اجتازت طيران الإمارات تحدي إقامة منتجع فاخر ومحمية طبيعية في الصحراء العربية بنجاح كبير. ويحظى منتجع المها الصحراوي، والمحمية الصحراوية التراثية المحيطة به، باهتمام الزوار، الذين تدهشهم طبيعته الفريدة وخدماته المتفوقة. وشكل المنتجع، الذي افتتح عام 1999، مفهوماً جديداً رائداً في المنطقة باعتباره أول منتجع سياحي بيئي صحراوي من نوعه في الشرق الأوسط. ويتميز المنتجع، الواقع وسط محمية طبيعية رائعة الجمال والنقاء بكونه منعزلاً، لكن الوصول إليه سهل في ذات الوقت، إذ لا يبعد سوى 45 دقيقة بالسيارة عن مدينة دبي العصرية المزدهرة. وتوفر خدمات ومرافق وأنشطة منتجع المها، الذي تملكه وتديره طيران الإمارات، تجربة فريدة راقية، تمنح رواده فرصة الهرب بعيداً من ضغوط الحياة المعاصرة، وسط أجواء من الخصوصية والتميز والاستمتاع بالتقاليد العربية الأصيلة ونمط الحياة البدوية التراثية، في الوقت الذي ينعمون فيه بمباهج ورفاهية فنادق السبعة نجوم. وتبلغ نسبة عدد موظفيه إلى عدد أجنحته 3/1 وهو بذلك يركز على توفير خدمات شخصية لكل ضيف وكأنه في منزله الخاص. ولا يحتل المنتجع، الذي يجمع ما بين جمال البيئة الطبيعية ورفاهية وفخامة الفنادق الفاخرة، والمتميز بمبانيه ومنشآته ذات الطابق الواحد، سوى 2 في المائة من إجمالي مساحة المحمية الطبيعية التي يقوم على أرضها والتي تم توسيعها مؤخراً. ولا يستقبل المنتجع زواراً من غير نزلائه، ولا يقبل إقامة الأطفال تحت سن 12 عاماً. مما يضمن لرواده الخصوصية والهدوء والأجواء الرومانسية وسط بيئة صحراوية نقية. رحلات على الجمال بوسط الصحراء وقد تم توسيع المحمية الطبيعية المحيطة بالمنتجع، التي كانت 25 كيلومتراً مربعاً في البداية، لتصبح الآن 225 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل نحو 5% من مساحة إمارة دبي، وأصبحت تحمل الآن اسم "محمية دبي الصحراوية". وتعد هذه المحمية مثالاً فريداً للمحميات الطبيعية في العالم، وترفع في ذات الوقت معايير حماية البيئة. كما تمثل ملجأً آمناً للعديد من أصناف الحياة البرية، مثل بعض الحيوانات والطيور والنباتات المهددة بخطر الانقراض والتي أصبح وجودها نادراً في المنطقة، باعتبارها ثروة قومية ينبغي الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. ويضم المنتجع 42 جناحاً مستقلاً فوق الكثبان الرملية، لكل منها بركة سباحة يمكن التحكم بدرجة حرارتها. مسطحات للماء في الصحراء وقد تم تشييد هذه الأجنحة وفق نمط العمارة العربية التقليدية وبما يعكس مفهوم الخيمة البدوية من الخارج، مما أهله للفوز بجائزة الأغا خان. ويضم أكثر من 2000 قطعة من المشغولات واليدوية والأدوات القديمة واللوحات والأسلحة التقليدية. واستخدمت الحجارة الرملية في عمل أرضيات الأجنحة وحملت الجدران لمسات يدوية. ويتواجد في المنتجع غزلان المها والجمال المكسوة بهوادج ذات ألوان مزركشة جنباً إلى جنب مع تقنية البلوتوث اللاسلكية ومنتجات بولغري للعناية الشخصية. ولا يعكر صفو وهدوء الطبيعة في المنتجع سوى بعض الأنشطة الاختيارية التي ينظمها لضيوفه، مثل السفاري الصحراوي بسيارات الدفع الرباعي، والسير في الدروب الصحراوية بصحبة دليل، وتعلم فن الصيد بالصقور وإطلاق السهام وركوب الخيل والإبل. وتعد سياسات منتجع المها في إعادة إطلاق الأحياء البرية المهددة بالانقراض، والبرامج الطموحة لإدارة محيطها مثالاً يحتذى عالمياً في حماية البيئة. ونال منتجع المها العديد من الجوائز العالمية، أحدثها جائزة قرّاء مجلة "كوندي ناست ترافيلير" للسياحة والسفر، التي أصبح بموجبها المنتجع والفندق الوحيد من دبي ضمن قائمة "كوندي ناست" التي تضم 20 منتجعاً ومنشأة فندقية في مناطق أفريقيا، الشرق الأوسط وجزر المحيط الهندي للعام 2008، و"جائزة التراث العالمي" من "ناشونال جيوغرافيك آند كونزيرفيشن إنترناشونال"، وجائزة "أفضل مشروع معماري" ضمن الدورة الثامنة لجوائز منظمة المدن العربية. كما تم إدراجه في القائمة الذهبية الخاصة بمجلة "كوندي ناست ترافيلر" لعام 2006.