ظهر امس، تباين في الموقفين الاوروبي والأميركي من روسيا، في وقت تستعد فرنسا لاستضافة قمة الاتحاد الاوروبي وروسيا في مدينة نيس جنوبفرنسا اليوم، وذلك لاعادة صوغ العلاقات بين الجانبين والتي شابها توتر نتيجة تدخل موسكو عسكرياً في جورجيا في آب اغسطس الماضي. وفيما توقع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف علاقة شراكة مع ادارة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما، شن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس هجوماً عنيفاً على موسكو، مندداً بتهديدها بنشر صواريخ في جيب كالينينغراد الروسي، رداً على الخطة الاميركية لنشر درع صاروخية في شرق اوروبا. وتزامن كلام غيتس مع حضوره اجتماع وزراء الدفاع لدول حلف شمال الاطلسي في استونيا، لدعم تسريع انضمام اوكرانيا الى الحلف، الامر الذي تعارضه روسيا. راجع ص 8 وقال غيتس:"بعد ساعات على انتهاء الانتخابات الاميركية، رد الرئيس الروسي ميدفيديف بالتهديد بنشر صواريخ في كالينينغراد. الادارة الاميركية الجديدة لا تستحق استقبالاً كهذا". واستدرك أن"ملاحظات استفزازية كهذه خاطئة وبلا جدوى". وأضاف:"نقول لروسيا الا تخشى درعاً دفاعية مضادة للصواريخ ولا وجود دول ديموقراطية في محيطها"، لافتاً إلى أنه"بدلا من اطلاق مثل هذه التصريحات التي تذكّر بحقبة ولّت، تفضل الولاياتالمتحدة ان تعمل روسيا معها لمحاربة الاخطار التي تهدد امن البلدين". وفي مقابلة نشرتها صحيفة"لو فيغارو"الفرنسية، اكد ميدفيديف ان ليس أمام موسكو من خيار سوى الرد على خطط الولاياتالمتحدة لوضع شبكة من الصواريخ وأنظمة الرادار قرب الحدود الروسية. وأضاف:"لكننا مستعدون للتخلي عن قرار نشر الصواريخ في كالينينغراد اذا قررت الادارة الاميركية الجديدة التخلي عن النظام المضاد للصواريخ". في المقابل، حض رئيس وكالة الدفاع الصاروخي الاميركية الجنرال هنري اوبرينغ، الرئيس الاميركي المنتخب، على التزام خطط ادارة الرئيس جورج بوش لنشر دفاعات صاروخية في شرق اوروبا. واعتبر ان التخلي عن خطة نشر الدفاعات الصاروخية في بولندا وتشيخيا"سيضر بشدة"قدرة الولاياتالمتحدة على ضمان الحماية من القوة الصاروخية المتنامية لايران. في الوقت ذاته، قال كبير المفاوضين الاميركيين حول الدرع المضادة للصواريخ جون رود، ان روسيا لم ترد على اقتراحات واشنطن حول مشروع الدرع المضادة للصواريخ التي تنوي نشرها، خلافاً لتأكيد مسؤول في الكرملين ان موسكو رفضت العرض. في غضون ذلك، دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن دور الوسيط الذي اضطلع به في الازمة الروسية - الجورجية، منتقداً موقف بوش الذي نصحه كما قال، بعدم التوجه الى موسكو وتبيليسي. وقال ساركوزي الذي التقى بعد ظهر أمس الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في الاليزيه:"حين وجب في الثامن من آب التوجه الى موسكو وتبيليسي، من دافع عن حقوق الانسان؟ هل قال رئيس الولاياتالمتحدة ان"هذا الامر غير مقبول"؟ ام ان فرنسا هي التي استمرت في محاورة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وميدفيديف والرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي"؟. نشر في عدد 16660 ت.م: 14-11-2008 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: بعد تهديد الكرملين بنشر صواريخ في كالينينغراد . غيتس يحمل بعنف على "الاستفزاز" الروسي