أعلنت محمية دبي الصحراوية DDCR، أول وأكبر محمية طبيعية في مجال المحافظة على الحياة البرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن إطلاق برنامج جديد طويل الأمد للأبحاث الاستكشافية بالتعاون مع مؤسسة «بايوسفير» للاستكشافات العلمية. ويعتبر هذا البرنامج، الذي تم ترتيب أول دراسة استكشافية ضمنه في 15 كانون الثاني (يناير) الماضي، تجربة فريدة من نوعها. ويتم تنظيمه سنوياً بالتعاون الوثيق بين محمية دبي الصحراوية ومؤسسة «بايوسفير» من خلال جمع فرق من المتطوعين لإجراء دراسات وبحوث مكثفة حول ثلاث فصائل من الحيوانات البرية داخل المحمية، وهي: غزلان المها العربية وطيور الحبارى والهررة البرية. وتعتبر «بايوسفير» مؤسسة دولية غير ربحية تهدف إلى الحفاظ على الحياة البرية من خلال تنظيم نشاطات ومشاريع تطوعية للدراسة والاستكشاف العلمي. وقال غريغوري سيمكينز، مدير محمية دبي الصحراوية: «يتمثل هدفنا الرئيسي في محمية دبي الصحراوية في ضمان الحماية الدائمة لمناطق واسعة من صحراء دبي، بما تضمه من مختلف الفصائل الحيوانية والنباتية المستوطنة. ونحن على ثقة من أن برنامج البحوث الاستكشافية، الأول من نوعه في الدولة، سيساهم بشكل كبير في بلوغ هذا الهدف، كونه يشكل محوراً لجهودنا الحالية المتمثلة في دراسة الحيوانات البرية المهددة بخطر الانقراض مثل غزلان المها العربية والهررة البرية وطيور الحبارى». وأضاف سيمكينز: «تتيح شراكتنا مع بايوسفير تنويع أنشطتنا السياحية المراقبة بشكل جيد داخل المحمية. وتمكن مثل هذه البرامح العلمية زوار محمية دبي الصحراوية من الإسهام بشكل فعال في حماية الحياة البرية حيث لا يقتصر ذلك على الدعم المادي فقط بل يمتد ليشمل مساهمتهم الفاعلة في أعمال المحمية نفسها». وفي إطار هذا البرنامج، ستشرف مؤسسة «بايوسفير»، بالتعاون مع موظفي محمية دبي الصحراوية، على اختيار المجموعات المتطوعة وتنظيم الدراسات الاستكشافية. كما سيرافق المجموعة خبير من «بايوسفير» للمساعدة في كتابة النتائج المترتبة على البحوث والعمل على نشرها إذا تطلب الأمر ذلك. وأعرب الدكتور ماتياس هامر، المدير التنفيذي لمؤسسة «بايوسفير» للاستكشافات العلمية ومؤسسها، عن سعادته بهذه الشراكة. وقال: «نحن سعداء بهذا التعاون المثمر مع محمية دبي الصحراوية حيث يتيح لنا ذلك الإسهام وبشكل فعال في دعم مشاريع الحفاظ على الحياة البرية في الشرق الأوسط». وضمت أول مجموعة، التي أنهت نشاطها الاستكشافي أخيراً، سبعة متطوعين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وألمانيا والنمسا وأستراليا ودولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت ايفلين براي، متطوعة من دولة الإمارات: «تعلمت الكثير من هذه الدراسة الاستكشافية فقد كانت تجربة ثرية لا تنسى، اكتسبت من خلالها مفاهيم علمية قيمة عن صحراء دبي وحيواناتها البرية». ومن المقرر أن يضم جدول العام المقبل برنامجين استكشافيين في دولة الإمارات سيتم تنظيمهما خلال الفترة من 12 الى 19 كانون الثاني 2013، ومن 20 الى 27 كانون الثاني 2013. البرنامج الاستكشافي يتم قبول 12 متطوعاً كحد أقصى ضمن فترة البرنامج الاستكشافي التي تمتد على مدار ثمانية أيام. ولا تتطلب المشاركة فيه مهارات معينة، حيث إن جميع التدريبات الميدانية تتم خلال الدراسة نفسها، مثل التعرف على الكائنات موضع الدراسة، بالإضافة إلى رصد وتدوين سلوكياتها. وسيقوم قائد المجموعة، أحد خبراء شركة «بايوسفير»، بالتعاون مع علماء محمية دبي الصحراوية، بتدريب المتطوعين وإعدادهم لمهامهم الميدانية، بما في ذلك تقديم الشرح الكافي حول عملية البحث العلمي وأهدافها، وتعريفهم بطرق السلامة والأدوات التي سيتم استخدامها خلال الدراسة. وتتضمن الأنشطة الاستكشافية: - دراسة الهررة البرية: سيقوم الفريق التطوعي بقياس جميع الخصائص المرتبطة بالهررة البرية، مثل الحجم والمؤشرات الجسدية، وأخد عينات من الدم والأنسجة لتحليل تركيبة الحمض النووي. - مراقبة غزلان المها العربية: سيراقب الفريق التطوعي قطيعاً من غزلان المها بالسيارة ومشياً على الأقدام، وذلك لرصد جميع تحركاتها وهيكلها الجسدي بالتفصيل الدقيق، بالإضافة إلى التقاط الصور للتعرف إلى سلامة حالتها الجسدية ودراسة البيئة التي تعيش فيها. - مراقبة طيور الحبارى: سيقوم الفريق التطوعي بالبحث عن أحد طيور الحبارى عن طريق جهاز الرصد اللاسلكي وتدوين جميع المعلومات التي يمكن الحصول عليها عن هذا الكائن. - استبيان عام عن الحياة البرية: سيشارك المتطوعون فريق محمية دبي الصحراوية في أبحاثهم عن جميع الحيوانات والنباتات الموجودة داخل المحمية. وتعتبر محمية دبي الصحراوية حديقة وطنية حائزة على حماية قانونية دائمة بموجب مرسوم صادر عن حاكم دبي، وتعديلات على القوانين التي تحكم ممارسات إدارة المحميات بموجب مرسوم صدر في شباط (فبراير) 2004، وتبلغ مساحتها 225 كلم مربعاً، أي نحو خمسة في المائة من إجمالي المساحة البرية لإمارة دبي، وتشكل الموقع الوحيد في دولة الإمارات الذي يتيح للزوار مشاهدة أنواع مختلفة من الحياة البرية تتجول طليقة لكن ضمن حماية مناسبة تم توفيرها لها في بيئتها الصحراوية الأصلية. ويرأس مجلس دبي لحماية البيئة، الذي يشرف على المحمية، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم. ويضم هذا المجلس متعدد الاهتمامات ممثلين عن هيئات الحفاظ على الحياة البرية وتطوير السياحة إلى جانب مؤسسات حكومية، ما يشير إلى الأهمية التي يعلقها هذا المجلس على حماية التوازن بين التطور والحاجة للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي. ونظراً الى دور «طيران الإمارات» الرائد في مجال السياحة في المنطقة، فقد حرصت على توفير الرعاية لبرامج حماية الحياة البرية ضمن محمية دبي لحماية الحياة الصحراوية إذ استثمرت فيها 10 ملايين درهم على مدى سبع سنوات. وتواصل الأنواع الحيوانية التي أعيدت إلى موطنها الأصلي خلال عامي 1998 و1999 تكاثرها الطبيعي في منتجع المها منذ ذلك الوقت، حيث يجري إطلاق أنواع منها في منطقة أوسع ضمن محمية دبي لحماية الحياة الصحراوية.