لم تغب حالات الأرباك والغوص في المجهول عن كلمات أبرز مسؤولي عالم السيارات خلال مشاركتهم في فعاليات معرض باريس الدولي للسيارات الذي شهدته العاصمة الفرنسية أخيراً، ويُنظّم مرة كل سنتين بالتنسيق مع معرض فرانكفورت. فوسط حال من الفوضى تعم مختلف أسواق البورصات التي لم يشهدها العالم منذ عقود طويلة، أقيم المعرض بعدما ألقت الأزمة الاقتصادية الراهنة بظلالها على صانعي السيارات في العالم الذين وظفوا كل ما لديهم من تقنيات وأبحاث متطورة في مجال توفير الوقود لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود والأخطار البيئية. لكن كل ذلك لم يمنع هذا المعرض من تحقيق النجاح خصوصاً مع عدد الزوار الذي وصل الى 1432972 زائراً، وهو رقم قياسي، الى جانب كشف النقاب عن سيارات جديدة من المصانع الأوروبية والأميركية والآسيوية وغيرها. كشفت شركة فولكسفاغن عن الجيل السادس من سيارة غولف التي يحمل تصميمها مواصفات سيارة سيروكو الجديدة، مثل شبكة المقدمة ومصابيحها، علماً أن هذا الطراز يشتمل على مجموعة من أنظمة المساعدة الجديدة منها التحكم الآلي في المسافات ومساعد الركن وقاعدة هيكل حديثة وبرنامج الثبات الإلكتروني وسبعة أكياس هواء، أحدها لحماية ركبة السائق، وهو من المعدات القياسية المتوافرة في السيارات المنتمية الى هذا الطراز. أما على مستوى القدرات، فتراوح بين 80 و160 حصاناً لمحركات البنزين، فيما تراوحت قوة محركات الديزل بين 90 و170 حصاناً. وأكدت مصادر فولكسفاغن أن تكوينات المحرك وصندوق التروس تتميز بنسبة استهلاك وقود متدنية تبلغ 28 في المئة أو 2.3 ليتر لكل مئة كيلومتر مقارنة بغولف 5، أما طراز تي أس آي فتبلغ قوة محركه 122 حصاناً. على صعيد آخر، وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه رؤية باناميرا، سيارة الأبواب الأربعة من بورشه، ضمن فعاليات هذا المعرض فاجأ الصانع الألماني الجميع بعدم عرضه هذه المركبة المنتظرة وقدّم كاين أس ترانسيبيريا، التي تكرّس النجاح الرياضي الكبير الذي حققته طرز كاين والذي سيتوافر في الأسواق بدءاً من أوائل عام 2009، وهو مخصص للقيادة على الطرق المعبّدة والوعرة، حيث تشير ترانسيبيريا إلى رالي عبر القارات ينطلق من موسكو وينتهي في العاصمة المونغولية أولان باتور على بعد نحو 7200 كلم، والذي حققت فيه كاين إنجازات رياضية رائعة. وزود هذا الطراز بمحرك من ثماني اسطوانات على شكل V تبلغ سعته 4.8 ليتر ويعتمد تقنية الحقن المباشر للوقود، ليولد قدرة 405 أحصنة عند سرعة 6500 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يبلغ 500 نيوتن متر عند سرعة 3500 دورة في الدقيقة، بالتناغم مع ناقل حركة مماثل لذلك المعتمد في كاين GTS يساهم في تحقيق تسارع من صفر الى 100 كلم/س في غضون 6.1 ثانية فقط، إضافة الى 253 كلم/س كسرعة قصوى، علماً أن كاين أس ترانسيبيريا تتوافر أيضاً بعلبة تروس أوتوماتيكية تيبترونيك أس من ست نسب كتجهيز اختياري. كما تلفت هذه السيارة النظر من خلال تصميمها المشابه للنسخة المخصصة للسباقات، وتتوافر بأربع مجموعات جذّابة من الألوان وبتعليق هوائي يتضمّن نظام بورشه للتحكّم النشط بالتعليق PASM لتعديل نظام التخميد إلكترونياً، يعمل في شكل متبدّل ومستمر على تعديل قوى التخميد، وبالتالي الحدّ من هبوط هيكل السيارة. كما يضمن نظام الحفاظ على ارتفاع هيكل السيارة تلقائياً ارتفاعاً ثابتاً لهيكلها عن الطريق في كل الأوقات. وفي الوقت ذاته، يتيح للسائق التحكّم في ارتفاع السيارة بحسب متطلباته. كما يتوافر قفل طولي بتحكّم كامل يفاضل في توزيع قوة المحرك بحسب ظروف القيادة، ويمكن غلقه بنسبة 100 في المئة عند الضرورة. وحالما يُشغّل السائق النسبة المنخفضة المتوافرة قياسياً، تنتقل المكابح المانعة للغلق والكبح التفاضلي أوتوماتيكياً إلى وضعية القيادة على الطرق الوعرة، ويزيد التعليق الهوائي من إرتفاع هيكل السيارة عن الطريق. من جهتها، عرضت أودي طراز آر أس 6 السيدان، المكون من أربعة أبواب والمزود بمحرك من 10 أسطوانات يوّلد قوة 570 حصاناً، مع اعتماد مكابح من سبائك السيراميك والكربون. كما قدمت طرازاً اختبارياً، منها طراز هو أيه 1 الجديد الذي يُعدّ الأصغر حجماً، ويُنتظر أن يدخل الإنتاج الفعلي قريباً. كما عرضت أودي محركات جديدة تعمل بوقود الديزل بتقنيات توفر طاقة عالية واستهلاكاً منخفضاً للوقود وتساهم في الحفاظ على البيئة. وأعلنت بي أم دبليو أنها ستطرح سيارتها الجديدة الفاخرة من الفئة السابعة من خلال نموذج هجيني في الأسواق بداية عام 2009، بعدما قدّمت النسخ الأولى منها. وأشارت إلى أن السيارة تجمع بين محرك احتراق تصل قدرته الى 407 أحصنة ومحرك كهربائي بقوة 15 كيلو وات، ما يقلل استهلاك الوقود بنسبة 15 في المئة مقارنة بالطراز القياسي. كذلك عرضت بي أم دبليو سيارة اختبارية جديدة رباعية الدفع صغيرة الحجم أطلقت عليها اسم X1 لتعزز أسطول هذه الفئة مع طرز X3، X5 و X6. كما عرض الصانع البافاري الفئة الثالثة بعد إجراء تعديلات عليها سواء على مستوى التجهيزات أو الشكل الخارجي. من جهتها شاركت مرسيدس بطرز عدة أبرزها طراز الفئة"أس"الأول فعلياً الذي يعمل بمحرك هجين، وأطلقت عليه اسم"أس 400 بلو هايبرد". وسيعرض للبيع في صيف 2009، مع استهلاك منخفض للوقود وكمية قليلة من غازات العادم. إضافة الى طرز اختبارية أطلقت عليها اسم"فاسينيشن"من فئة الكوبيه. "الأميركيات"تتألق في باريس جنرال موتورز ومن خلال شفروليه قدمت كروز المدمجة والمجددة بالكامل، وهي سيارة سيدان عائلية تتميز باللمسات التصميمية الجديدة لسيارات شفروليه مع طول اجمالي يبلغ 4.6 متر، علماً انها توفر رحابة داخلية كبيرة لخمسة ركاب، ما يمنحها الأفضلية على منافساتها في فئة السيارات المدمّجة. وبالنسبة الى قدرات هذه السيارة، فقد زودت شفروليه كروز بمحرك أصغر من سابقاتها، أكثر اقتصاداً في استهلاك الوقود، سعته 1.4 ليتر بقدرة 120 حصاناً إضافة الى محرك آخر بقدرة 140 حصاناً. و"بنيت"هذه السيارة على قاعدة أوبل أسترا الجديدة، وقد تألقت على منصة شفروليه الى جانب طرازي كامارو وأورلاندو. وعرضت شفروليه أيضاًپطراز فولت الذي يعمل بالطاقة الكهربائية، ويمثل نسخة من السيارات الكهربائية المنتظرة من الصانع الأميركي. وضمن مجموعة الصانع الأميركي أيضاً، قدمت ساب طرازاً اختبارياً أطلق عليه اسم 9X Air BioHybrid، وتضم مقصورته أربعة مقاعد مع سقف فريد بتصميمه القابل للكشف آلياً بجزئه العلوي فقط، ويستخدم محركاً هجيناً يعمل بالوقود الحيوي. فورد وبعد طول انتظار عرضت طراز"كا"الخاضع لنظرية التصميم الحركي والذي يتمتع بمظهر أنيق وشخصية شبابية وديناميكية، مع تشكيلة من المحركات الاقتصادية العاملة بالبنزين والديزل. رياضيات ساحرات شاركت فيراري في العرض الفرنسي مع طرازها الجديد كاليفورنيا المتوافر أيضاً بفئة مكشوفة بالكامل يتم التحكم بسقفها آلياً، ما يتيح التمتع بمزايا السيارات الكوبيه أو المكشوفة، علماً أن هذه السيارة قادرة على بلوغ سرعة 100كلم/س في غضون 3.9 ثانية. ومن جهتها خطفت لامبورغيني الأضواء بسيارتها الاختبارية الجديدة"إيستوك"ذات الأبواب الأربعة، فيما عرضت أستون مارتن طراز"دي بي إس"مع تقنية جديدة لنقل الحركة باللمس، كما أطلقت إصداراً محدوداً تحت اسم"وان ? سفنتي سفن"سينتج منه فقط 77 سيارة لعملاء مختارين بعناية. وهو يتميز بهيكل من ألياف الكربون وجسم خارجي مصنوع من الألومينيوم ومحرك من 12 أسطوانة سعة 7 ليترات. كذلك قدمت مازيراتي طرازها المجدد من كواتروبورتي، واستعرضت فيه قوتها البالغة 430 حصاناً مع طراز كواتروبورتي سبوت. منافسة في مختلف القطاعات واعتمدت هيونداي، التي تهدف الى توسيع انتشارها في أوروبا مع تصاميمها الحديثة، تسميات جديدة بالكامل. وقدمت طراز"أي 20"لكن مع تطوير في مختلف المجالات لتواكب أحدث الطرز اليابانية والأوروبية وتنافسها، مع محركات عاملة بالبنزين والديزل، إضافة الى سيارتها الكبيرة الفاخرة"جينسيس"لتنافس بدورها وبقوة السيارات الأوروبية واليابانية الفخمة. وبعد تقديمها سيارة اختبارية في معرض جنيف في شهر آذار مارس الماضي، عرضت تويوتا نسخة الإنتاج الفعلي من صغيرتها الاقتصادية iQ المخصصة تحديداً للاستخدام داخل المدينة، والتي يُتوقع لها النجاح الكبير، خصوصاً في الظروف الاقتصادية الحالية. كما عرضت تويوتا طراز ستايشن من سياراتها المخصصة للسوق الأوروبية من"فئة افينسيس". وقدمت هوندا طرازاً اختبارياً من سيارتها الاقتصادية"إنسايت"، التي تُعد من المركبات الرائدة في توفير الطاقة بتقنيتها العاملة بمحرّك هجين. فيما قدمت لكزس طرازاً جديداً من فئة الكوبيه - المكشوفة يعتمد على البنية التحتية لطرازها"أي إس"الأصغر في تشكيلتها، وأطلق عليه اسم"أي إس 250 سي". ويُكشف سقفه المصنوع من الألومينيوم في غضون 20 ثانية فقط، وهو الأقل في هذه الفئة. كما يوفر محركها المكون من ست أسطوانات قدرة 205 أحصنة الى جانب استهلاك معقول للوقود. www.carsandspeed.com