اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن العلاقات السعودية السورية قائمة ولا تحتاج إلى وساطة لبنانية كما أشيع أخيراً، لافتاً إلى أن"العلاقات بين البلدين تاريخية وأنهما كفيلان برؤية مصالحهما". وأضاف:"إذا كانت هناك خلافات فهي تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة ومصيرها أن تنتهي وتعود المياه إلى مجاريها". وأكّد الفيصل أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان لم يحدثه عن أي حشود سورية على الحدود اللبنانية، معرباً عن أمله بأن تكون هذه الأنباء"غير صحيحة، وأن يكون اتفاق التمثيل الديبلوماسي خطوة في الاتجاه الصحيح". وأوضح الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ممثل السياسة الأعلى في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، أن اهتمام إسرائيل السابق بالمبادرة العربية جاء على لسان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والأمل في ان"تتحدث حكومة اسرائيل المقبلة باللغة نفسها وأن تتحرك في هذا الاتجاه، لأن الوصول متأخراً أفضل من أن لا تصل". وقال الفيصل إن جهود الوساطة التي تقوم بها تركيا بين سورية وإسرائيل"أمر مشجع وليس حوله أي شكوك". واصفاً تركيا ب"الدولة المهمة في السلام في الشرق الأوسط، ولها ثقة عند العرب". من جهته، اعتبر سولانا أن اجتماعه مع المسؤولين السعوديين"يأتي في لحظة مهمة سياسياً واقتصادياً لا سيما أن تداعيات الأزمة المالية العالمية لا تستثني أي دولة"، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي"أظهر إرادته في مواجهة المصاعب المرتبطة بالأزمة الاقتصادية العالمية، وعليه أن يتعاون مع دول الخليج في هذا الجانب". وشدد سولانا على أن من واجب دول الخليج والاتحاد الأوروبي العمل بشكل أكبر على تفعيل علاقتهما الثنائية، خصوصاً في ملف اتفاق التجارة الحرة، وأضاف:"يجب أن نفهم الدرس وأن نتكاتف وأمنياتنا بأن ننتهي من حلّ جميع العوائق في وجه اتفاق التجارة الحرة قبل نهاية العام 2008"، مشيراً إلى أنه بحث مع المسؤولين السعوديين"عملية السلام وملفات لبنان وسورية وباكستان وأفغانستان". وتطرق سولانا إلى مشكلة دارفور موضحاً أن الاتحاد الأوروبي أرسل مندوباً لبذل المزيد من المساعي"ولدينا قوات حفظ سلام غير أن المشكلة هي أن الحكومة لا تسهّل انتشار قوات الأممالمتحدة". وعلق وزير الخارجية السعودي عن الأنباء التي تحدثت عن وساطة سعودية لوقف الاقتتال في أفغانستان قائلاً:"محاولة السعودية جاءت بناء على طلب رسمي من الرئيس حامد كارزاي، بهدف وضع حد للاقتتال على أن يعين هذا البلد نفسه"، لافتاً إلى أن بلاده لا تملك في هذا المجال سوى المحاولة، والأمر يعود إليهم الأفغان، وإذا لمسنا رغبة رسمية في السلام والانخراط في العمل السياسي فهذا أملنا". واستنكر الأمير سعود الفيصل ما شهدته مدينة الموصل شمال العراق من قتل وتهجير وضرب لأماكن العبادة ووصفه ب"الأمر المؤسف الذي يدعو للاستياء الشديد فديننا الإسلامي ينبذ العنف". وجدد الفيصل التأكيد بأن تأخير فتح السفارة السعودية في بغداد ليس سياسياً بل"أمني، فالوجود الديبلوماسي يجب أن يتوافر له الحدّ الأدنى من الأمن كي يمارس مهماته"، وتساءل:"عن الفائدة المرجوة من وجود السفير في قلعة محصنة لا يستطيع فيها القيام بدور مؤثر؟". وكان الفيصل أكّد في الإيجاز الصحافي أنه بحث مع سولانا المستجدات في الشرق الأوسط والخليج العربي، إضافة إلى الأزمة الأفغانية ومسار مفاوضات منطقة التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أن عملية السلام أخذت الحيز الأكبر من النقاش، وقال إن بلاده ترى أن أهم العقبات التي تعترض عملية السلام تكمن"في استمرار إسرائيل في سياسة المناورة والمماطلة وعدم الجدية". وقدّر الفيصل دور الاتحاد الأوروبي في الملف النووي الإيراني وما يبذله سولانا من جهود لحلّ الأزمة بالطرق السلمية، وقال:"ما زلنا نرى أن الحل الأمثل لهذا الملف هو إخلاء منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية كافة، بما في ذلك إسرائيل، مع ضمان حق الدول في الطاقة النووية لأغراض سلمية".