قبل أربعة أسابيع على الانتخابات الرئاسة الأميركية، تحولت المعركة الانتخابية بين المرشحين، الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين، نحو نبش ملفات الستينات والثمانينات من القرن الماضي، مع استحضار المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن تاريخ علاقات أوباما بشخصيات ليبرالية مثيرة للجدل من تلك الحقبة، ورد حملة أوباما، المتقدم في استطلاعات الرأي، بفتح ملفات فضيحة مالية لماكين في نهاية الثمانينات. وفور وصول الإدارة الى صيغة حل للأزمة الاقتصادية، سارع فريق ماكين الى طي ملف هذه الأزمة وتغيير موضوع الحملة الانتخابية، من الجدل في قضايا تفيد الديموقراطيين، مثل سياسات الرئيس جورج بوش الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة ومشكلات القروض، الى إثارة أسئلة تشكك بشخص أوباما، أول مرشح افريقي أميركي للبيت الأبيض، وعلاقته بالقس جيرايميا رايت، المحرض في عظاته على سياسات أميركا، وكذلك علاقته بويليام آيرز، الأستاذ في جامعة شيكاغو، الزعيم السابق لحركة"ويثر أندر غرواند"اليسارية المتطرفة المسؤولة عن استهداف مبان حكومية في الستينات. وتحاشى ماكين شخصياً الخوض في هذه المواضيع، وحملت بايلن"بوق الهجوم"في مهرجاناتها الانتخابية، وآخرها في فلوريدا أمس، فاتهمت أوباما ب"عدم قول الحقيقة حول علاقته بآيرز"، وأشارت الى أنهما"صديقان وليسا مجرد معارف من أحياء شيكاغو". وخلافاً لحملات ديموقراطية سابقة، كحملة المرشح جون كيري الذي تجاهل هجوم الجمهوريين على رصيده في حرب فيتنام وخسر المعركة، ردت حملة أوباما سريعاً على الجمهوريين، وأعادت الاقتصاد الى محور المعركة، مذكّرة الأميركيين بتورط ماكين في فضيحة"كيتينغ"في نهاية الثمانينيات، التي تمحورت حول منح الكونغرس، بتحريض من أعضاء فيه مثل ماكين، شركات الأسهم والمصارف صلاحيات على حساب ضمانات المواطنين. واستدعي المرشح الجمهوري الى القضاء آنذاك وتلطخت سمعته كعضو إصلاحي في مجلس الشيوخ، ولكن لم يثبت عليه أي تهمة لاحقا. ويتواجه المرشحان في مناظرة تلفزيونية هي الثانية وما قبل الأخيرة لهما في ولاية تينيسي اليوم. وتوقع الخبراء ان يصعّد ماكين نبرته الهجومية خلالها لإنقاذ ما تبقى له من حظوظ لإبقاء البيت الأبيض في أيدي الجمهوريين.