينة في أميركا. أما هذه الأزمة فهي عالمية، ثلث ثروة العالم والناس ضاعت حتى الآن لم تتألف لجنة تحقيق لمعرفة لماذا حصل هذا الأمر". وذكّر باقتراحه"عقد مؤتمر قمة استثنائي لإحياء المجلس الاقتصادي العربي على الأقل ان يتحرك علماً ان هذا المجلس أسس 1954"، مشيراً إلى أنه سمع"كلاماً مخيفاً في الكويت وقطر بالنسبة الى التدرج في سعر النفط، الآن سعر الماء أغلى من سعر النفط". ورأى بري أن"لبنان أمام فرصة لاستكمال تنفيذ مشروع الليطاني"، مشيراً إلى أن"الكويت تقدمت مشكورة بتمويله ووضعت الدراسات والتصاميم والجدوى الاقتصادية وهو موقوف الآن وكما قلت في مجلس الأمة الكويتي أريد واسطة للحكومة الكويتية مع حكومتي علها وعساها تبدأ تنفيذ هذا المشروع". ورعى بري أيضاً حفل تخرج 400 طالب في دورات صف الكادر المتخصص في حركة"أمل". وألقى كلمة رأى فيها أن"لا صعوبة في إقامة مجتمع سليم على ارض لبنان من دون خضات"، مقترحاً اعتماد جملة من العناوين. وقال:"ننتظر الانتخابات النيابية التي نأمل بأن تجرى بكل هدوء، وأن يجرى الاحتكام فيها الى ضمير الناخب وليس الى المال الانتخابي والرشوة وزراعة الريح والوعود التي لن تؤدي سوى الى حصاد الزوابع". وخاطب الخريجين قائلاً:"في إطار مهماتكم الانتخابية ندعوكم الى جعل الناخبين ينحازون من دون أي تردد الى انتخاب تاريخ لبنان المقاوم وجغرافية لبنان العربية ورفض الانعزال، وان يتذكروا دائماً ان لبنان يقع على خط تماس الجغرافيا والتاريخ مع فلسطين ونكبة فلسطين، ومع أماني الشعب الفلسطينية وحقوقه الوطنية، وخصوصاً حقه في التحرير والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. كما أنني أدعوكم الى ان تحفظوا وأن تحضوا ذاكرة المواطنين على الانتباه الدائم للحقيقة الجغرافية المتمثلة بأن اسرائيل من أمامنا من جهة الجنوب والبحر من ورائنا من جهة الغرب وأن سورية هي عمق لبنان الاستراتيجي العربي وهي شقيقتنا وشريكتنا في الجغرافية والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصالح".