قتل اكثر من عشرين شخصا وجرح اكثر من 21 آخرين في حادث وقع على متن غواصة تعمل بالدفع النووي تابعة للاسطول الروسي في المحيط الهادىء بينما اكدت السلطات ان الغواصة سليمة ومستوى الاشعاعات "عادي". وقال المسؤول في البحرية الكابتن ايغور ديغالو لوكالة فرانس برس "خلال تجربة غواصة نووية طرأ عطل على نظام مكافحة الحرائق ما ادى الى مقتل اكثر من عشرين شخصا بينهم عسكريون وعمال". واضاف ان "الغواصة لم تتضرر ومفاعلها النووي يعمل بشكل طبيعي والمستويات الاشعاعية التي تم تسجيلها على متن الغواصة عادية". واوضح ان 208 اشخاص كانوا على متن الغواصة بينهم 81 عسكريا وعاملون في حوض لبناء السفن. ولم ترد اي تفاصيل عن صنف الغواصة ولا امكانية وجود اسلحة فيها. ونقلت وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي عن مصدر في حوض بناء الغواصات في كوسومولسك سور امور (اقصى الشرق الروسي) ان الغواصة التي تعمل بالدفع النووي هي "نيربا" (المشروع 971 شوكا-بي واكول في تصنيف حلف شمال الاطلسي). واضاف ان هذه الغواصة الهجومية الجديدة التي اطلقت مطلع الشهر الجاري، كانت في بحر اليابان عند وقوع الحادث. واوضح ديغالوا ان الغواصة تلقت امرا فوريا بوقف تجربتها والعودة الى المرفأ في منطقة بريموريي الساحلية وكبرى مدنها فلاديفوستوك في اقصى جنوب شرق روسيا. وتابع ان "الغواصة ستصل الى وجهتها حوالى منتصف نهار (الاحد) بتوقيت موسكو (حوالى الساعة 9,00 تغ)"، موضحا ان "الامر مرتبط الى حد كبير بالاحوال الجوية". والفارق في التوقيت بين موسكو وفلاديفوستوك هو سبع ساعات. ونقل الجرحى ال21 الذين تتفاوت درجات اصاباتهم الى المدمرة المضادة للغواصات "الاميرال تريبوتس" التي كانت ترافق الغواصة. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن خبير عسكري قوله ان نظام مكافحة الحرائق شغل بعد "اخطاء تقنية" ارتكبها عاملون من حوض بناء الغواصة كانوا يقومون بتجارب على متنها. واضاف هذا الخبير ان الخلل في نظام مكافحة الحرائق وقع في مقصورة او مقصورتين على الاكثر على متن الغواصة، تمت تهويتهما بعد ذلك مع المقصورات المجاورة. ونقلت "ريا نوفوستي" عن الخبير قوله ان "خطأ في البرمجة" ادى الى تشغيل نظام مكافحة الحرائق. وعندما يندلع حريق في مقصورة في غواصة، يتم سحب الاوكسيجن منها او يستخدم غاز لوقفه، مما يعرض حياة افراد الطاقم الموجودين فيها للخطر. وابلغ وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف بالحادث الرئيس ديمتري مدفيديف الذي طلب فتح تحقيق "كامل ودقيق" وتقديم "اكبر مساعدة ممكنة الى عائلات الضحايا". وما زالت ذكرى غرق الغواصة النووية كورسك ماثلة في الاذهان. وكان 118 بحارا قتلوا على عمق 108 امتار في بحر بارنتس (شمال غرب روسيا) في اغسطس 2000 بعد انفجار احد محركاتها. وتأخرت السلطات الروسية حينذاك في قبول مساعدة اجنبية لانقاذ ناجين محتملين. وبينما كان الروس يتابعون الحادث مباشرة، واصل الرئيس انذاك فلاديمير بوتين عطلته على شاطىء البحر الاسود ثم تدخل بعد اربعة ايام ليعلن ان الوضع "حرج" لكن روسيا تملك "كل ما هو لازم" للانقاذ. وفي اغسطس 2005 انقذت غواصة آلية بريطانية سبعة بحارة روس علقوا بغواصتهم قبالة سواحل كاماتشكا اقصى الشرق الروسي.