لوحت روسيا باللجوء إلى السلاح النووي ضد بولندا التي توصلت إلى اتفاق مع واشنطن لنصب جزء من الدرع الصاروخية الأميركية على أراضيها. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن الجنرال أناتولي نوغوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان قوله إن بولندا تعرض نفسها لضربة إذا نصبت على أراضيها بطاريات لصواريخ ضمن منظومة الدرع الأميركية. وأضاف الجنرال الروسي أنه يحق لموسكو استخدام السلاح النووي ضد أي دولة تملكه أو أي دولة تساعد غيرها على تملك هذا السلاح، مشيرا إلى أن بولندا تعرف ذلك جيدا. وفي وقت سابق قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الولاياتالمتحدة وبولندا بشأن درع الدفاع الصاروخية يستهدف بلاده. من جانبه قال مبعوث روسيا لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ديمتري روجوزين إن توقيع ذلك الاتفاق في فترة أزمة صعبة للغاية في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا على خلفية الموقف في جورجيا يشير إلى أن نظام الدفاع الصاروخي سينشر بالطبع ليس لاستهداف إيران وإنما لاستهداف القدرة الإستراتيجية الروسية. وتعارض روسيا بشدة نصب مكونات من الدرع الصاروخية وسط أوروبا، وتقول إنها تهدد أمنها وتقوض ميزان القوى في أوروبا بعد الحرب الباردة. وهددت موسكو في السابق باتخاذ إجراءات مضادة ضد بولندا وجمهورية التشيك، وهما دولتان كانتا في المعسكر الاشتراكي أيام الاتحاد السوفياتي السابق وصارتا عضوين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وأعرب الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول عن ارتياحه للاتفاق الذي أبرم بين بلاده ووارسو لنصب عناصر من الدرع الصاروخية الأميركية على الأراضي البولندية. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي دانا بيرينو قد نفت الخميس الفكرة القائلة إن الدرع الصاروخية ستزيد التوتر بين واشنطنوموسكو بعد هجوم الجيش الروسي على جورجيا. وأشارت بيرينو إلى أن مشروع الدرع الصاروخية “لا تستهدف بأي شكل من الأشكال روسيا، ومن المستحيل منطقيا أن تستهدف روسيا نظرا لأنها قادرة على تدميرها”. وتم التوصل للاتفاق البولندي الأميركي بعد أن طالب رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك بتعزيز التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة مقابل الموافقة على استضافة عشرة صواريخ اعتراضية في قاعدة بشمال بولندا.وتقول واشنطن إن الصواريخ الاعتراضية ومحطة للرادار في جمهورية التشيك ستشكل جزءا من “درع صاروخية” عالمية, ترى أنها تحمي بها نفسها هي وحلفاءها من الصواريخ الطويلة المدى التي قد تطلقها في المستقبل إيران أو تنظيمات مثل تنظيم القاعدة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تلقت تطمينات من روسيا بالالتزام بتطبيق وقف إطلاق النار مع جورجيا التي وقع رئيسها عليه، فيما لا تزال قوات روسية داخل الأراضي الجورجية. وقال مسؤول بالخارجية الأميركية إن رئيسة الدبلوماسية الأميركية كوندوليزا رايس تلقت تطمينات، عبر الهاتف بعد مغادرتها تبليسي، من نظيرها الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو ستطبق اتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا على نحو كامل. وفي وقت سابق قال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في مؤتمر صحفي مع رايس قبل مغادرتها جورجيا، إنه وقع على خطة وقف إطلاق النار بوساطة فرنسية وأميركية. وقد رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتوقيع جورجيا للاتفاق, قائلا إن الظروف الآن أصبحت مناسبة لتبني مجلس الأمن الدولي بسرعة قرارا لتحديد آلية للإشراف على تنفيذه. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ساركوزي أكد في محادثة مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف أن الأخير “سيوقع الاتفاق أيضا وأن روسيا ستحترم بالكامل الالتزامات الواردة في الاتفاق لا سيما المتعلق منها بسحب القوات الروسية”. وحسب الرئاسة الفرنسية وافقت موسكو أيضا على سحب قواتها من جورجيا وسط توالي الدعوات الدولية المطالبة بتسريع الانسحاب الروسي. من جهة أخرى اتهم الرئيس الجورجي القوات الروسية بارتكاب “جرائم حرب” في بلاده واستخدامها أسلحة محرمة دوليا، مشيرا إلى أن قسما كبيرا من جورجيا ما يزال تحت “الاحتلال العسكري الروسي”. وألقى الرئيس الجورجي باللوم على دول الغرب لعدم ضمان ضم بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) مطلع العام الجاري. واعلن ناطق باسم وزارة الداخلية الجورجية لوكالة فرانس برس ان قوات ومدرعات روسية كانت لا تزال متمركزة صباح أمس على بعد 40 كلم من تبيليسي عاصمة جورجيا.وقال الناطق شوتا اوتياشفيلي ان حوالى عشر مدرعات تمركزت على الطريق الرئيسي الذي يربط اوسيتيا الجنوبية الانفصالية بتبيليسي قرب قريتي ايغوييتي وكاسبي، مشيرا الى انها غادرت أمس الأول مدينة غوري التي احتلتها القوات الروسية لكي تتوغل اكثر في الاراضي الجورجية.