سيكون ملعب المريخ السوداني في أم درمان اليوم «الأربعاء» مسرحاً للمواجهة التاريخية الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري لتحديد المتأهل عن المجموعة الأفريقية الثالثة إلى كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا 2010، وشاء القدر أن تمتد الإثارة بين المنتخبين العربيين إلى مواجهة ثالثة ولكن على أرض محايدة بعد أن تساويا في رصيد النقاط والأهداف، وباتت بطاقة ممثل العرب الوحيد في المونديال المقبل تنحصر بين طرفي لقاء اليوم بعد ضياع فرصة تونس والبحرين إثر سقوطهما أمام موزمبيق ونيوزلندا وسبقهما خروج المنتخب السعودي «الأخضر» ممثل العرب الدائم في «المونديال» منذ 1994، وتبدو الفرصة سانحة للكرة المصرية لتأكيد تفوقها على نظيرتها الجزائرية، خصوصاً في المواجهات الحاسمة إذ تأهل «الفراعنة»على حساب «الخضر» لنهائيات أولمبياد أنجليس ولمونديال 1990 ويعيش المنتخب المصري أزهى فتراته الفنية بالتتويج مرتين على التوالي بطلاً للقارة الافريقية، كما ترك بصمة كبيرة في كأس القارات الأخيرة بالفوز على إيطاليا وإحراج البرازيل. وكانت مصر أنعشت أملها في قطع تذكرة الذهاب إلى جنوب أفريقيا بفوزها الصعب على الجزائر السبت الماضي بهدفين من دون رد في ختام التصفيات ما أجبرها على مواجهة الجزائر اليوم في لقاء فاصل، علماً بأن الفوز بفارق 3 أهداف كان يضمن لها التأهل مباشرة. وتخوض مصر موقعة اليوم المرتقبة بقوتها الضاربة بعد عودة المدافع الصلب وائل جمعة من الإيقاف وتعافي لاعب الوسط حسني عبد ربه، علماً بأن بقية اللاعبين في «فورمة» عالية وشهدت تدريبات مصر الأخيرة تألق صانع الألعاب محمد أبو تريكة الذي يريد تحسين صورته بعد ظهوره بمستوى مخيب لآمال الجماهير المصرية في لقاء السبت الماضي، والحال ذاتها تنطبق على محمد زيدان، وكانت عودة عمرو زكي للتهديف واستعادة تألقه دافعاً لنادي بورتسموث الإنكليزي لمحاولة التعاقد مع اللاعب مجدداً بعد تعثر المفاوضات وبحسب صحيفة «ديلى ميرور» البريطانية فإن زكي مطلوب في بورتسموث، وأشارت إلى أن ممثلين للنادي الإنكليزي راقبوا أداء زكى الذي أعير سابقاً إلى ويغان الإنكليزي وأكدوا عودة «البلدوزر» لسابق مستواه الذي مكنه من تسجيل 10 أهداف لويغان في الموسم الماضي، فيما أنهى بقية اللاعبين المصريين استعداداتهم بشكل جيد بث الطمأنينة في نفس المدير الفني حسن شحاتة، الذي قال إن مباراة اليوم صعبة ولكنه سعيد بإقامتها في السودان إذ لا يشعر بالغربة، مؤكداً أن هدف منتخب مصر هو إسعاد شعب وادي النيل الذي تربطه علاقة أخوية أبدية. وأوضح شحاتة أن فريقه يسعى لإكمال المهمة في أم درمان بعد تخطي أول عقبة في القاهرة مؤكداً ثقته التامة في قدرة فريقه وخبرة لاعبيه في التعامل مع هذه المباراة وانتزاع بطاقة التأهل وقال: «واجهنا مواقف أكثر صعوبة ومنافسين أكثر قوة في الماضي ونجحنا في التغلب عليهم، اعتقد كثيرون أننا أهدرنا فرصتنا في التأهل بعد الهزيمة في الجزائر ولكننا ما زلنا في دائرة المنافسة حتى الآن». من جانبه، قال محمد زيدان: «أتمنى تخطي مباراة الجزائر بالفوز والتأهل من اجل إهداء هذا الإنجاز للشعب السوداني الشقيق قبل المصري». ووعد زيدان بتقديم مباراة كبيرة من اجل الوصول لجنوب افريقيا، وقال حسني عبد ربه الذي غاب عن اللقاء السابق في القاهرة أنه وزملاءه عازمون على التأهل من السودان، معرباً عن أمانيه بالمشاركة في لقاء اليوم، وأكد انه تماثل للشفاء ولكنه غير واثق من دخول التشكيل الأساسي الذي سيعلنه شحاتة قبل اللقاء بساعات قليلة. ويضيف صاحب الهدف الذي أنعش حلم 80 مليون مصري عماد متعب: «لن نتنازل عن العودة بتأشيرة التأهل للمونديال من السودان، وأعد الجماهير المصرية بتكرار هز شباك الجزائر». في المقابل، يخوض المنتخب الجزائري لقاء اليوم في محاولة لتعويض جماهيره بعد خسارة فرصة التأهل «المباشرة» في القاهرة والتي في متناول يد لاعبيه حتى الدقيقة 95 ولم يعد أمامه سوى الفوز اليوم. ويفتقد المنتخب الجزائري جهود كل من حارس مرماه الأساسي لوناس قواوي ولاعب الوسط خالد لموشيه للإيقاف لحصول كل منهما على الإنذار الثاني في مباراة السبت الماضي، وتحوم الشكوك حول مشاركة المدافع رفيق حليش للإصابة وقائد «الخضر» وأبرز لاعبيه رفيق صايفي وزميله عنتر يحيى للسبب ذاته. ويشعر المدير الفني رابح سعدان والذي كان مدرباً ل«الخضر» أيضاً في كأس العالم 1986 بالثقة في قدرة لاعبيه على تجاوز هذه العقبة والوصول للنهائيات، وترجع ثقة سعدان في لاعبيه إلى قدرتهم على تحدي المنتخب المصري لأكثر من 90 دقيقة خلال مباراة السبت الماضي والصمود، على رغم تقدم أصحاب الأرض بهدف أحرزه عمرو زكي في الدقيقة الثانية من المباراة وقبل أن يحقق المنتخب المصري الفوز في وقت قاتل. وتحدى حارس الجزائر البديل فوزي شاوشي المهاجمين المصريين مؤكداً أنه سيذود ببسالة عن مرماه وسيحد من قدرتهم في التسجيل في مرماه في لقاء اليوم وقال شاوشي : «أنا في كامل الجاهزية للمشاركة في اللقاء ولست خائفاً منه لأنني واثق في إمكاناتي». وسبق لشاوشي تمثيل الجزائر في مباراتين دوليتين وديتين، فيما سيشارك للمرة الأولى في مباراة رسمية، وأشار إلى أنه سبق له اللعب في ملعب المريخ مع فريقه وفاق سطيف في بطولة افريقيا وانتهى اللقاء بفوز بطل الجزائر، مواصلاً: «سأكون على قدر المسؤولية، وسأستغل الفرصة لتعويض غياب زميلي لوناس جاواوي».