يراجع المتعاملون في اسواق المال تقويم مراكزهم قبل استئناف عمليات التداول مطلع الاسبوع المقبل بعد عطلة الفصح في أوروبا والولاياتالمتحدة، التي تبدأ اليوم وتنتهي الاثنين، وسط توقعات بأن يستمر تأرجح مؤشرات الاسواق المالية بين تحسن جزئي وبيع لجني الارباح حتى اجتماعات الربيع ل «صندوق النقد الدولي» في واشنطن واكتمال تدابير «فحص اوضاع» المصارف الاميركية التي ستكون مدار بحث بين الرئيس باراك اوباما ووزير الخزانة تيموتي غاينتر اليوم. وساهم الارتفاع المفاجئ لأرباح شركة «ولز فارغو» المالية الاميركية، والأمل بأن تعبر المصارف الاميركية «اختبارات الملاءة»، برفع مؤشرات الاسواق والنفط. وتحسنت مؤشرات البورصات امس وارتفع النفط مع تراجع نسبة البطالة الاميركية عن المتوقع وانخفاض العجز التجاري الاميركي الى ادنى مستوى منذ 13 سنة وبعد قرار «بنك انكلترا» (المركزي) الاستمرار في سياسة تأمين السيولة والإبقاء على الفائدة منخفضة عند نصف نقطة مئوية وقرار الحكومة اليابانية السير في برامج الحوافز لإيجاد اكثر من مليون وظيفة في ثاني اكبر اقتصاد في العالم واتجاه ألماني لتأسيس مصرف عملاق لتنظيف المصارف من «الاصول السامة». وكان العجز التجاري الاميركي تراجع في شباط (فبراير)، ووصل الى ادنى مستوى له منذ تشرين الاول (اكتوبر) 1996، كما ذكرت وزارة التجارة الاميركية امس عندما اعلنت تراجع العجز 28 في المئة من 36.2 بليون دولار الى 28 بليوناً بعدما انخفضت الواردات 5.1 في المئة من اليابان والصين. وتم الاستعاضة عن هذه الواردات بارتفاع الطلب على الانتاج الاميركي. وأظهرت الاحصاءات قفزة للصادرات بنسبة 1.6 في المئة الى 126.8 بليون دولار مع تراجع حجم المبادلات الاميركية مع دول العالم منذ آب (اغسطس) الماضي. في الوقت نفسه انخفض عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة اكثر من المتوقع وأحصت وزارة العمل تسجيل 654 ألف طلب جديد، بتراجع اسبوعي بنسبة 0.3 في المئة عن الاسبوع السابق. وفتحت البورصات الاميركية على ارتفاع كبير امس وارتفع مؤشر «ستاندارد أند بورز 500» بنسبة ثلاثة في المئة بعدما عززت نتائج اعمال شركة «ولز فارغو» المالية، التي جاءت قوية بشكل غير متوقع، الآمال في ان يكون الاستقرار بدأ يعود للقطاع المصرفي. وذُكر ان الشركة التي كانت تواجه ازمة وخطر الإفلاس، حققت ثلاثة بلايين دولار في الربع الاول. كما ارتفع مؤشر «ناسداك» أكثر من ثلاثة في المئة، الأمر الذي غذى الآمال بعودة الاستقرار الى القطاع المصرفي. وحتى السادسة مساء امس بتوقيت لندن كان مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم الشركات الاميركية ارتفع اكثر من 175 نقطة (2.6 في المئة) قبل ان يتراجع مع جني الأرباح. وكان «بنك انكلترا» أبقى أسعار الفائدة عند مستواها المنخفض قائلاً إنه يحتاج الى شهرين آخرين لاستكمال برنامج التيسير الكمي للسياسة النقدية. وهذا هو الشهر الاول الذي تبقي فيه لجنة السوق المفتوحة في البنك على أسعار الفائدة من دون خفضها منذ أيلول (سبتمبر) الماضي بعدما خفضتها 4.5 نقطة مئوية في الاجمالي لمعالجة اكبر كساد اقتصادي منذ التسعينات. وشهدت لندن امس توقيع اكبر صفقة مالية منذ مطلع السنة عندما باع «بنك باركليز»، الذي تملك اطراف عربية نسبة 17 في المئة من رأسماله، ذراعه التابعة «آي شير» للسمسرة المالية بقيمة 2.8 بليون استرليني (4.2 بليون دولار) الى شركة «سي في سي كابيتال» ما رفع سعر سهم البنك نحو 10 في المئة. ومع تفاؤل السوقين الاميركية والبريطانية نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر حكومية في ألمانيا ان حكومة المستشارة انغيلا مركل تبحث في تأسيس مصرف لتجمع مئات البلايين من اليورو من الديون المتعثرة تحت مظلة حكومية. وقال مصدر مطلع «في الوقت الحالي نحن في مرحلة درس أفكار مختلفة. سيكون هناك نظام لجمع الديون المتعثرة في ألمانيا». ومع «نشوة الأسواق» بالإحصاءات الجديدة قبيل العطلة ارتفع الخام الاميركي امس بنسبة 5.7 في المئة الى 52.21 دولار للبرميل، لكن محلل الطاقة في «كوميرزبنك» يوجين وينبرغ اشار الى ان الخام سيواصل تأرجحه بين 48 و55 دولاراً حتى نهاية السنة وحتى تستقر الاسواق الدولية وتعود حركة التجارة الى مستواها قبيل ازمة الائتمان.