أكدت حركة "حماس" أن ملف الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت لم يحرك ساكناً منذ فترة، متهمة اسرائيل بالتراجع عن موافقة سابقة على اطلاق 450 أسيراً فلسطينياً اختارتهم الحركة لمبادلتهم في صفقة تطلق بموجبها شاليت. جاء ذلك في وقت قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز إن اسرائيل تعمل كل ما في وسعها لإعادة شاليت الى اسرته سالماً معافى، تزامناً مع تظاهرة احتجاجية نظمها عشرات الاسرائيليين أما معبر كرم أبو سالم كيرم شالوم الواقع عند نقطة تلاقي حدود قطاع غزة مع مصر وأراضي ال48. ونفى القيادي في"حماس"أسامة المزيني أن يكون هناك أي جديد في ما يتعلق بصفقة التبادل، معتبراً أن ما نشر عن أبلاغ مصر للحركة بموافقة إسرائيل على إطلاق 450، كان في فترة سابقة ثم تراجعت الدولة العبرية عن هذه الموافقة. وقال المزيني في حديث لإذاعة"صوت الأقصى"التابعة للحركة أمس إن"أي صفقة محترمة، من الطبيعي أن تطول مدة انجازها، ولو كنا نتحدث عن إطلاق عشرة أو عشرين أسيراً لكانت أنجزت بسرعة، لكننا نطالب بأكثر من ألف أسير، ومحكوميات عالية، وقادة للشعب الفلسطيني". وأضاف أن"الوسيط المصري أبلغنا في السابق أن الاحتلال وافق على المرحلة الأولى، وهي تشمل إطلاق 450 من ذوي الأحكام العالية، تختار حماس أسماءهم من دون أي اعتراض على أي منهم، وإذا كان العدو لديه اعتراض على بعض الأسماء، فهي لا تزيد عن 10 أسرى، وإن كان هناك تحفظ عن مكان إفراج بعض الأسرى، فيجب ألا يزيدوا عن عشرة أسرى، ونتفاهم على مكان في أحد أجزاء الوطن"، في اشارة الى طلب اسرائيلي بعدم اطلاق عشرات الأسرى وإبعادهم الى مناطق غير مناطق سكناهم. في أثناء ذلك، أكد بيريز أن إسرائيل تعمل بكل قوة من أجل الإفراج عن شاليت الذي أسره مقاتلون من"حماس"ولجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام في عملية نوعية نفذوها في موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي مدينة رفح جنوب القطاع في 25 حزيران يونيو عام 2006. وقال في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية أمس إن إسرائيل"ستعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل إعادة الجندي شاليت إلى ذويه معافى". من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود بارك تعقيبا على التظاهرة الإسرائيلية قرب معبر كرم أبو سالم إنه يتفهم مشاعر المتظاهرين، مشدداً على ضرورة"عدم توجيه إشارات إلى الطرف الأخر قد تؤدي الى رفع ثمن الإفراج عنه بدلاً من خفضه"، وأن إسرائيل تسعى الى الإفراج عنه"بكل الوسائل المتاحة". يذكر أن المتظاهرين أضرموا النار في عدد من إطارات السيارات، وأغلقوا معبر كرم أبو سالم التجاري، ومنعوا وصول الشاحنات الإسرائيلية التى تقوم بنقل البضائع عبر المعبر الى القطاع. بدوره، أكد الناطق بإسم"حماس"سامي أبو زهري أن"ملف شاليت مرتبط بقضية تبادل الأسرى، وما لم يلتزم الاحتلال الإفراج عن أسرانا الذين نطالب بهم، فلن يفرج عن شاليت مهما كانت الظروف". وقال في تصريح أمس إن"على عائلة شاليت أن تعلم جيداً أن حكومة الاحتلال هي المسؤولة عن تعثر إبرام الصفقة بسبب المزايدات السياسية بين أطرافها"، مضيفاً أن"حماس معنية بإنهاء هذه القضية، لكن ليس بأي ثمن، وما لم يلتزم الاحتلال الثمن الذي نطلبه، فلن يفرج عنه، وكل محاولات الضغط عبر إغلاق المعابر وما شابه لن تغير في هذه القضية شيئاً إن لم تزد من تعقيدها".