ذاعت شهرة الفنانة السورية وعد البحري، من خلال مسلسل أسمهان، الذي نال إعجاب الجمهور والنقاد على حدّ سواء. كان المسلسل الذي يحكي قصة حياة"ديفا"الغناء العربي، بمثابة جواز مرور نحو نجوميتها، على رغم أن عمرها الفني لا يتجاوز الأربع سنوات. في أول إطلالة لها في دار الأوبرا المصرية منذ أسابيع، استطاع صوتها أن يجذب إصغاء وتصفيق الجمهور الذي استقبلها بحفاوة. وقد تميّزت الصبية الشامية الملامح، بإطلالتها في أوبريت افتتاح مهرجان الإعلام العربي في القاهرة من تلحين عمار الشريعي ونص سيد حجاب. وهي تعتبر أن هذه المشاركة جاءت نتيجة نجاحها في مسلسل"أسمهان"الذي"فتح لي أبواباً كثيرة ومنها لقائي بعمار الشريعي وغنائي في أوبريت لسيد حجاب، فإنه لشرف لي أن أغني بمشاركة نجوم مميّزين أمثال أنغام وجنات وأروى وإيهاب توفيق". تتحدّث البحري المقيمة في أبوظبي، عن صاحبة"ليالي الأنس في فيينا"بلهف وحب الطفلة لأمها. فهي منذ طفولتها كانت تعشق صوتها. وفي سنّ الرابعة بدأت تحفظ أغانيها وكانت"يا طيور"من أولاها. أما في مشاركتها في أداء أغاني المسلسل الذي يحمل إسم مطربتها المفضلة، فقد لعبت الصدفة دورها:"منذ ثلاث سنوات كنت في سورية، فقال لي ابن خالتي ان الممثل والمنتج فراس ابراهيم يبحث عن صوت يشبه صوت أسمهان. فذهبت إليه وأسمعته أغنيتي"يا طيور"و"أهوى"". لم يعلّق ابراهيم حينها على صوتها، سجّل ما غنته على هاتفه الجوال، ثم اتصل بها بعد شهر تقريباً. وأرسل لها الأغنيات التي لم"أكن أعرفها ثم مقاطع الأغنيات المطلوبة في المسلسل، اضافة الى مواويل سورية شعبية قديمة"، تقول البحري. وتؤكد أنها مستعدّة لتكرار التجربة في مسلسلات أخرى، ليس غناءً فقط، وإنما تمثيلاً وأداءً"إذا كان الدور يناسبني". وعن وقوفها أمام الجمهور المصري للمرة الأولى، تشبّه البحري الشعب المصري بالحكم الذي يميّز الصوت الجميل من الردئ، معتبرة وقوفها على خشبة دار الأوبرا"وساماً على صدرها". وتقول:"لن أنسى ما حييت جمهور القاهرة الذي طلب مني بعد الانتهاء من الحفلة العودة من جديد والغناء فغنيت نزولاً عند رغبته"يا طيور"و"يا بياع الورد". وتشير الى أن النوم جافاها قبل موعد الحفلة، بسبب"الخوف والرهبة لأنني أردت أن أكون على مستوى ما قدمته". في حفلاتها في القاهرة وخارجها، تغني البحري لأسمهان وأم كلثوم وفيروز على رغم اختلاف أصواتهن. ولا تُخفي أن"جمع أصوات رائدة لا تتكرّر يُتعبني أحياناً، لاختلاف طبقات أصواتهن. لكني أعتبر نفسي في اختبار كبير يجب اجتيازه". ولصقل موهبتها، بدأت البحري بتعلّم العزف على آلة العود. فذلك"يساعدني في الغناء وفهم المقامات جيّداً ويميّزني عن غيري كون معظم المغنيات العربيات لا يجدن العزف". نشر في العدد: 16660 ت.م: 14-11-2008 ص: 31 ط: الرياض