اشتعلت حرب تلاسن واتهامات بالكذب بين المرشحين الرئاسيين باراك أوباما وجون ماكين قبل ساعات من مناظرتهما الثانية أمس، وترافقت مع مخاوف جمهورية ليس فقط من خسارة البيت الأبيض بل الكونغرس حيث تعكس استطلاعات المقاعد المتنافس عليها، أرجحية للديموقراطيين ستساعدهم في تمتين قبضتهم على السلطة الاشتراعية. وعلى هامش أضواء المناظرة التي أجريت في ولاية تينيسي أمس، وكان الهجوم الحاد عنوانها الأبرز ومع اقتراب يوم التصويت، تراشقت الحملتان بحرب اعلانية واتهامات تعرضت لشخص أوباما واعتباره"ليبرالياً غير مؤهل للقيادة"، وأخرى ترى في ماكين"فاقد الصلة مع الأميركيين"و"ليست لديه أفكار لتحسين هموم المواطن العادي"بل"مجرد انتقادات سلبية لشخص أوباما". وكان ماكين اتهم منافسه ب"الكذب"قبل ساعات من لقائهما في المناظرة، وبحجة تحوير موقفه حول الاقتصاد والتدخل الحكومي. وأكد المرشح الجمهوري في تجمع انتخابي في نيو مكسيكو:"اذا أعاد منافسي الكذبة نفسها ما يكفي من المرات، فهذا لن يغير من صحتها". ورأى المعلق الجمهوري ويليام كريستول أن الهجوم الشخصي على أوباما هو السبيل الوحيد لماكين للحاق بمنافسه. وأشار الى ان حظوظ الجمهوريين لم تنهر بعد في استعادة موقعهم في السباق وأن ماكين على رغم تراجعه بمعدل ستة في المئة في امكانه تعويض الفارق في الأسابيع المقبلة كما لحق جورج بوش بآل غور في العام 2000. واعتبر أن على حملة ماكين اقناع 51 في المئة من الأميركيين بأنه لا يمكن الثقة بأوباما لترؤس البلاد ولعوامل شخصية وأيديولوجية. ويتقدم أوباما بنسب غير مسبوقة لأي مرشح ديموقراطي منذ 1996 في استطلاعات الرأي. وهو ثبت موقعه في ولايات حاسمة تقليدياً مثل أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا، وأخرى لم يفز فيها الديموقراطيون منذ عقود مثل فيرجينيا ونورث كارولينا وميسوري. وفي حال ترجمة نسب التقدم في صناديق الاقتراع في 4 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، يتجه المرشح الديموقراطي الى"فوز كاسح"شبيه بتجربة بيل كلينتون في 1996 ورونالد ريغان في 1984. اعتداء ارهابي! وكتب هوارد وولفسون من كبار مساعدي المرشحة السابقة هيلاري كلينتون، مقالاً نعى فيه حظوظ المرشح الجمهوري، عنوانه:"انتهى السباق: لماذا لن ينقذ ويليام آيرز جون ماكين"، وآيرز هنا هو المتطرف اليساري الذي تزعّم حركة متشددة في الستينات من القرن الماضي واعتبره الجمهوريون ارهابياً وصديقاً لأوباما". ورأى وولفسون أن محاولة الجمهوريين استخدام ورقة آيرز، لن تجدي في النهاية، لأن ماكين أضيف الى"لائحة ضحايا أزمة السوق المالي"وأن السباق انتهى فعلياً لمصلحة أوباما والسؤال اليوم بحسب الاستطلاعات والأرقام الجديدة هو حول هامش فوز المرشح الديموقراطي وليس أكثر". وأشار الى أن العامل الوحيد القادر على اعادة ماكين الى السباق يكون في حال وقوع اعتداء ارهابي. ولم يقتصر تقدم الديموقراطيين على منافسة البيت الأبيض، بل تعدى ذلك الى الانتخابات المحلية والاشتراعية والتي ستتقاطع مع التصويت للبيت الأبيض و لتجديد كل اعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ وانتخاب حكام جدد ل 11 ولاية وآلاف المسؤولين المحليين. ويجرى التنافس على اجمالي 435 مقعداً في مجلس النواب و35 في مجلس الشيوخ. ويأمل الديموقراطيون الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس منذ العام 2006 في تعزيز غالبيتهم وبلوغ عتبة 60 مقعداً في مجلس الشيوخ، الحد الادنى لمنع المعارضة الجمهورية من عرقلة التشريعات. ويتوقع الخبراء ان يعزز الديموقراطيون غالبيتهم في الكونغرس، لكن الآراء متحفظة إزاء معرفة ما اذا كانوا سيتمكنون من الحصول على المقاعد الستين المطلوبة. وبحسب المراقبين يبدو من المؤكد ان الديموقراطيين سيفوزون بخمسة او ستة مقاعد في مجلس الشيوخ.