وثقت "ذاكرة مصر المعاصرة" في مكتبة الاسكندرية تاريخ المسرح المصري منذ بداية القرن التاسع عشر. وأشارت الذاكرة إلى أن تاريخ المسرح في مصر يرتبط بقدوم الحملة الفرنسية، اذ بنى القائد الفرنسي"مينو"الثالث أول مسرح وهو"المسرح الجمهوري"الذي يعد الأول في مصر والشرق الأوسط، وعرف الجمهور المصري الفرق المسرحية بعدما تشكلت فرقة"الكوميدي فرانسيس". وقوبل الفن المسرحي بالرفض في البداية لأن الأعمال المقدمة فيه كانت باللغة الفرنسية ويؤديها الممثلون الفرنسيون، اضافة إلى اختلاف القيم الدينية والعقائدية. وأوردت الذاكرة أن الخديوي إسماعيل أقام سيركاً في منطقة الأزبكية قدمت فيه فنون"البنتومايم"الذي يعد من ألوان الفنون المسرحية التي يرجع ظهورها في مصر إلى عام 1896، كما تأسست فرقة"الحلو"عام 1899 التي كانت تعد أشهر الفرق في عالم السيرك. وتفيد المعلومات التي تتضمنها الذاكرة بأن الخديوي إسماعيل أقام دار الأوبرا المصرية التي شهدت الاحتفال بافتتاح قناة السويس الذي اجتمع فيه ملوك وأمراء العالم، وألّف أحد خبراء الآثار الفرنسيين أوبرا عايدة المأخوذة من التاريخ الفرعوني والتي تعد أشهر الأعمال الفنية التي حازت على إعجاب العالم. وبحسب الذاكرة، يعد يعقوب صنوع مؤسس الحياة المسرحية في مصر بعدما أرسله الخديوي محمد سعيد إلى دراسة فنون المسرح في إيطاليا، وتلى ذلك إقامة عدد من الفرق المسرحية على غرار فرق سليم خليل النقاش الذي يعد مؤسس المسرح باللغة العربية، وسليمان القرداحي ويوسف الخياط. وساهمت الجمعيات الأهلية في ظهور فن المسرح وزيادة جمهوره، وفي عام 1936 لعب عبدالله النديم دوراً في انتقال فن التمثيل المسرحي الى المدارس. وتعرض صفحات الذاكرة الالكترونية مراحل تطور في المسرح في مصر حيث ازدهر في فترة الستينات من القرن الماضي وسبعيناته، وتلى ذلك ظهور المسرح المستقل والمسرح الخاص واتجاه كتاب المسرح إلى التلفزيون والسينما خلال فترة الثمانينات. يذكر أن الفراعنة القدماء اهتموا بفنون المسرح والتمثيل. نشر في العدد: 16669 ت.م: 23-11-2008 ص: 43 ط: الرياض