أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس، أن الخطة الجديدة للإدارة الأميركية في شأن منظومة الدرع الصاروخية، «لا تخلق تهديداً لروسيا مثل الخطة السابقة»، مشيراً إلى توافر «ظروف جيدة للحوار» مع الأميركيين، في حين تستعد بولندا وتشيخيا لاستقبال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي بالتزامن مع نشر معطيات عن خطط جديدة لنشر قطع عسكرية أميركية في البلدين. وقال لافروف أمس، إن «الخطة التي تخلت عنها إدارة (الرئيس الأميركي باراك) اوباما، كانت لا شك تهدد الأمن الروسي، على رغم تأكيد واشنطن لنا، أنها كانت موجهة للتصدي لخطر صاروخي إيراني. والأكيد أن الخطة الجديدة التي طرحتها إدارة اوباما بدل مشروع الدرع، وفرت ظروفاً جيدة للحوار، ولا تخلق، بحسب تقديرنا الأولي، مخاطر على أمن روسيا كسابقتها». وهذه المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول روسي بارز إلى أن الخطط الجديدةلواشنطن لن تشكل تهديداً على الأمن الروسي. وتزامن ذلك، مع إعلان البيت الابيض ان نائب الرئيس الاميرکي سيزور بولندا ورومانيا وتشيخيا في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري. وأوضح البيت الابيض ان بايدن سيجري محادثات تتعلق بتطوير التعاون مع البلدان الثلاثة. ومعلوم أن خطة «الدرع» التي تخلت عنها واشنطن أخيراً، كانت تشتمل على نشر صواريخ اعتراضية ومحطة رادار في بولندا وتشيخيا، وأعرب البلدان بعد القرار الأميركي عن مخاوفهما حيال «التزام واشنطن الدفاع عن أمن شرق أوروبا من تهديدات خارجية محتملة». وقالت مصادر في موسكو إن بايدن ينوي طمأنة البلدين إلى أن الخطط الجديدة لا تعني تراجع واشنطن عن التزامها حيال ملف الأمن في أوروبا بل «على العكس من ذلك، لأن الخطط الجديدة ستكون أكثر فعالية في هذا المجال»، كما قال الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف. وهو أمر أكدته واشنطن، اذ شدد روبرت غيبز الناطق باسم البيت الابيض على ان حكومات البلدان الثلاث «تتفهم ان خطط الدرع الاميركية الجديدة ستحمي منطقة اوسع وتتعامل مع تهديد مباشر بدرجة أکبر». الى ذلك، أعلن نائب وزير الدفاع البولندي ستانيسلاف كوموروفسكي أن واشنطن عرضت على وارسو نشر قواعد إسناد وبطاريات لصواريخ من طراز «إس إم – 3» في الأراضي البولندية، وذلك بعد تخلي الولاياتالمتحدة عن خططها السابقة لنشر عناصر درعها الصاروخية شرق أوروبا. وأضاف كوموروفسكي أن المحادثات البولندية - الأميركية التي ستجرى بعد أسبوعين ستتناول كذلك إمكان تزويد قوات الدفاع الجوي البولندية صواريخ «باتريوت» مجهزة برؤوس قتالية وليس تدريبية، كما كان يخطط له الجانب الأميركي سابقاً.