أعلن الأسبوع الماضي أن محمية دبي الصحراوية DDCR، التي تضم منتجع المها الصحراوي الحائز على جوائز دولية رفيعة، أصبحت عضواً في الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة IUCN، المنظمة البيئية العالمية والهيئة الرائدة في المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة. وعلق سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة محمية دبي الصحراوية، على هذا الإنجاز بقوله:"عملت حكومة دبي في العام 2004 على إحداث تغييرات في القانون تضمن الحماية الدائمة لمناطق واسعة من صحرائها الفريدة، بما تضمه من مختلف الفصائل الحيوانية والنباتية المستوطنة. وقد كانت أهدافنا من ذلك في غاية الوضوح، إذ أننا في ظل هذا النمو السريع الذي تشهده دبي ملتزمون بالإبقاء على التوازن بين التطور والحفاظ على التراث الطبيعي، وإننا فخورون اليوم بما لقيته محمية دبي الصحراوية والجهود التي تبذلها المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والكثير من الأفراد من تقدير واهتمام من قبل هذه المؤسسات العالمية للحفاظ على الحياة البرية والمجتمع الدولي أيضاً". ويمثل هذا الاعتراف إنجازاً مهماً نظراً الى أن محمية دبي الصحراوية هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحظى بهذا التصنيف من الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة كمنطقة محمية، فضلاً عن كونها واحدة من مناطق قليلة تنال مثل هذا الاعتراف في دول مجلس التعاون الخليجي. وتعد محمية دبي الصحراوية أكثر محميات المنطقة خضوعاً للدراسات والأبحاث وتتم إدارتها وفقاً لأرفع المعايير، وسيتم تسجيلها الآن في قاعدة البيانات العالمية للمناطق المحمية WDPA، وهي قاعدة بيانات تخضع لإدارة وتدقيق وإشراف المركز العالمي لمراقبة الحفاظ على الحياة البرية التابع للبرنامج البيئي للأمم المتحدة UNEP-WCMC. وبذلك تنضم محمية دبي الصحراوية إلى بعض من أشهر المناطق لحماية الحياة البرية والحدائق الوطنية في العالم، بما في ذلك مناطق محمية مثل حديقتي"يالو ستون"و"يوسمايت"في الولاياتالمتحدة، والحاجز المرجاني العظيم في استراليا، وكبريات الحدائق الوطنية ومحميات الحياة البرية في أفريقيا. وقد تم التأكيد على تصنيف محمية دبي الصحراوية كمنطقة عالمية محمية خلال"مؤتمر العالم World Congress"لهذا العام، الذي انعقد أخيراً في برشلونة بحضور وفود وشخصيات بارزة كان من بينهم الأمير ألبرت من موناكو وتيد تيرنر، ووزراء بيئة يمثلون العديد من دول العالم. وتأتي عضوية محمية دبي في الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة لتعزز الدور الرئيسي الذي تلعبه هذه المحمية في حماية الحياة البرية على المستويين الإقليمي والعالمي. وسيواصل فريق العمل في المحمية تقديم مساهماته في القضايا البيئية على مستوى العالم، كما سيحصل على الدعم والاستشارة من الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة. ويتطلب الحصول على هذه العضوية تحقيق معايير صارمة، وقد تضمنت المعايير المطلوب توافرها في حال محمية دبي الصحراوية الحصول على توصيات من عضوين حاليين ضمن الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة، وهما الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن و"مجموعة الإمارات للبيئة"، وهي مؤسسة رائدة غير حكومية في دبي. كما يتعين على المؤسسات التي تطلب العضوية إثبات التزامها بالأهداف الخاصة بالاتحاد العالمي لحماية الطبيعة من خلال إبراز سجل حافل يتضمن إجراء الأبحاث العلمية المتصلة وتطبيق ممارسات إدارية في حماية الطبيعة والحماية الفعلية لموارد طبيعية طوال فترة ثلاث سنوات. وأثبتت محمية دبي الصحراوية جدارتها بهذه العضوية نتيجة لأنشطتها البارزة والمؤثرة في تطوير الممارسات السياحية المستدامة، وتوفير المأوى والحماية الدائمة للمها العربي، والغزلان العربية ومجموعة واسعة متنوعة من الثدييات الأخرى، فضلاً عن إجراء عمليات مسح واسعة للحياة النباتية وبرامج إعادة زراعة النباتات في مناطقها الأصلية. وقد تم افتتاح منتجع المها الصحراوي في العام 1999 ضمن منطقة لحماية الحياة البرية أدخلت إليها أعداد من المها العربي والغزلان العربية. ولا يزال منتجع المها يشكل اليوم قلب محمية دبي الصحراوية، علماً بأنه تم في العام 2003 توسيع حدود المحمية الأصلية، التي أصبحت تسمى"محمية دبي الصحراوية"وتشكل خمسة في المئة تقريباً من المساحة البرية لدبي. نشر في العدد: 16663 ت.م: 17-11-2008 ص: 25 ط: الرياض