عادت قضية الاتفاق الأمني بين واشنطنوبغداد إلى دائرة الجدل، وسط شكوك في إمكان اقرارها، عززها بيان لكتلة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية بعد اجتماع لقادتها، استمعوا خلاله إلى شرح لبنوده قدمه رئيس الوزراء نوري المالكي، أكدوا فيه رغبتهم في إدخال"تعديلات"على مسودة الاتفاق، وتوفير"مزيد من الوقت للنقاش والحوار". واعتبرت مصادر سياسية شيعية رفيعة المستوى أن الاتفاق في"عداد الميت"في ظل"خلافات"عزتها"إلى ظروف داخلية واقليمية". وجاء بيان كتلة"الائتلاف"بعد أسبوع على احالة الحكومة مسودة"نهائية"الى المجلس السياسي للأمن الوطني للإطلاع عليها قبل ارسالها الى البرلمان لإقرارها. وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري أضفى تفاؤلاً على امكان اقرار الاتفاق عندما صرح أول من أمس بأن"المسودة أصبحت نهائية الآن"، وشدد على أن"الوقت حان لاتخاذ قرار"في شأنها، متوقعاً أن تكون الأيام المقبلة"حاسمة". وأكد بيان كتلة"الائتلاف"الشيعية ونشره موقع"المجلس الأعلى الاسلامي"بزعامة عبدالعزيز الحكيم أنها اجتمعت ليل أول من أمس و"قدم رئيس مجلس الوزراء استعراضاً تفصيلياً لبنود مسودة الاتفاق الأمني بين العراق والولايات المتحدة، وناقش الحضور المحاور الأساسية التي تتضمنها المسودة وضرورة التعامل معها على أساس الحفاظ على سيادة العراق والمصالح العليا لشعبه والظروف التي يمر بها، والرغبة الأكيدة في أن يتحمل العراقيون كامل المسؤولية في بلدهم بسيادة كاملة على كل شؤونهم في ضوء ما ورد من نقاط ايجابية في نص الاتفاق. ونقاط تحتاج الى مزيد من الوقت للنقاش والحوار وتعديل بعض بنودها". وأعلن البيان"تشكيل لجنة لجمع الملاحظات من أعضاء الائتلاف"، مشيراً الى أن"ما تداولته بعض وسائل الاعلام عن موقف الائتلاف لا أساس له من الصحة ولا يعبر عن موقفه الموحد". يذكر أن المسودة التي أُعلنت الأسبوع الماضي بعد مفاوضات استمرت شهوراً تنص على انسحاب القوات الأميركية من العراق في حلول نهاية عام 2011 ما لم تطلب بغداد بقاءها. وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أن بغداد ستعين"فريق تفاوض للبحث مع لندن في اتفاق أمني على مستقبل القوات البريطانية في العراق"قبل انتهاء تفويض الأممالمتحدة نهاية هذا العام. ونقل بيان حكومي عن المالكي تشديده خلال لقائه وزير الدفاع البريطاني جون هوتن الذي قام بزيارة مفاجئة للعراق"على ضرورة التوصل الى اتفاق بين بغدادولندن في هذا الشأن، قبل نهاية التفويض الدولي في 31 كانون الأول ديسمبر عام 2008". واعتبر أن موافقة"المؤسسات الدستورية على الاتفاق بين العراق والولايات المتحدة ستسهل عقد اتفاق مع بريطانيا على مستقبل قواتها في العراق". وأكد الوزير البريطاني اصطحابه فريق تفاوض من لندن"لمناقشة وضع قوات بلاده مع المسؤولين العراقيين". أمنياً، أكد أ ف ب مسؤول عراقي رفيع المستوى أن قوة خاصة لوزارة الدفاع قتلت"قيادياً سعودي الجنسية"في تنظيم"القاعدة"أثناء عملية دهم شمال شرقي بغداد. وأعلن الناطق باسم الوزارة اللواء الركن محمد العسكري أن"وحدات خاصة في الجيش قتلت قيادياً في تنظيم القاعدة كنيته أبو عبيدة يحمل الجنسية السعودية، ومساعده العراقي خلال عملية دهم". وأوضح أن الوحدات في محافظة ديالى المضطربة"تلقت معلومات عن وجود القيادي السعودي في أحد المنازل جنوب بلدروز في قرية الفاطميات برفقة مساعده ... وكان يرتدي حزاماً ناسفاً فحاول تفجيره، إلا أن القوة قتلته قبل أن يتمكن من ذلك".