تواصلت الحرب التي يشنها الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة واشتد معها القصف الصاروخي الذي اسفر عن مقتل فلسطينييْن وجرح العشرات ليرتفع عدد الشهداء خلال اربعة ايام الى 37، كما اتسع الحصار الاسرائيلي ليشمل قطاع غزة كاملا بعد اغلاق المعابر الحدودية ومنع وصول المساعدات. راجع ص 5 وتوالت الغارات الصاروخية الاسرائيلية على القطاع، مستهدفة مبنى وزارة الداخلية في الحكومة المقالة حيث استشهدت سيدة وجرح 50 آخرون بينهم اطفال، كما استهدفت مقريْ الشرطة البحرية التابعة لحركة"حماس"، وسيارتين ادت اصابة احداهما الى استشهاد فلسطيني. وتزامنت الغارات مع حملة اسرائيلية في الضفة الغربية استهدفت من تصفهم اسرائيل ب"المطلوبين"، واسفرت عن مقتل القائد البارز في"كتائب شهداء الاقصى"التابعة لحركة"فتح"أحمد سناكرة 25 عاما الذي رفض تسليم سلاحه للسلطة في اطار اتفاق العفو عن"المطلوبين". وفي اطار التصعيد نفسه، اعلنت اسرائيل اغلاق المعابر الحدودية الى قطاع غزة امام حركة البضائع والاشخاص، ومنعت"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا من ايصال المساعدات الانسانية الى القطاع. واعلنت"اونروا"ان اسرائيل لم تسمح لها صباح امس بادخال شاحنات المساعدات الانسانية كالمعتاد، موضحة:"غزة مغلقة تماما. هذا سيؤجج الموقف الذي ينذر بكارثة". رغم ذلك، لم تنجح اسرائيل في تحقيق هدفها المعلن من العمليات العسكرية، وهو وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، اذ اعلنت"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة"حماس"، انها اطلقت صباح امس اربعة صواريخ محلية الصنع على اسرائيل، منها"صاروخ قسام على سديروت"، مؤكدة انها"اطلقت 141 صاروخ قسام منذ مذبحة الزيتون الثلثاء ... ردا على الجرائم الصهيونية البشعة". كما اعلنت"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة"الجهاد الاسلامي"، اطلاق"صاروخين طراز قدس على عسقلان". ومن غير المرجح ان تنجح الغارات الاسرائيلية في وقف الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة، تماما كما فشلت محاولات اسرائيلية سابقة في هذا المجال. لذلك يربط مراقبون بين هذا التصعيد ودوافع سياسية اخرى لدى الساسة الاسرائيليين، منها استباق التقرير الذي ستصدره لجنة فينوغراد في شأن اخفاقات الحرب على لبنان، والذي يُعتقد في اسرائيل بانه سيتسبب في"زلزال سياسي"تختلف التقديرات في شأن شدته، وقد يؤدي الى اطاحة رئيس الحكومة ايهود اولمرت. في هذا الصدد، وجه ذوو جنود قتلوا في العملية البرية الأخيرة من الحرب اللبنانية، انتقادات شديدة لاولمرت على قراره التوغل العسكري البري باتجاه نهر الليطاني الذي كلف الجيش الإسرائيلي 33 قتيلاً في غضون ساعات قليلة. وحذر احدهم من أن يقوم اولمرت عشية التقرير بدفع الجيش إلى عملية واسعة في قطاع غزة، مضيفا:"يجب أن نمنعه من قتل مزيد من أبنائنا في عملية يريد منها حرف النظر عن تقرير فينوغراد". في غضون ذلك، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز اسرائيل الى إعادة النظر في قرارها اغلاق قطاع غزة والى تخفيف هذه الاجراءات التي تسبب"أزمة"إنسانية لسكان غزة وتعد"أفعالا متنافية مع القانون الدولي". وأضاف ان"رد الفعل الاسرائيلي لا يمكن تبريره رد فعل على قذائف القسام على رغم ان القذائف سببت به، وما يحدث لسكان غزة بسبب اجراءات الاغلاق لا يمكن القبول به ولا يمكن تبريره اخلاقياً". وعقد هولمز مؤتمراً صحافياً أمس أبرز فيه العواقب الانسانية إذا استمرت اسرائيل في اغلاق المعابر الى قطاع غزة ومنعت وصول المساعدة الانسانية والامدادات الأساسية، وقال:"أحض حكومة اسرائيل على اعادة النظر في قرارها والى تخفيف هذه القيود بأسرع ما يمكن، كما أحض على الوقف الفوري لهجمات القذائف والصواريخ الفلسطينية على اسرائيل، والى أقصى درجات ضبط النفس"من جانب الجيش. ومن المتوقع ان يصدر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بياناً في شأن الإغلاق بعدما تعرض لانتقادات على ردود فعله على تطورات غزة. وكان طالب"بالوقف الفوري"لاطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل أول من أمس، فيما اكتفى بدعوة القوات الاسرائيلية الى"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".