اكدت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش انها قدمت (افضل عرض) لديها الى الحكومة العراقية بشأن وجود قواتها في العراق وعبرت عن تحفظها على اعادة التفاوض بشأن اتفاق. وبينما بدأ الوقت يضيق، حذرت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو الثلاثاء من عواقب فشل في المحادثات على الامن في العراق. لكنها قالت في الوقت نفسه ان استبعاد مفاوضات جديدة سيكون امرا (غير مسؤول) بعدما اعلنت الحكومة العراقية انها ستعرض على الادارة الاميركية صيغة جديدة للاتفاق. وصرحت بيرينو (لدينا الانطباع باننا قدمنا لهم افضل ما توصلنا اليه بعد تفكير، افضل عرض). واضافت (منذ اسابيع نقول اننا رفعنا سقف المطالب عاليا جدا بالنسبة لاي تغيير ونعتقد بعبارة اخرى ان باب المفاوضات مغلق). وتابعت (بالمناسبة، لم نر بعد التعديلات التي يريدونها وسننتظر الى ان نراها وسيدرسها مفاوضونا الذين يرئسهم السفير (الاميركي في بغداد (راين كروكر). وبعد اكثر من خمس سنوات على اندلاع الحرب، لم يبق سوى شهرين لواشنطن وبغداد للتفاهم بشأن اتفاق ينظم الوجود العسكري الاميركي في العراق بعد 31 ديسمبر. وفي هذا الموعد ينتهي التفويض الذي منحته الاممالمتحدة وتتحرك بموجبه القوات التي يقودها الاميركيون في العراق. وتجري ادارة بوش مفاوضات في هذا الشأن منذ مطلع العام 2008 وكان يفترض ان تنتهي في يوليو. لكن المفاوضات ادت الى خلافات كبيرة تفاقمت حسب الاميركيين، بسبب الحسابات السياسية للمجموعات العراقية. كما تتهم واشنطنايران عدوتها اللدودة في المنطقة التي تتمتع بتأثير كبير على بعض المجموعات العراقية، بالسعي لتقويض الاتفاق. وسمحت الحكومة العراقية الثلاثاء لرئيس الوزراء نوري المالكي باجراء مفاوضات حول التعديلات في الاتفاقية الامنية. وكانت الحكومة العراقية قررت الاسبوع الماضي طلب ادخال تعديلات على النص الذي تنص آخر مسودة له على انسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية بحلول يونيو 2009 ومن العراق بحلول 2011 . وتمنح المسودة العراقيين حق ملاحقة الجنود والمدنيين الاميركيين اذا ارتكبوا (جرائم خطيرة) خارج قواعدهم او خارج اطار مهماتهم. وفي حال لم يتوصل الجانبان الى اتفاق في الموعد المحدد، سيضطر الجنود الاميركيون للبقاء في ثكناتهم، الا اذا صدر تفويض جديد من الاممالمتحدة حسبما ذكر مسؤولون اميركيون. وكان هذا الاحتمال طرح مؤخرا لكن الحكومة العراقية طلبت من الاممالمتحدة عدم تمديد التفويض. وقالت بيرينو (بالتأكيد هذا امر لا نفضله)، محذرة من (عواقب) اذا فشلت المفاوضات. ورأت ان العراقيين ليسوا قادرين على ضمان امنهم بمفردهم وهم يعرفون ذلك. من جهته، قال غوردن جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض ايضا (نعتقد ان الاتفاق جيد، وبالتالي فانه سيكون من الصعب) اجراء اية تغييرات. وقد اجرى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني محادثات الثلاثاء مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تركزت على مسودة الاتفاقية الامنية العراقية الاميركيةا. وقال للصحافيين لدى خروجه من وزارة الخارجية في واشنطن ان (قضية الاتفاق الاستراتيجي كانت المحور الاساسي في اللقاء)، موضحا انه (تمت مناقشة الاتفاق بتفاصيله). الا ان الزعيم الكردي اضاف انه لا يملك تفاصيل عن التعديلات التي يقترح العراق ادخالها على مشروع (اتفاقية وضع القوات) التي اعدت لتحديد حقوق القوات الاميركية ومسؤولياتها في العراق بعد انتهاء تفويض الاممالمتحدة في نهاية العام الجاري. وقال بارزاني (لا علم لي بالتعديلات الاخيرة لانني لم احضر الاجتماع بسبب سفري).