أفادت صحيفة "ذي غارديان" أمس، أن التوتر بين القادة العسكريين البريطانيين والأميركيين في جنوبأفغانستان تفجر علناً، في أعقاب مطالبة ضابط بريطاني بارز في ولاية هلمند رفض كشف اسمه الولاياتالمتحدة بسحب قواتها الخاصة من منطقة سانغين التي يسودها الهدوء منذ شهر. وكشفت الصحيفة ان مسؤولي الدفاع البريطانيين ونظراءهم في الحلف الأطلسي الناتو كرروا اخيراً قلقهم من تكتيكات القوات الأميركية في أفغانستان، خصوصاً على صعيد الاعتماد الكثيف على الغارات الجوية التي تقتل مدنيين كثيرين، وتؤثر سلباً في كسب عقول الأفغان وقلوبهم وتغيظ الرئيس الأفغاني حميد كارزاي. وأضافت أن وزير الدفاع البريطاني دس براون أثار هذه القضية مع نظيره الأميركي روبرت غيتس، فيما اعترف الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر بأن تزايد عدد المدنيين القتلى في الغارات الجوية يقوّض الدعم الذي تحتاجه قوات"الناتو". ونسبت الصحيفة إلى ضباط بريطانيين لم تكشف هويتهم ان"غالبية الضحايا الأفغان يسقطون في مناطق عمليات القوات الأميركية التي لا تعمل على كسب تأييد المدنيين الأفغان الذين دمّر القصف حياتهم". ونقلت عن طبيب عسكري بريطاني ان"الجنود البريطانيين أنقذوا 30 مدنياً نصفهم من الأطفال جرحوا خلال قصف أو معارك في الأسبوعين الأخيرين". ونفى الحلف الأطلسي علمه بتصريحات القائد البريطاني، مؤكداً ان التنسيق على الأرض"يسير في شكل ممتاز بين عملية الحرية الدائمة وقوات الأطلسي". وقالت الناطقة باسم الحلف الأطلسي في بروكسيل كارمن روميرو إن"خطوات اتخذت لخفض الخسائر في صفوف المدنيين الى الحد الأدنى، وشملت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة". بدوره، أعلن وزير الدفاع البريطاني براون ان الضابط البريطاني أبدى رأيه الشخصي"الذي يمكن ان يقال في غمار معركة وفي ظل ظروف صعبة". وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية برايان ويتمان ان البريطانيين لم يطلبوا سحب قوات. على صعيد آخر، أعلن قائد المنطقة الغربية في"ايساف"الجنرال فوستو ماكور ان عدد العمليات الانتحارية زاد في شكل كبير خلال الشهور الستة الماضية في أفغانستان، مشيراً الى تنفيذ 41 عملية انتحارية بسيارات مفخخة و25 عملية بمتفجرات. وأوضح الجنرال الإيطالي ان"ايساف"أنشأت اخيراً وحدة خاصة لتحليل الأساليب الجديدة التي يستخدمها المتمردون، كاشفاً مصادرة أسلحة ايرانية. وأكد ان جنود وحدة القوات الخاصة الأميركية في منطقته تتصرف"وفق الأوامر"، و"لا دليل على انهم عدائيون". ميدانياً أعلن الحلف الأطلسي مقتل جندي في صفوفه وجرح آخر في مكمن تعرضت له دوريتهما، ما رفع عدد جنود الأجانب الذين قتلوا في معارك في أفغانستان هذه السنة الى 95. بدوره، أشار التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة الى مقتل عشرة من مقاتلي"طالبان"في معركة اندلعت مدة 12 ساعة اثر مهاجمة حوالى 50 متمرداً دورية مشتركة لقوات التحالف والجيش الأفغاني في ولاية هلمند. واضطرت طائرات التحالف الى التدخل لقصف مبانٍ ومواقع محصنة، استخدم فيها المتمردون مدافع وقنابل يدوية وقذائظف هاون.