اسفرت زيارة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس لكل من بغداد وأربيل عن محطتين بارزتين، الاولى بدء الحديث الاميركي عن امكان استعجال سحب قوات اميركية، ولو رمزية، من العراق من دون التزام الجدول الزمني المعلن، والثانية اعلان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، الذي فاز امس بولاية ثانية، وبعد لقائه الرئيس العراقي جلال طالباني في منتجع سد دوكان (45 كلم شمال السليمانية)، ان رئيس الوزراء نوري المالكي سيزور الاقليم «قريباً» للبحث في المشاكل العالقة بين الطرفين و»العمل على حلها». وقال بارزاني، الذي كان استقبل غيتس لمدة ساعة في أربيل صباح امس، «اكدنا للجانب الاميركي ضرورة حل المشاكل العالقة مع المركز وفقاً للدستور... واكدنا التزامنا الدستور ونطالب ان تلتزم بغداد بذلك ايضا». وكان غيتس، الذي غادر العراق الى تركيا، اعطى انطباعاً عن امكانات سحب الوحدة الرمزية التي «قد يصل عدد عناصرها الى خمسة الاف جندي» كما ذكر صحافيون كانوا على متن طائرته بعد مغادرة العراق. وحض غيتس بارزاني والقادة الاكراد والعراقيين على ضرورة تسوية الخلافات ما بينهم قبل انسحاب كامل لقوات بلاده نهاية العام 2011. ودعا الوزير الاميركي، الذي رافقه قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو والسفير الاميركي كريستوفر هيل، العراقيين سنة وشيعة واكراداً الى تسوية خلافاتهم في شأن تقاسم السلطة وانهاء اي نزاع ما بينهم. وخططت الولاياتالمتحدة لابقاء حوالى 100 الف جندي في العراق، لمساندة القوات الحكومية، اثناء الانتخابات البرلمانية المتوقعة في كانون الثاني (يناير) 2010 على ان يتم تسريع الانسحاب بعدها ليتراجع عدد القوات المقاتلة الى 50 الفاً في ايلول (سبتمبر) 2010. ولم يعط غيتس الكثير من التفاصيل عن الموقف الجديد في شأن تسريع سحب القوات لكنه قال «ان كل ذلك يتوقف على دراسة مفصلة سيقدمها العسكريون في ضؤ الوضع الامني». وتعتقد الولاياتالمتحدة بان الخلافات بين العرب والاكراد قد تساعد في تدهور الامن وقد يستفيد من ذلك المتطرفون لمحاولة اشاعة الفوضى والعودة الى الاقتتال الطائفي. وفي الجانب الانتخابي حققت «القائمة الكردستانية»، التي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين، المركز الاول في تسلسل القوائم المتنافسة في انتخابات برلمان كردستان العراق بنسبة 57,34 في المئة من الناخبين، تلتها قائمة «التغيير». وفاز مسعود بارزاني بدورة ثانية لرئاسة الاقليم بعدما حقق نسبة 69,57 في المئة من خيارات الناخبين. وفي جانب آخر سيطرت القوات العراقية على معظم «معسكر أشرف» حيث يقيم عناصر منظمة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة، بعد يوم من المواجهات بين قوات مكافحة الشغب العراقية وأنصار المنظمة أسفرت عن مقتل اثنين من رجال الشرطة و7 عناصر من المنظمة فضلاً عن إصابة المئات حين حاولت قوات عراقية دخول المعسكر. ودعت الخارجية الأميركية الحكومة العراقية وسكان مخيم أشرف الى «ضبط النفس»، وأشارت الى أن السلطات في بغداد أكدت «بأنه لن يتم ترحيل أي من سكان المخيم الى بلد آخر (ايران) حيث يمكن أن يحاكموا أو يتعرضوا للتعذيب» وأنه سيتم «التعامل معهم «ضمن نطاق الدستور العراقي والتزامات الدولية»، وحصرت التطورات الأمنية هناك ضمن صلاحية الجانب العراقي وطبقا للاتفاقات الأمنية الموقعة بينهما. وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أمس أنه فيما كانت واشنطن «على علم بأن مسؤول عسكري عراقي جديد تم تفويضة الاشراف على المخيم... لم تبلغ الحكومة العراقية السلطات الأميركية بأي خطط مسبقة للدخول الى المخيم». واعلنت طهران ترحيبها بسيطرة القوات العراقية على المعسكر في وقت اعلنت أعلنت واشنطن انها «تراقب الوضع عن كثب». من جهة اخرى أكدت مصادر مقربة من تنظيم «عصائب اهل الحق» ل «الحياة» مقتل اثنين من البريطانيين الثلاثة الذين ما زالوا محتجزين رهائن لديها منذ نحو سنتين. وكشفت انها كانت «أبلغت الحكومة العراقية والمفاوضين الآخرين بمقتل 4 من الرهائن الخمسة» الذي خطفوا من مقر وزارة المال في بغداد في29 أيار (مايو) 2007.