شهد الخلاف بين واشنطنوبغداد في شأن الاتفاق الأمني تطوراً بارزاً امس، إذ بعد ساعات من إعلان الحكومة العراقية اقرار تعديلات على مسودة الاتفاق اعرب البيت الابيض عن تحفظات شديدة حيال تعديل الاتفاق المثير للجدل. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو في بيان مقتضب ان واشنطن"لم تتسلم اي تعديلات من العراقيين. ونعتقد ان الاتفاق جيد، وبالتالي سيكون من الصعب اجراء اية تغيير فيه". راجع ص 2 و4 وكانت وزيرة البيئة العراقية نرمين عثمان أعلنت ان الحكومة العراقية أقرت في جلستها أمس"تعديلات طفيفة"على مسودة الاتفاق. واوضحت الوزيرة في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"انه"تم البحث في كل بنود مسودة الاتفاق الامني في جلسة اليوم أمس واجرينا تعديلات طفيفة، وبعض التغييرات البسيطة كذلك". لكنها رفضت الكشف عنها. واضافت ان"التغييرات تتعلق بنقاط في الاتفاق تشكل تناقضاً او انتهاكاً للدستور والمالكي مكلف الآن بتقديم النص الجديد الى الجانب الاميركي". من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان"مجلس الوزراء اقر التعديلات الضرورية والجوهرية على مسودة الاتفاق ... حسب الآراء والتوجهات الاساسية للكتل السياسية". واضاف"تم تفويض رئيس مجلس الوزراء عرض هذه التعديلات على الجانب الاميركي". يُذكر ان المسودة تنص على انسحاب القوات الأميركية من المدن بحلول منتصف العام المقبل وسحب كل القوات من العراق في نهاية 2011. ويعتبر كل من العراق والولايات المتحدة انه من المهم انجاز اتفاق حول وضع القوات الأجنبية قبل انتهاء تفويض الاممالمتحدة لهذه القوات في 31 كانون الاول ديسمبر 2008. لكن اقرار الاتفاق تعثر حتى الآن بسبب خلافات بين بغدادوواشنطن في شأن مسائل عدة أهمها حصانة الجنود الأميركيين والانسحاب الكامل من العراق. وقد تُعقد الغارة الاميركية على سورية الأحد الماضي احتمالات ابرام الاتفاق بصورة أكبر، خصوصاً مع تصاعد الخشية لدى دول الجوار من ان أي اتفاق أمني بين بغدادوواشنطن سيسمح للقوات الأميركية باستخدام الاراضي العراقية منطلقاً للقيام بعمليات عسكرية داخل هذه الدول. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع عن كتلة"الائتلاف العراقي الموحد"عباس البياتي إن توقيت الغارة الأميركية على الأراضي السورية"غير موفق، وسيؤثر سلباً في المفاوضات الخاصة بالاتفاق الأمني مع واشنطن".