طالبت العائلات المسيحية المهجرة من الموصل الحكومة العراقية حمايتها من الاستهداف المستمر لها بعد مقتل مسيحيين يعملان في الحي الصناعي في المدينة. جاء ذلك في حين التقى وفد مسيحي كلداني يترأسه أسقف بغداد شليمون وردوني رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد لمناقشة ضمان حقوق الأقليات في انتخابات مجالس المحافظات. وتسلم نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي مذكرة من العائلات المسيحية النازحة من الموصل الى الحكومة العراقية، تطالب فيها بالعمل على تأمين الوضع الامني في المدينة والاسراع في اعادتها. وقال ل"الحياة"عمانوئيل خوشابا نائب الأمين العام ل"الحزب الوطني الآشوري"الذي سلم المذكرة الى العيساوي:"طالبنا الحكومة بالعمل على استتباب الوضع الأمني في الموصل في شكل عام لأن العائلات المسيحية هي جزء من الموصل. واستتباب أمن المدينة يعني ضمان أمنهم المسيحيين أيضاً. كما طالبنا الحكومة باتخاذ الاجراءات المناسبة للتسريع في عودة العائلات المهجرة قسراً إلى مناطق سكنها الأصلية". وأضاف خوشابا أن"المذكرة دعت أيضاً الى عدم احتساب مدة غياب المسيحيين عن المدارس والدوائر الحكومية كونهم أُبعدوا قسراً، اضافة إلى تصنيف الشهداء المسيحيين ال12 الذين سقطوا خلال الأحداث الاخيرة كشهداء للوطن العراقي". وكان مسيحيان قُتلا ليل أول من أمس في الموصل على أيدي مسلحين مجهولين. وأوضح مصدر أمني أن"مسلحين اغتالوا ليل الثلثاء اثنين من ابناء الطائفة المسيحية هما رجل وابنه يعملان في الحي الصناعي في المدينة"، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. الى ذلك، حمّلت السلطات الادارية والأمنية في محافظة نينوى، الحكومة والقضاء العراقيين المسؤولية عن جانب من تردي الأوضاع الأمنية في الموصل. وقال المحافظ دريد كشمولة إن"الحكومة العراقية تقف ضد اجراءات المحافظة"، فيما أوضح قائد عمليات نينوى الفريق رياض توفيق أن"القضاء أطلق سراح كثير من المسلحين الذين اعتقلوا، وعادوا الى الانخراط في صفوف الجماعات المسلحة بسبب شحة فرص العمل وارتفاع نسب البطالة". من جهة أخرى، طالب الناطق باسم البابا بنديكت السادس عشر فردريكو لومباردي الحكومة العراقية ببذل مساع جدية لمساعدة المسيحيين في الموصل. وأوضح لومباردي في حديث إلى وكالة"رويترز"للأنباء أن"المسيحيين في الموصل لم يعودوا عرضة لأعمال القتل، بل أصبحوا موضوعاً لحملة تهديدات منظمة". وفي هذا السياق، أعلنت وزارة حقوق الانسان في العراق أن عدد العائلات المسيحية التي نزحت من الموصل ارتفع الى 2270. ونقل بيان حكومي عن المدير العام لشؤون المحافظات في الوزارة غانم عبدالكريم الغانم أن"التقارير الميدانية تؤكد توقف حركة نزوح العائلات المسيحية منذ منتصف الشهر الحالي"، مؤكداً أن"الوزارة سجلت عدد العائلات النازحة في حدود 2270 عائلة". وأضاف أن النازحين يسكنون حالياً في"مناطق تلكيف وتل أسقف والقوش وبطنايا وكرمليس وبعشيقة"الواقعة في شمال الموصل في سهل نينوى حيث الغالبية مسيحية. وتابع الغانم، وهو رئيس لجنة تقصي الحقائق في الموصل، أن"هؤلاء تهجروا من مناطق سكنهم في احياء السكر والحدباء والتحرير والعربي في وسط الموصل". وكان مسؤول في وزارة الهجرة والمهاجرين أعلن في 14 الشهر الجاري أن عدد العائلات المهجرة يبلغ 1307.