تتوجه الانظار الى واشنطن مساء اليوم بانتظار انتهاء اجتماعات المسؤولين الماليين في دول مجموعة السبع وسط اشارات تفيد بأن ادارة الرئيس جورج بوش رفضت مسبقاً اقتراحاً عرضه رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون قضى بأن تتعهد الدول الاعضاء بضمان حركة الإقراض وانسياب الاموال بين المصارف. ووفق ما سربه مسؤولون بريطانيون"تعتقد الولاياتالمتحدة بأن من الافضل عدم فرض قيود ملزمة على المصارف وترك السوق للقيام بحركة تصحيحية تعتمد القواعد التي تراها مناسبة وعدم زيادة تدخل الحكومات في تسيير النشاطات المصرفية حفاظاً على روحية النظام المالي الحر". وعلى رغم معارضة اركان الحزب الجمهوري بدا وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون مقنعاً بإمكانية استخدام بعض اموال خطة الانقاذ في شراء حصص في المصارف الاميركية الكبيرة، واتباع المثال البريطاني في هذا الشأن، عبر ما يسمى"التأميم الجزئي"الاختياري لرأس المال بعدما نجح هذا الاجراء في انقاذ شركة التأمين العملاقة"ايه آي جي"اميركان انترناشيونال غروب التي تملكت الحكومة فيها نسبة 79.9 في المئة من اسهمهما. وتفيد معلومات جرى تداولها في سوق لندن ان وزارة الخزانة الاميركية، التي تُشرف على تأمين استقرار النظام المالي الاميركي بكلفة 700 بليون دولار، تُجري مشاورات في شأن امكانات"اعادة رسملة"مصارف في"وول ستريت"لتسهيل انسياب السيولة بينها التي شحت بنسبة 90 في المئة حالياً. ولا تنتظر الادارة الاميركية ولا الحكومة البريطانية ان تخرج اجتماعات واشنطن بتدابير تُنهي الازمة المالية الحالية، وقال ناطق باسم وزارة الخزانة في لندن امس"سيكون الاجتماع فرصة اساسية لتقويم الاجراءات المالية التي اتخذت قبل الانتقال الى الخطوة التالية". وكانت واشنطنولندن بدأتا الحديث عن"تغيير الانظمة"من دون الدخول في تفاصيل هذا التغيير وان كان المقصود"تغيير انظمة السوق والتداول والاهداف"من دون مس جوهر النظام الرأسمالي الذي يسمح للمبادرة الفردية بتطبيق آليات العمل المصرفي والتجاري والمالي". ونقل اقتصاديون في لندن عن مسؤولي الخزانة قولهم"ان واشنطن ترفض ضمان حركة الإقراض بين المصارف لأن ذلك قد يؤدي الى افلاس عدد من مؤسسات المال غير المصرفية التي لن تحصل بدورها على التسهيلات، ما يعني القضاء على صغار اللاعبين في سوق المال". وتنتظر الاسواق المالية بفارغ الصبر البيان الختامي الذي سيصدر عن اجتماع واشنطن الذي سيتأخر اغلاق اسواق المال مساء اليوم، ما يعني انه ستكون لدى المتعاملين في الاسواق فرصة لدرسه وتحليله خلال عطلة نهاية الاسبوع قبل استئناف التداول الاثنين. وتستضيف واشنطن ايضاً اعتباراً من السبت اجتماعات مجموعة الدول الصناعية العشرين التي سيلتقي خلالها وزراء مال وحكام المصارف المركزية في هذه الدول ذات الاقتصادات الثرية او الناشئة، كما ستستضيف الاجتماعات الخريفية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وكانت البورصات في مختلف انحاء العالم، ومن بينها بورصات دول الخليج فتحت مرتفعة من دون ان تُعوض الخسائر المحققة منذ بداية الاسبوع لكن بعد نحو ساعتين من فتح البورصات الاميركية، على ارتفاع، تراجعت مؤشرات"داو جونز"و"ناسداك"ما عكس الصورة الزاهية في البورصات الاوروبية التي استعادت لونها الاحمر من دون تحقيق مكاسب على الاطلاق. وفي اليوم السابع من التراجع المتتالي لمؤشرات الاسواق الاميركية، وعلى رغم ان الرئيس جورج بوش طمأن الرئيس السلوفاكي ايفان كاسباروفيتش ان الولاياتالمتحدة ستتخذ"اجراء قويا"لمعالجة الازمة الاقتصادية، وصلت اسعار الاسهم في البورصات الاميركية الى ادنى مستوى منذ 1996. وكان مؤشر"داو جونز"في نيورورك تراجع منذ 52 اسبوعاً بمعدل تجاوز خمسة آلاف نقطة من 14.198 الى مستويات تدور حول 9160 نقطة امس. واظهرت احصاءات مقارنة ان مؤشر"ستاندرد آند بور ? 500"تراجع بنسبة 32.9 عنه قبل 52 اسبوعاً.