أعلن داود احمدي، الناطق باسم حاكم ولاية هلمند جنوبأفغانستان أمس، مقتل 17 مدنياً بينهم نساء وأطفال في قصف جوي او صاروخي استهدف مبنى كبير يأوي ثلاث عائلات في منطقة ناد بالولاية اول من أمس. وأوضح احمدي ان معظم الجثث حملت آثار شظايا"لا نستطيع تحديد مصدرها حالياً اذا كانت قصفاً جوياً او انفجار قذيفة". ولم يكشف احمدي اذا كانت القوات الدولية وقوات الأمن الأفغانية او حركة"طالبان"نفذت العملية، لكن سكان المنطقة أفادوا بأن المبنى تعرض لقصف جوي شنته القوات الدولية وأسفر عن مقتل 25 شخصاً نقلت جثث 16 منهم الى عاصمة الولاية لشكر جاه على سبيل الاحتجاج. وأعلنت قيادة الحلف الأطلسي ناتو انها تحقق في العملية العسكرية، فيما امتنعت عن تأكيد سقوط مدنيين"، علماً ان مسألة سقوط قتلى مدنيين حساسة وتثير مشاعر الأفغان وتعزز اعتقادهم بأن القوات الأجنبية لا تولي اهتماماً كافياً بتجنب قتل مدنيين، كما تثير الاستياء من وجود قوات الحلف الأطلسي في البلاد. وكانت الأممالمتحدة أعلنت في أيلول سبتمبر الماضي ان عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان ارتفع كثيراً هذه السنة. وقالت إنه بين كانون الثاني يناير وآب أغسطس الماضيين سقط 1445 مدنياً بزيادة 39 في المئة عن الفترة نفسها في العام الماضي. وفي سياق حادث منفصل، صرح آدم خان سيرات الناطق باسم حاكم ولاية وردك جنوب غربي بأن قوات أفغانية وأجنبية قتلت وجرحت 50 من مقاتلي"طالبان"بينهم قائدان في الولاية. على صعيد آخر، صرح قائد القوات البرية الأميركية في أفغانستان الجنرال جفري شلوسر ان"العدو"زاد بنسبة 30 في المئة هذا العام، مطالباً بتعزيزات لمواجهة"الشتاء الأعنف منذ بداية الحرب". وقال الجنرال شلوسر لشبكة"سي بي أس"الأميركية ان"المتشددين يشيدون مزيداً من التحصينات التي تثير القلق"، مشيراً الى ان الجيش الأميركي استهدفهم حوالى 30 مرة منذ آذار مارس الماضي، ما أسفر عن مقتل 12 مسلحاً على الأقل في مقابل جرح جندي أميركي. وفي لندن، أفادت صحيفة"ذي انديبندنت"بأن القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز يريد إرسال 30 ألف جندي اضافي إلى أفغانستان لمحاربة"طالبان". وأوضحت الصحيفة ان الجنرال ريتشاردز الذي سيخلف الجنرال ريتشارد دانات في قيادة الجيش البريطاني يفضّل إرسال قوات 5 آلاف جندي اضافي إلى أفغانستان للإنضمام إلى حوالى 8 آلاف جندي ينتشر معظمهم في ولاية هلمند، أما ال25 ألفاً الباقون فهم جنود اميركيون وافغان دربوا حديثاً. وأضافت أن"ريتشاردز يعتقد أيضاً بأن تسوية من طريق التفاوض قد تكون ضرورية لإنهاء الأزمة في أفغانستان، شرط أن تجري أي مفاوضات مع كابول والحلف الأطلسي ناتو ومن موقع القوة". وتصر الحكومة البريطانية على أنها لن ترسل إي تعزيزات عسكرية جديدة إلى أفغانستان، على رغم توقع خفض عدد قواتها في العراق. لكن الصحيفة نسبت إلى مصادر عسكرية أن"محادثات تجري حالياً في أروقة الحكومة حول امكان نشر قوات بريطانية جديدة في أفغانستان العام المقبل تلبية لطلب من الجنرال ديفيد ماكيرمان قائد قوات"الأطلسي"في أفغانستان نال دعم الجنرال ريتشاردز".