خلف الغدة الدرقية القابعة في مقدم العنق هناك أربع غدد صغيرة حجم كل منها لا يتعدى حبة البازلاء، ومع أن هذه الغدد تعيش في كنف الغدة الدرقية الى درجة أنها توحي وكأنها جزء منها، إلا أن وظائف كل منها تختلف كلياً عن الأخرى، وتفرز هذه الغدد هورمون جارات الدرق الذي يلعب دوراً أساسياً في استقلاب الكلس المهم جداً لعمل الجملة العصبية العضلية على أحسن ما يرام. وعلى رغم صغر حجم الغدد جارات الدرق، فإن ما يميزها هو غناها بالأوعية الدموية الشعرية الصغيرة، وهذا له أهميته، إذ من خلالها تستطيع الغدد مراقبة مستوى الكلس في الدم على مدار اليوم بل على مدار الساعة، ففي حال ارتفع الكلس في الدم يقل افراز هورمون جارات الدرق، أما في حال هبوط الكلس، فإن الغدد تطرح المزيد من الهورمون. إن هورمون الغدد جارات الدرق يعمل على العظم بحيث يحرر ما يلزم من معدن الكلس الى الدم. وفرط افراز هورمون الدرق يدفع بالمزيد من الكلس الى الدم الأمر الذي يفرغ العظام من هذا المعدن الضروري لها فتتعرض هذه بسهولة للكسر. كذلك يعمل الهورمون المذكور على تشجيع امتصاص الكلس من الغذاء عبر بطانة الأمعاء. إن القيمة الطبيعية لهورمون جارات الدرق هي بين 10 و 65 نانوغرام في الليتر. وتشاهد القيم المرتفعة في الحالات الآتية: - فرط نشاط الغدد جارات الدرق. - أورام الغدد جارات الدرق البدئي أو الثانوي. - سرطان الرئة وسرطان الكلية. - نقص مستوى الكلس في الدم. - مرض هشاشة العظام. - متلازمات سوء الامتصاص. - نقص الفيتامين د. - القصور الكلوي المزمن. أما القيم الهابطة لهورمون جارات الدرق فنراه في العلل الآتية: - فرط مستوى الكلس في الدم. - قصور نشاط الغدد جارات الدرق. - أورام العظام الانتقالية. - التسمم بالفيتامين د. - داء الساركوئيد. - التخريب المناعي الذاتي للغدد جارات الدرق. - نقص مغنيزيوم الدم. - داء"غريف"الذي ينتج من زيادة افراز الغدة الدرقية. إن قياس هورمون جارات الدرق مفيد خصوصاً في تأكيد تشخيص فرط نشاط الغدد جارات الدرق، وفي تمييز أسباب فرط كلس الدم الناتج من الغدد جارات الدرق أو من غيرها. هناك بعض العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً في إعطاء نتائج مغلوطة، مثل الحقن الحديث للنظائر المشعة. ويجب اجراء الفحص على عينة دم صباحية لأن التبدلات النهارية تؤثر في مستوى هورمون جارات الدرق.