دخلت حملة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين في سباق مع الوقت، مع تراجعه في استطلاعات الرأي ومعظم الولايات الحاسمة قبل أقل من أسبوعين على موعد التصويت في 4 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واضطرت الحملة الجمهورية الى الانسحاب من ولايات فاز بها الرئيس جورج بوش وتميل حالياً الى مصلحة باراك أوباما. وركز الجمهوريون جهودهم على ولاية بنسلفانيا حيث سيحتاج ماكين مفاجأة تقلب المعادلة وتوصله الى البيت الأبيض. وفي ضوء الحسابات الانتخابية الجديدة وتثبيت المرشح الديموقراطي أقدامه في ولايات نيو مكسيكو وكولورادو غرباً وأيوا وسط، متقدماً بفارق يتعدى عشر نقاط مئوية، أعادت حملة ماكين مراجعة استراتيجيتها للمعركة وقلصت حضورها في هذه الولايات بسبب اقتراب السباق من خط النهاية وتحويل اهتمامها الى ولايات أكثر تأرجحاً وقرباً للجمهوريين. وراهنت الحملة الجمهورية بكل ما تبقى لديها من رصيد، على ست ولايات هي: فرجينيا وأوهايو وفلوريدا ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا، لتركز عليها في الايام ال13 المتبقية للسباق، باعتبار أن الفوز المطلق فيها يعني وصول ماكين الى البيت الأبيض، فيما تقضي خسارة أي منها على حظوظه. ويتقدم أوباما في فرجينيا وبنسلفانيا ونيفادا، فيما يتعادل المرشحان في البقية. واعلن المرشح الديموقراطي تعليق حملته يوم الجمعة للتوجه الى هاواي من أجل تفقد جدته مادلين دونهام 85 سنة بعد تردي وضعها الصحي، فيما أمضى ماكين يومه الانتخابي أمس، في جولة على مناطق بنسلفانيا الريفية وبلدات بن سالم وهاريسبورغ، مذكراً الناخبين بخبرته الطويلة في مجال الأمن القومي ومؤكداً لهم أنه الشخص المناسب للرد على أي أزمة تعترض الولاياتالمتحدة، محذراً من أن أوباما"سيرد في شكل خاطئ". لكن العنوان الرئيسي للسباق بقي الأزمة الاقتصادية التي ركز عليها أوباما في تجمع ضم مستشارين لحملته وحكاماً ديموقراطيين في ولاية فلوريدا، بينهم صاحب موقع"غوغل"اريك شميت الذي أعلن دعمه السناتور الافريقي - الاميركي. وواصلت الاستطلاعات تسجيل تقدم ملحوظ للديموقراطيين في السباق الرئاسي وانتخابات الكونغرس في شكل يستدعي مفاجأة أو تغييراً نوعياً في نمط السباق بالنسبة الى ماكين، في الايام المتبقية. في الوقت ذاته، أظهر استطلاع جديد لمؤسسة"غالوب"ان أوباما يحظى بتأييد كبير على المستوى العالمي وليس فقط على المستوى الأميركي، اذ عبر 30 في المئة من المستطلعين في 70 دولة شملها الاستطلاع بعضها في الشرق الأوسط، عن رغبتهم في رؤية أوباما في منصب رئيس الولاياتالمتحدة، في مقابل 8 في المئة فقط فضلوا ماكين، فيما امتنع 62 في المئة عن الاجابة. وباستثناء جورجيا والفيليبين اللتين فضلت غالبية سكانهما ماكين، أيد مواطنو الدول الباقية المرشح الديموقراطي. وأظهر الاستطلاع ان الأوروبيين اكثر اهتماماً من الآسيويين بالانتخابات الأميركية وبإبداء رأيهم في كلا المرشحين وفي مدى تأثير السباق الرئاسي على الوضع العالمي. وأثارت حملة ماكين دهشة امس، باعترافها بأنها بعثت"خطأ"برسالة إلى السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين تطلب فيها تبرعات. وكانت البعثة الروسية أعلنت أن تشوركين تلقى الرسالة من حملة ماكين الأسبوع الماضي. وبثت وكالة أنباء"نوفوستي"الروسية أن البعثة شددت في البيان على"أن الحكومة الروسية والمسؤولين فيها لا يموّلون النشاط السياسي في الدول الأجنبية"، فيما أكدت الحملة أن الرسالة أرسلت خطأ. ومعروف أن مواقف ماكين لا تلقى ترحيباً في الكرملين، مثل تشدده في الدفاع عن جورجيا أو دعوته الى طرد روسيا من مجموعة الدول الصناعية الكبرى. راجع ص 10