يستعد عدد مهم من المهرجانات والتظاهرات السينمائية العربية، لتكريم المخرجين المصري يوسف شاهين واللبنانية رندة الشهال التي اختطفها الموت باكراً هذا الصيف أيضاً وهي تستعد لتصوير فيلم جديد. وبعدما أهدى ماركو موللر مدير مهرجان البندقية السينمائي دورة المهرجان ال65 لشاهين في آب اغسطس الماضي، تستعد المهرجانات العربية لتكريم المبدع المصري، اذ اختار كل مهرجان او مكان من امكنة السينما تكريمه على النحو الذي يراه مناسباً. واستهلت باريس الاحد الماضي عروض تظاهرة خاصة بشاهين في عنوان"يوسف شاهين كمان وكمان"، يعرض خلالها فيلمان لشاهين كل يوم أحد، ليصل مجموعها الى 14 فيلماً مختارة لهذا الرجل الذي طبع نتاج السينما المصرية خلال نصف قرن. ومع بداية موسم المهرجانات العربية يستعد عدد من هذه المهرجانات لتقديم تحية خاصة للفنان الراحل، أولها مهرجان الشرق الاوسط الدولي في دورته الثانية الذي اختار تكريم شاهين من خلال معرض صور يتناول مختلف مراحل حياته. وأعلنت ادارة المهرجان ان عدداً من النجوم المصريين سيحضرون افتتاح هذا المعرض الذي يقام تحية لروح شاهين، وتقدم فيه وثائق وصور عن حياته تعرض للمرة الاولى. وبينما لم يعلن مهرجان القاهرة برنامجه كاملاً حتى الآن، أعلنت ادارة مهرجان مراكش السينمائي الدولي تكريم شاهين من خلال تنظيم تظاهرة خاصة ل"افضل اعمال شاهين"يعرض ضمنها 11 فيلماً. وينطلق المهرجان في 14 تشرين الثاني نوفمبر، ويقدم مجموعة من اعمال شاهين بدءاً من"بابا أمين"مروراً ب"العصفور"و"حدوتة مصرية"وصولاً الى"المهاجر". كذلك يعد مهرجان قرطاج في دورته الثانية والعشرين التي تنطلق في 25 تشرين الثاني نوفمبر تحية خاصة لشاهين الذي لطالما أحب الاطلالة على جمهور مهرجان قرطاج في اعماله المختلفة خصوصاً في العقدين الاخيرين. من ناحيته يستعد مهرجان"أيام بيروت السينمائية"لتكريم المعلم الراحل عبر عرض فيلمه الوثائقي الابداعي"القاهرة منورة بأهلها"وفيلم"العصفور". وبموازاة تكريم هذا الراحل الذي أغنى السينما المصرية والعربية، تكرم تظاهرات سينمائية اخرى المخرجة اللبنانية رندة الشهال التي توفيت في باريس في تموز يوليو الماضي. وستقدم"أيام بيروت السينمائية"في دورتها الخامسة التي تنطلق في 17 تشرين الاول اكتوبر لفتة خاصة برندة الشهال، عبر عرض اثنين من أفلامها الوثائقية بغية"القاء الضوء على عملها في الوثائقي وفاء لها ولانتمائها لهذه المنطقة وقضاياها"، كما أفادت اللجنة المنظمة للمهرجان في مؤتمر صحافي عقدته في بيروت أخيراً. واختارت التظاهرة تقديم فيلمي الراحلة"خطوة خطوة"1997 و"حروبنا الطائشة"1996 ويظهر الاول بمثابة وثيقة تؤرخ لبدايات الحرب الاهلية وصراع الطبقات في لبنان. كما يقيم معهد العالم العربي في باريس تكريماً خاصاً للمخرجة في 14 تشرين الاول اكتوبر بحضور المنتجين الفرنسية فابيين سيرفان شريبر، والتونسي طارق بن عمار. ويتم في هذا الاطار عرض فيلمها"متحضرات"1999 مسبوقاً بشريطها"لبنان في الماضي"1981. ويهدي مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي في ابو ظبي تظاهرة"مخرجان من العالم العربي"لروح المخرجة رندة الشهال. وسيكون افتتاح هذه التظاهرة بفيلمها الاخير"طيارة من ورق"وهو الفيلم العربي الوحيد الذي نال جائزة الاسد الذهبي لمهرجان البندقية. ويعرض لها المهرجان فيلماً آخر بينما سيستعيد مهرجان قرطاج، الذي قدم فيلم"طيارة من ورق"في افتتاح دورته ال21، ذكرى الراحلة في تحية خاصة.