وُضعت التهدئة الهشة في غزة على المحك أمس، مع بلوغ التصعيد الذي شهده الأسبوعان الماضيان بين إسرائيل وحركة"حماس"ذروته، بإطلاق الأخيرة صواريخها الأطول مدى على مدن محاذية للقطاع رداً على غارة جوية أدت إلى جرح أربعة ناشطين. راجع ص 4 وأعلنت"كتائب القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس"، في بيان أمس أنها أطلقت خمسة صواريخ من طراز"غراد"الروسي الصنع البالغ مداه 25 كيلومتراً، على مدينة عسقلان الساحلية شمال القطاع، كما أطلقت ثمانية صواريخ من طراز"قسام"على سديروت. وأكدت إسرائيل سقوط صواريخ في سديروت وعسقلان، مشيرة إلى أن إسرائيلياً نُقل إلى المستشفى إثر اصابته بشظايا، كما عولج آخرون من الصدمة. وكان مسعفون فلسطينيون قالوا إن طائرة عسكرية إسرائيلية أطلقت صاروخاً على ناشطين من"كتائب القسام"و"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"في غزة أمس، ما أدى إلى جرح 4 منهم. غير أن الجانبين حرصا على تأكيد أن التهدئة لم تنته. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك:"سنواصل الدفاع عن الجنود والمدنيين الإسرائيليين بقوة، وإحباط محاولات شن هجمات عندما نكتشفها... وفي الوقت نفسه إذا كان الجانب الآخر يريد استمرار التهدئة، فإننا قطعاً سنفكر في الأمر بإيجابية". وأعلنت"حماس"موقفاً مماثلاً على لسان القيادي البارز فيها الدكتور محمود الزهار الذي قال:"نحن ملتزمون التهدئة حتى اللحظة"، رغم أن"الدفاع عن النفس والمقاومة"سيستمران،"لكن إذا قرر الإسرائيليون الانسحاب من التهدئة فنحن جاهزون... ننتظر الإسرائيليين. إذا كانوا ملتزمين حقاً، فعلينا أن نتعامل مع ذلك بصراحة". وفي موازاة التدهور الأمني، استمر وقف توزيع المساعدات الغذائية التي يعيش عليها نصف سكان غزة بسبب إغلاق إسرائيل المعابر. وقال الناطق باسم منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا"التابعة للأمم المتحدة كريس غونيس:"لم تعد لدينا مواد غذائية ومخازننا فارغة". وأضاف:"هذا يعني أن أطفالاً وربات منازل ومسنين من بين الأفقر والأضعف في الشرق الأوسط لن يتلقوا مساعدة الأممالمتحدة". وأدى الإبقاء على إغلاق المعابر أمس إلى أزمة وقود تسببت في انقطاع التيار الكهربائي بعد توقف محطة الكهرباء الوحيدة في غزة. وأكد مسؤول إسرائيلي أن المعابر ستظل مغلقة. ودعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى السماح بإدخال إمدادات الإغاثة إلى القطاع. وقالت مفوضة الاتحاد للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر:"أشعر بقلق بالغ على سكان غزة من عواقب الإغلاق الكامل لكل معابر القطاع أمام شحنات الوقود والمساعدات الإنسانية الضرورية. وأدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر". وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إسرائيل إلى الإسراع في معاودة إمداد غزة بما تحتاج إليه من مواد غذائية ووقود، واصفاً الإجراءات التي اتخذتها بأنها"غير مقبولة". وقال مكتب بان في بيان إنه"قلق بشدة حيال تدهور الوضع الإنساني والأمني في غزة وجنوب إسرائيل"، مشدداً على أن أي"إجراءات تفاقم الصعوبات والمعاناة لدى سكان غزة المدنيين، غير مقبولة ويجب وقفها فوراً". ودعا"مختلف الأطراف إلى احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان".