لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الكرة المصرية يتوقع التألق غير العادي الذي قدمه مهاجم منتخب مصر عمرو زكي المعار من نادي الزمالك إلى ويغان الإنكليزي، إذ شكل ثنائياً رائعاً مع العملاق الإنكليزي ايميل هيسكي وترجم تألقه بتسجيل 5 أهداف جعلته واحداً من أفضل الهدافين الحاليين في"البريمييرليغ"، بعد مضي 7 مراحل فقط. وبعد انتقاله من الدوري المصري إلى الإنكليزي اعتبر النقاد أن عمرو زكي سيكون سمكة صغيرة وسط المحيط، لكن السمكة تحولت غلى قرش مرعب لا يهاب أحداً. ونظراً للتالق الكبير لعمرو زكي حرص موقع الفيفا على إجراء مقابلة طويلة معه تحدث خلالها بكل صراحة عن موقعه الحالي في إنكلترا، وحظوظ منتخب مصر في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 و مشاركتها في بطولة العالم للقارات، التي ستقام في جنوب أفريقيا أيضاً عام 2009. وتحدث عمرو زكي عن بداياته وعن الحلم الذي تحقق باللعب في الدوري الإنكليزي قائلاً:"قبل 10 سنوات كنت في مدينة المنصورة أحرص على ارتداء قمصان للاعبي الأندية التي أنافسها الآن لكن إذا نظرنا إلى بداياتي أعتقد أنني تدرجت بطريقة سريعة وأكثر من رائعة، فلعبت لنادي المريخ أحد أندية الدرجة الثالثة في مصر ثم انتقلت إلى المنصورة ولعبت أول مباراة مع الفريق الأول وعمري 16 عاماً ومنه إلى انبي بمبلغ قياسي وأشكر الله على هذا التدرج السريع، إذ الآن أبلغ من العمر 25 عاماً وأشعر بالتركيز، خصوصاً مع كل يوم سبت إذ أجد نفسي كتفاً بكتف أدخل إلى الملعب لمواجهة أفضل لاعبي العالم". أما بالنسبة إلى تجربته القصيرة مع لوكوموتيف موسكو الروسي بعد كأس الأمم الأفريقية 2006 فيقول زكي"إنها تجربة لا أفتخر بها أبداً فبعد الفوز ببطولة أفريقيا عام 2006 ، وضعني نادي انبي على لائحة الانتقالات وكان باب الانتقالات الشتوي قد أغلق في أوروبا مع استثناء وحيد لروسيا فتقدم لوكوموتيف بعرض جيد، لكنني مكثت هناك 3 أشهر فقط ولم العب مباراة واحدة بسبب الإصابة والمرض الذي عانيت منه هناك، فعدت على وجه السرعة وانضممت إلى نادي الزمالك". ويؤكد عمرو زكي أنه تعلم من درس نادي لوكوموتيف موسكو مما ساعده على النجاح مع ويغان لغاية الآن"إنه وقت مختلف تماماً، خصوصاً أنني الآن في مكان حلمت دائماً أن أكون جزء منه حين كنت طفلاً، كما كنت أعلم ما ينتظرني والمهم أن الجميع يدعمني ويساعدني هنا والنادي يعمل كل ما هو ممكن لكي أشعر بالراحة وساعدوني في إحضار عائلتي معي إلى إنكلترا لأشعر أنني في منزلي وأؤكد أنني لا أستطيع البوح بالامتنان لعجزي عن الكلام، خصوصاً تجاه جماهير الفريق". ويغان فريق كبير ويرفض عمرو زكي فكرة أنه لو انتقل إلى ناد أكبر لكان تألق أكثر"ويغان قد تكون مدينة صغيرة لكن بالتأكيد الفريق ليس صغيراً أبداً وإذا نظرت إلى المباريات تجد أننا قدمنا أحد أفضل المستويات في البطولة، ولدينا نجوم كبار مثل اميل هيسكي وانطونيو فالنسيا وحتى في المباريات التي خسرناها كنا الطرف الأفضل ولم نكن محظوظين". وعن التقارير التي ربطت بينه وبين الانتقال إلى أحد الأندية الكبرى بيغ فور فأجاب عمرو زكي بالقول"أنا الآن أركز على مساعدة فريق ويغان للفوز بالمباريات وتسجيل الأهداف وهذا اقل ما يمكن أن أقدمه للفريق ولمدربه ستيف بروس، الذي أصر على ضمي في واحدة من أطول فترات المفاوضات في كرة القدم الحديثة، وهو مؤمن بي وبقدراتي والآن جاء دوري لأرد له الجميل وأكون على قدر توقعات جماهير نادي ويغان". وتحول الحديث حول قدرات منتخب مصر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، إذ فشلت في التاهل منذ عام 1990"أعتقد أنه من الجنون التردد بالقول أننا أفضل منتخب في أفريقيا بعد فوزنا بكأس الأمم الأفريقية مرتين على التوالي 2006 و2008، وكل اللاعبين الآن يركزون للتأهل إلى نهائيات كاس العالم لكن التصفيات القادمة ستكون صعبة من دون شك لأن منتخبات النخبة هي التي ستنافس". وأكد عمرو زكي أنه بعد التجربة لم يعد يخاف من أي منتخب في أفريقيا، وهناك منتخبات صارت تخشى مواجهة المنتخب المصري، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك 12 منتخباً على الأقل من أفريقيا تستحق اللعب في نهائيات كأس العالم ولكن سيتأهل المنتخب الأكثر جاهزية إلى النهائيات بالطبع". وعن حظوظ المنتخب المصري في كأس القارات يقول"إنه من الرائع اللعب في لبطولة إلى جانب البرازيل وإيطاليا وإسبانيا ولكن بما أننا أبطال أفريقيا الناس تتوقع منا أن نلعب للفوز، وأعتقد هذا ما يجب أن نقوم به". ورداً على سؤال يتعلق بالهدف الذي سجله في مرمى السنغال في كأس الأمم الأفريقية 2006 من أول لمسة بعد نزوله إلى الملعب بديلاً عن زميله ميدو ويقول"يعتقد البعض أنها أفضل لحظة في حياتي لكن عليهم أن يعلموا أنني لعبت في كل مباريات البطولة وقدمت أفضل المستويات". وعن الفيلم الذي مثله إلى جانب زميله المحترف في فريق ميدلزبرة الإنكليزي محمد شوقي، إذ قد يكون فرصة لاحتراف التمثيل فيما بعد أجاب"مستحيل، لقد قمت أنا ومحمد شوقي بهذه التجربة على سبيل المرح وكانت فكرة الفيلم جيدة وهو الآن يعرض في دور العرض السينمائية وآمل أن يكون ناجحاً". وفي نهاية المقابلة تحدث عمرو زكي عن الهدف الذي يريد تحقيقه وقال:"أعتقد أنه الوقت المناسب للفوز بجائزة لاعب العام في أفريقيا، التي لم يفز بها أي لاعب مصري منذ أكثر من 25 عاماً وهذا أمر مخيب للآمال والآن أنا من المرشحين إلى جانب زميلي محمد أبوتريكة و ديدييه دروغبا ومايكل ايسيان وايمانويل اديبايور، وهناك الكثير من يقول لي إنني المرشح الأوفر حظاً لأنني حققت الكثير لمصر في أفريقيا، وفي رأيي الشخصي إذا كان هناك منافس حقيقي لي فهو محمد أبوتريكة لكل ما حققه أيضاً لمصر وللنادي الأهلي على الساحة الأفريقية".