افتتح فيلم "هي فوضى" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين الدورة الثانية والعشرين لأيام قرطاج السينمائية التي تحتفي به، وذلك في المسرح البلدي وسط العاصمة تونس، والذي زيّن وجمّل ليبدو في أحسن حلة لاستقبال السينمائيين العرب والأفارقة. وهي المرة الأولى التي يحتضن فيها هذا الفضاء سهرة الافتتاح منذ انطلاق المهرجان عام 1966 من أجل النهوض بسينما الجنوب. ويتعرض شاهين الذي توفي العام الماضي، إثر إصابته بنزيف في الدماغ، في فيلمه الأخير للفساد المستشري. وعبر المخرج المصري الذي تتلمذ على يدي يوسف شاهين"عن سعادته وافتخاره بوجوده في أرض قرطاج التي كرمت شاهين منذ أكثر من ثلاثين سنة"، فيما اعتبر يوسف شريف"تجربته مع المعلم الراحل بدايته الحقيقية في مجال السينما". ويعد شاهين أول مخرج عربي حصل على الجائزة الكبرى للمهرجان العام 1970 عن فيلمه"الاختيار". وكان عرض لشاهين فيلم"المهاجر"في افتتاح دورته الخامسة عشرة العام 1994، فيما حل ضيفاً على الدورة العشرين قبل اربع سنوات لمناسبة عرض فيلمه"حدوتة مصرية"الذي تؤدي البطولة فيه الممثلة يسرا التي كرمها المهرجان آنذاك. وأعلن خلال حفل الافتتاح الذي انطلق بعرض غنائي للمطرب السنغالي اسماعيل لو الذي تضمه لجنة التحكيم أيضاً، عن استحداث ثلاث جوائز جديدة"التانيت الشرفي"تحمل أسماء يوسف شاهين والمنتج التونسي أحمد بهاء الدين عطية والمخرج السنغالي عثمان صمبان وهما أيضاً من المكرمين خلال المهرجان. وأسندت الجائزة الأولى الى المنتج اللبناني غابي خوري والثانية الى حبيب عطية نجل احمد بهاء الدين عطية، في حين حصل السنغالي وليام عثمان باي على الجائزة الثالثة. وأشارت درة بوشوشة، مديرة الدورة، الى ان"أيام قرطاج السينمائية التي بلغت من العمر 42 سنة ستواصل المغامرة لتقديم أعمال سينمائية عربية وأفريقية ذات جودة وقيمة". ودعا وزير الثقافة التونسي عبدالرؤوف الباسطي في كلمة الافتتاح الى"ان يظل أبو المهرجانات الخصيب وفياً لتقاليده ولرواده ... وأن يواصل سعيه الدؤوب الى تشجيع الطاقات الابداعية". وحيّا مدير مهرجان البندقية ماركو ميلار رئيس لجنة ورشة المشاريع التي يتنافس فيها منتجون ومخرجون عرب وأفارقة على منح مالية مهمة"التنوع في السينما العربية والأفريقية". وتستمر أيام قرطاج السينمائية حتى مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل، يعرض في إطارها أكثر من 150 فيلماً من أوروبا وآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة. ويتنافس 55 فيلماً طويلاً وقصيراً من النوع الروائي والتسجيلي من 18 دولة عربية وأفريقية على"التانيت"الذهبي للدورة وقدرت قيمتها ب 20 الف دولار. كما يحتفي المهرجان بالسينما الفلسطينية تحت عنوان"ضد النسيان"والسينما الجزائرية والتركية وأيضاً الفرنسية من خلال المنتج الفرنسي أمبير بلزان الذي عرف بدعمه لسينما الجنوب. ويتضمن المهرجان نشاطات اخرى من بينها"بانوراما"و"سينمات من العالم"و"حصص خاصة".