موسكو - أ ف ب - أعلنت السلطات الروسية أمس، انها نجحت في اخماد حريق اندلع في غواصة «كاي 84 ايكاترينبورغ» النووية، خلال اعمال صيانة أُجريت لها في ميناء قاعدة سفيرومورسك (شمال) التابع للجيش، بعدما استبعدت اي تسرب اشعاعي بسبب الحادث الذي اعتبر خبراء انه يشكل ضربة لقدرات الردع النووية الروسية. واندلع الحريق الذي لم تكشف السلطات اسبابه اول من امس على سقالة خشبية حول الغواصة، وأفاد بيان اصدرته وزارة الحالات الطارئة بأن «حجم الاشعاعات في مكان اندلاع الحريق في المعدل العادي، ولا يهدد السكان»، موضحة ان الغواصة خلت من السلاح، وقطع نظام تشغيلها بالدفع النووي. وأعلنت لجنة التحقيق الروسية ان الحريق اتى على الغلاف الخارجي للغواصة التي يلفها غطاء من المطاط من دون ان يمتد الى داخلها، وأن تسعة اشخاص نقلوا الى المستشفى إثر اصابتهم بتسمم «طفيف» بسبب الدخان. في المقابل، صرّح الخبير العسكري بافل فولغنهوير بأن «الحادث كارثة هائلة، خسرنا غواصة استراتيجية كان يمكن ان تخدم بين 10 سنوات و13 سنة، إذ يحتاج إصلاحها الى سنوات». وزاد: «هذه الخسارة توجه ضربة كبيرة لقوة الردع النووية الروسية، علماً ان موسكو لا تملك إلا ست غواصات من هذا النوع»، والتي يمكن ان تنقل حتى 16 صاروخاً استراتيجياً من طراز «سينيفا» وبمدى يصل الى 11 ألف كيلومتر. وكانت الغواصة نفذت مهمتها الاخيرة لنقل اسلحة نووية في تموز (يوليو) الماضي. وأمر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الحكومة بكشف ملابسات الحادث، علماً ان روسيا شهدت حوادث لغواصاتها في الاعوام الماضية، اهمها غرق الغواصة النووية «كورسك» إثر انفجار محركها في بحر بارنتس شمال غربي روسيا في آب (اغسطس) 2000، ما ادى الى مقتل 118 بحاراً على متنها. وفي عام 2008، قتل اكثر من عشرين شخصاً في حادث وقع على متن غواصة تعمل بالدفع النووي تابعة للاسطول الروسي في المحيط الهادئ.