لا يزال الملف الإيراني يتصدر أجندة الإسرائيليين من أمنيين وسياسيين وباحثين وتبرز فيه مسألة تجنيد دول الغرب في مواجهة"التهديد الإيراني"وطرح ما تعتبره إسرائيل إستراتيجيات غير عسكرية لمواجهة هذا التهديد. وتصاعد النقاش في إسرائيل حول ضرورة تنفيذ خطة دولية تضمن تنفيذ عقوبات صارمة تؤدي الى عزل إيران وحصارها، جاء في أعقاب مخاوف إسرائيلية من المفاوضات مع إيران في ظل استطلاعات الرأي الأميركية التي تعطي المرشح باراك اوباما أكثرية لتولي الرئاسة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تتعزز قناعة معظم المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بأن ضربة إسرائيلية عسكرية ضد إيران ستكون خطيرة ولا يمكن لإسرائيل الإقدام عليها وحدها، وفي تصريح غير مسبوق لمسؤول إسرائيلي حول الملف النووي الإسرائيلي قال نائب معهد الأبحاث القومي في تل ابيب، افرايم كام، ان"ايران لن تقدم على توجيه ضربة عسكرية الى إسرائيل لأنها تدرك بأن إسرائيل تملك سلاحاً نووياً وقد ترد عليها" وأضاف:"إذا حصل ووجهت إيران ضربة فحتماً سترد عليها إسرائيل وحرب في المنطقة بين دولتين نوويتين هو أمر في غاية الخطورة". وإزاء القناعة بأن التسلح النووي الإيراني لن يتوقف بسبب ضربة عسكرية، تركز إسرائيل على مسألة العقوبات الدولية وقد أعدت خطة تسعى من خلالها الى تجنيد اكبر عدد من دول الغرب لمقاطعة ايران. وفي المقدمة التي وضعت لهذه الخطة تعبّر إسرائيل عن قلقها من عدم اتخاذ عقوبات اكثر حزماً ضد ايران من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، خصوصاً، لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم وتعزو ذلك الى أسباب اقتصادية إذ ان الاتحاد الاوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لإيران بحسب معطيات العام 2006 التي دلت على ان قيمة التبادل التجاري بين الجانبين بلغت 39 مليار دولار. ويرى مسؤولون إسرائيليون ان تطبيق المجتمع الدولي لاستراتيجيات عدة لا عسكرية في مقدمها برنامج شامل من العقوبات الاقتصادية، وبرامج محاربة الاستثمار، قد يقنع إيران باتخاذ قرار نهائي يفضي إلى وقف برنامجها النووي. والدول التي تضعها إسرائيل على رأس خطتها لتجنيدها ضد ايران هي المانيا وبريطانيا وهولندا والنمسا وبالطبع لا تسقط من حساباتها إمكان نجاح جهودها تجاه روسيا أيضاً. وتدرك إسرائيل ان المانيا هيپالشريك الاقتصادي الأهم لإيران بين دول الغرب وتتوقع ان يشهد العام الجاري نمواً قياسياً في هذه العلاقة في أعقاب ارتفاع حجم الصادرات بنسبة 13.6 في المئة في الربع الأول من العام حيث تم تسجيل 1926 صفقة تجارية مع إيران في نهاية تموز يوليو، أي بزيادة نسبتها 63 في المئة عما كان عليه الوضع عام 2007 كما ارتفعت الصادرات الألمانية إلى إيران في نيسان ابريل الأخير بنسبة 18 في المئة عن كانون الثاني يناير. وفي سياق ترويج إسرائيل خطتها الدولية لتجنيد الغرب تتطرق الى اتفاقات اقتصادية بين إيران ودول مختلفة تعتبرها تل أبيب دعماً كبيراً لإيران وترى ان الحاجة تتطلب وقف مثل هذه الصفقات كوسيلة ناجعة لعزل إيران اقتصادياً في محاولة لدفعها الى التراجع عن برنامجها النووي. وبين الصفقات التي تعددها الخطة الإسرائيلية وتعتبرها دعماً خطيراً لإيران: - اتفاقية تطوير وإنتاج الغاز التي وقعتها ايران في شهر نيسان السنة الماضية مع المجموعة النمسوية للطاقة والتي وصفت في حينه بالاتفاقية الأكبرپمع أوروبا وقدرت قيمتها بثلاثين بليون دولار على مدار 25 سنة. وتشمل الاتفاقية بيع مليارات الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي للقارة الأوروبية. - المنحة التي قدمها المكتب الفيدرالي الألماني للرقابة الاقتصادية والتصدير لشركة Steiner Prematechnik Gastec والتي تتيح تزويد إيران منشآت غاز عالية التقنية، بكلفة 146 مليون دولار. الاتفاق الذي وقعته المجموعة السويسرية للطاقة Elektrizit8ts-Gesellschaft Laufenburg AG بتاريخ 14 حزيران يونيو 2008، ومدته 25 سنة مع الشركة الإيرانية الوطنية لتصدير الغاز لتسليم 5.5 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً إلى أوروبا. ارتفاع حجم التبادل التجاري بين ايطالياوايران إلى 6 مليارات يورو. وبحسب ما يقوله الإسرائيليون فإن الوكالة الحكومية الإيطالية لائتمان التصدير المعروفة باسم SACE تمتلك 4.1 مليار يورو في إيران، ما يعني 15 في المئة من معروضاتها الكلية في أنحاء العالم، كما تعتبر إيران المركز الأكبر لشركة SACE من أي مكان آخر. السفن الإيرانية في القائمة السوداء ترى إسرائيل ان دول الاتحاد الأوروبي يمكنها فرض حظر على استخدام عملاتها في الصفقات مع إيران كما هو الحال بالنسبة الى الولاياتالمتحدة الأميركية التي فرضت رقابة مشددة على الصفقات التي يتم اجراؤها خارج الولاياتالمتحدة بالدولار الأميركي. وتحت عنوان التكتيكات التي يمكن للمجتمع الدولي ممارستها للضغط على النظام الإيراني، جاء في خطة الاستراتيجيات غير العسكرية التي تطرحها إسرائيل في مواجهة إيران:پ - الحصار البحري: ترى إسرائيل ان حظر إبحار السفن الإيرانية لا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي ما يستدعي ادراج السفن التجارية الإيرانية في القائمة السوداء لمنعها من المرور عبر الموانئ الأجنبية أو إدراج السفن التجارية غير الإيرانية التي تأتي من الموانئ الإيرانية، في القائمة السوداء. وتدعو اسرائيل الى فرض حصار فعلي على السفن الإيرانية التي تمر عبر مضيق هرمز. - صفقات خطوط الأنابيب: يقلق إسرائيل اتفاقات صفقات خطوط الأنابيب مع إيران لنقل الغاز الطبيعي وبيعه في أوروبا وترى ان هذه الصفقات تساهم في إضعاف تأثير العقوبات الاقتصادية التي يمكنها ان تؤدي الى وقف برنامج إيران النووي. إحدى هذه الصفقات هي اتفاقية خط أنابيب"نابوكو"المتوقع ان يبلغ طوله 2050 ميلاً 3300 كيلومتر بكلفة 6.5 بليون دولار 4.5 مليار يورو.پ -رفض منح تأمين الشحن التجاري: وتنطلق إسرائيل في هذا الجانب من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1803 الذي دعا كل الدول إلى"توخي الحذر"في ما يتعلق بالشركات التي تتعامل تجارياً مع إيران لتجنب تمويل نشاطات الانتشار النووي الإيرانية. ويحذر القرار على وجه التحديد الدول من منح تأمين للتعامل التجاري مع إيران، وكذلك يركز على شركات ائتمان الصادرات وتأمين ضمانات القروض التي من شأنها أن تزيد من كلفة التعامل التجاري من وإلىپإيران من خلال إعادة تقييم أسعارها باعتبار ان الاستقرار الإيراني موضع شك. كما يمكن رفع التأمين على النقل للسفن والبضائع التي تمر عبر إيران. - وترى إسرائيل ضرورة تفعيل قرار مجلس النواب الأميركي رقم 362 الذي يقترح إجراء عمليات تفتيش صارمة على المواد التي تدخل أو تغادر إيران، ومنع المسؤولين الإيرانيين - باستثناء المفاوضين عن الملف النووي، من السفر دولياً. التجارة مع روسيا والصين تنظر إسرائيل بقلق شديد لمعارضة روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي، الجهود المبذولة لتوسيع العقوبات على ايران الى جانب امتناع الاتحاد الأوروبي عن الانضمام إلى الولاياتالمتحدة في فرض عقوبات أشد صرامة على النفط الإيراني. وترى ان خطوات كهذه تعيق في شكل كبير وخطير تنفيذ العقوبات. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود اولمرت قد عبر عن قلقه من مواصلة روسيا تزويد سورية وإيران الأسلحة المتطورة، وذلك خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القدس في 20 آذار مارس الفائت وكذلك خلال لقائه مع الرئيس ديمتري مدفيديف، في موسكو الشهر الماضي. وقد شدد أولمرت على خشية إسرائيل من أن هذه الأسلحة، بما فيها الأسلحة المتطورة المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات، يمكن أن تقع في أيدي"حزب الله"... وفي موضوع التسلح تشير إسرائيل الى استخدام تقنيات شركة ألمانية في منشآت الطاقة النووية الإيرانية، على رغم أن هذه الصفقات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الألماني، على حد قول الإسرائيليين الذين يؤكدون في حملتهم الدولية انه بإمكان الولاياتالمتحدة والدول المتعاطفة معها استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي مع هذه الدول لممارسة الضغط عليها من أجل تبني عقوبات صارمة. تصدير الصواريخ الإيرانية والى جانب الحديث الإسرائيلي عن خطورة التسلح النووي الإيراني على المنطقة والعالم، تروج إسرائيل لخطورة البرنامج الصاروخي الإيراني الذي تصفه بپ"المتسارع والمتنامي والذي يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط". وتروّج إسرائيل للأسلحة التي تملكها إيران وخطورتها بالإشارة أيضاً الى ما تشكله هذه الأسلحة من خطر على المنطقة لنقلها الى حزب الله وسورية. ويقول المسؤولون الإسرائيليون ان القدرات العسكرية الإيرانية المتنامية تشير الى الطموحات الإيرانية على الساحة الدولية والى الرغبة في ممارسة جهود أكبر للتأثير في شؤون الشرق الأوسط بالتزامن مع التأييد المتواصل"للإرهاب"، من خلال منظمات غير حكومية مثل حركة"حماس"وپ"حزب الله". وتنطلق إسرائيل في الترويج لخطورة هذه الأسلحة من مخاطر عليها من خلال عرض صور لصواريخ شهاب -3 التي كتب عليها"يجب إزالة إسرائيل من الوجود"وپ"سنسحق أميركا تحت أقدامنا". وتحت عنوان"الجماعات الإرهابية التي تتلقى الدعم من إيران"تدعي إسرائيل ان إيران لا تزال الدولة الأكثر نشاطاً في دعم"الإرهاب"، وذلك بتوفير الدعم المالي والأسلحة والتدريب لحزب الله, والتنظيمات الفلسطينية مثل حركة"حماس"و"الجهاد الإسلامي"وغيرهما من الحركات المعارضة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وفي الجانب اللبناني تركز التقارير الإسرائيلية على الدعم الذي يحظى به"حزب الله"من إيران. وجاء في أحد التقارير ان"حزب الله"يمتلك صواريخ زلزال- 1 التي يبلغ مداها 78 ميلاً 125 كيلومتراً وزلزال- 2 التي يبلغ مداها 130 ميلاً 210 كيلومتر، القادرة على ضرب المدن الإسرائيلية وصولاً الى تل أبيب على ساحل البحر الأبيض المتوسط وحتى بئر السبع في الجنوب. وبحسب ما تورده إسرائيل فإن هذه الصواريخ ، بعيدة المدى، تم تهريبها إلى لبنان قبل سنتين أو ثلاث سنوات من حرب تموز يوليو 2006 وتم تخزينها في منطقة بيروت. وترجح إسرائيل ان"حزب الله"لم يستخدم هذه الصواريخ في الحرب الأخيرة انما استخدم صواريخ"فلق-1"وپ"فلق -2"إيرانية الصنع لمهاجمة المنشآت العسكرية ويصل مدى الأول إلى 5.5 ميل 9 كيلومترات، أما فلق- 2 فيصل أقصى مدى له إلى 7 أميال 11 كيلومتراً. كما تم تزويد حزب الله بصواريخ إيرانية التركيب من نوع"فجر- 3"وپ"فجر- 5"التي يبلغ مدى كل منهما 43 ميلاً 70 كيلومتراً والتي، بحسب الإسرائيليين، شكلت التهديد الرئيس للمنطقة الشمالية في اسرائيل. هذا إضافة الى صواريخ"النازعات الإيرانية"ويصل مداها الى 86 ميلاً 140 كيلومتراً، لكن هذه الصواريخ لم يستخدمها"حزب الله"ضد إسرائيل في حرب عام 2006.پ وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن إيران زودت"حزب الله"صواريخ كروز أرض - بحر صينية الصنع من نوع C-802 والتي استخدمت لضرب السفينة الحربية الإسرائيلية"حانيت"قبالة شواطئ بيروت في 14 تموز خلال حرب تموز. القدرات الصاروخية الإيرانية في تقاريرها حول الأسلحة الإيرانية تشير إسرائيل الى إنتاج شركات الصواريخ الإيرانية التي تعمل لمصلحة وزارة الدفاع، صاروخ القدر GBU-67/9A، وهو الجيل الأول من الصواريخ الموجهة بدقة وصاروخ "عشوراى"، ولكليهما القدرة على الانطلاق إلى أبعد من 1242 ميلاً 2000 كيلومتر. وترى إسرائيل ان قيام إيران بإنتاج صواريخ"شهاب - 3"جعل من هذه الدولة تهديداً للعالم الغربي وان صاروخ"شهاب - 3"، الذي تم اختباره عام 1998، يصل مداه الى 806 أميال 1300 كيلومتر، ويضع تل أبيب تحت التهديد. أما صاروخ شهاب"4"فيعتبر نظيراً للصاروخ Taepodong-1 الكوري الشمالي ويؤدي الى دمار أكبر من صاروخ شهاب - 3، نظراً الى قدرته على حمل شحنة متفجرة كبيرة إلى مسافة 2480 ميلاً 4000 كيلومتر. وهذا الصاروخ سيكون قادراً على حمل القمر الاصطناعي الإيراني إلى علو يصل إلى 22 ميلاً 35 كيلومتراً نحو الفضاء من منصة الإطلاق بالقرب من مدينة قم الإيرانية. ويشمل التقرير الإسرائيلي حول القدرات الصاروخية الإيرانية: - الصواريخ بعيدة المدى الأحدث التي حصلت عليها إيران من كوريا الشمالية، ويصل مداها الى 1550-2170 ميلاً 2500 -3500 كيلومتر مستخدمة تكنولوجيا جديدة بسائل الدفع القابل للتخزين. - على رغم إنكار المسؤولين الإيرانيين امتلاكهم صواريخ من نوع BM-25 الا ان اسرائيل تدرج في تقريرها امتلاك ايران 18 صاروخاً ومنصة من نوع BM-25 من كوريا الشمالية. قالت انه يستند في صناعته إلى الصاروخ الروسي البالستي الذي يطلق من الغواصات من نوع SS-N-6 R27. - امتلاك ايران مجموعة كبيرة من الأنظمة المدفعية الصاروخية ، مثل انظمة صواريخ"شاهين"وپ"أوغاب"وپ"فجر"وپ"نازعات"وپ"زلزال". - منصة صواريخ"الحاسب"ذات 12 أنبوبة إطلاق عيار 4 إنش 107 مليمترات، وهي نسخة معدلة عن صاروخ صيني عيار 4 إنشات 107 ملمترات. وكذلك هي تحديث لصواريخ صينية وروسية عيار 5 إنش 122 ملمتراً. پ - صاروخ نازعات- 10 وهو امتداد لتطوير صاروخ نازعات - 6، الذي أطلق من منصة الإطلاق نفسها كصاروخ أوغاب. -"أوغاب"صاروخ شديد الانفجار. من عيار 9 إنشات 230 ملمتراً ومدى يصل إلى 21 ميلاً 34 كيلومتراً، ينطلق أوغاب مع ثلاثة أنابيب إطلاق. -"شاهين 1"وپ"شاهين 2"صاروخان شديدا الانفجار. - اختبرت إيران رأساً حربياً على صاروخ"فجر- 5"ويحتوي على منصة إطلاق معدلة ذات أربعة أنابيب إطلاق من عيار 13 إنشاً 333 ملمتراً وقد اختبرت ايران راساً حربية على هذا الصاروخ. والمهمة الرئيسة لنظام صاروخ"فجر- 5"هي ضرب الأهداف الميدانية. - صاروخ"فاتح - 110"أو A- 110 وهو صاروخ موجه بالوقود الصلب. وفي استعراضها مواصفات هذا الصاروخ تقول اسرايئل ان من المحتمل أن يكون الصاروخ نموذجاً معدلاً عن صاروخ"زلزال- 2"مع مدى يصل الى 99-124 ميلاً 160-200 كيلومتر. الصواريخ الايرانية الاسم مراحل الصاروخ طريقة الدفع المدى بالميل كم المخزون شهاب-1 1 سائل 205-177 330-285 300-250 شهاب-2 1 سائل 435-310 700-500 450-200 صامد-2 1 سائل شارك المقال