سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أولمرت وعباس يتفقان على إعادة إطلاق مفاوضات الوضع النهائي ... ورايس تعتبر طهران "التهديد الأكبر" . بوش يبدأ اليوم جولته على الشرق الأوسط : السلام و "الخطر الإيراني" والرئاسة اللبنانية
يعيش الشرق الأوسط اعتباراً من اليوم على وقع الجولة التي يبدأها الرئيس جورج بوش في عدد من دول المنطقة ويجري خلالها محادثات تتركز على ملفين، الأول توفير مظلة دعم للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية باتجاه قيام الدولتين، والثاني محاولة بلورة تصور واسع لاحتواء"الطموحات الإيرانية"أو ما تسميه واشنطن"الخطر الإيراني". راجع ص5 ووصفت مصادر ديبلوماسية مطّلعة جولة بوش بأنها"محاولة أخيرة وحاسمة"لإحداث اختراق فعلي في جهود السلام. وحذرت من أن إضاعة الفرصة ستؤدي إلى"حال انتظار جديدة وطويلة سترسخ مشاعر التطرف واليأس في المنطقة". وقالت إن الإدارة الأميركية راغبة في البناء على ما تحقق في مؤتمر أنابوليس لجهة"تعزيز الإرادة الشاملة في السلام". وتبدأ جولة بوش اليوم في القدس قبل انتقاله إلى رام الله غداً للقاء الرئيس محمود عباس. وتشمل الكويت والبحرين ودولة الإمارات والسعودية ومصر. وتوقعت المصادر أن يسمع بوش من عدد من القادة العرب الذين سيلتقيهم أن أقرب الطرق لاحتواء"الهجوم الإيراني"يكمن في الإسراع بإنهاء النزاع العربي - الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. ورأت أن دول المنطقة التي تشعر بدورها بالقلق من"تزايد الأدوار الإيرانية في أزمات على الأرض العربية"لن تدعم أو تشجع سياسات من شأنها"جعل المواجهة العسكرية مع إيران خياراً لا مفر منه". ولفتت إلى أن الحادث الأخير في مضيق هرمز بين الزوارق الإيرانية والبوارج الأميركية"كشف هشاشة الوضع في المنطقة وخطورته". وقبل ساعات من وصول بوش إلى إسرائيل، اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على"الاستئناف الفوري لمفاوضات الوضع النهائي"التي تعثرت بسبب خطط الاستيطان الإسرائيلية في القدسالشرقية. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي حضر الاجتماع إن أولمرت أبلغ عباس بأن أي عطاء لبناء وحدات سكنية في المستوطنات لن يُعلن من دون الحصول على إذن مسبق منه، وتعهد"أنه لن يتخذ أي خطوات من شأنها الإجحاف بمصير قضايا الوضع النهائي". وفي المقابل، أجمعت غالبية الفصائل الفلسطينية على اعتبار زيارة بوش إلى الأراضي الفلسطينية"غير مرحب بها"، معتبرة أنها جاءت لضرب المقاومة الفلسطينية. وأكدت إسرائيل مجدداً أنها ستولي الملف الإيراني الأهمية القصوى في لقاءات أركانها مع الرئيس الأميركي. واعتبر أولمرت في الكنيست أمس أن الزيارة"تمثل دعماً أميركياً لإسرائيل في مواجهة إيران". وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الأميركية في مقابلة مع صحيفة"يديعوت أحرونوت"أمس إن"واشنطن تعتزم الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها، وفي مقدمهم إسرائيل"، معتبرة أن إيران هي"التهديد الأكبر في الشرق الأوسط، خصوصاً أنها تواصل العمل على تقويض الاستقرار في الديموقراطيات الهشة"، ولديها طموحات نووية. واعتبرت أن"العالم سيرتكب خطأ فادحاً إذا اعتقد أن إيران لا تشكل خطراً". وزادت أن إسرائيل هي حليفة الولاياتالمتحدة، وكذلك دول الخليج"والولاياتالمتحدة تأخذ على عاتقها تعهداتها بجدية". وأكدت رايس في مقابلة أخرى مع صحيفة"جيروزاليم بوست"الصادرة بالإنكليزية، أن على إيران وقف"استفزازاتها"، في إشارة إلى حادث مضيق هرمز. وقالت:"يجب أن لا تقوم إيران بمثل هذه الاستفزازات ... ويجب ان يتوقف ذلك". وتصدرت جدول أعمال زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة المحادثات مع نظيره التركي عبدالله غُل أمس. وتطرق الزعيمان في اجتماع"استراتيجي"مطول في البيت الأبيض إلى فرص تحقيق حل الدولتين قبل نهاية العام. وعرض بوش خلال اللقاء أهم النقاط التي سيبحثها مع قادة المنطقة، وبينها عملية السلام و"استراتيجية عزل إيران"والأزمة الرئاسية اللبنانية. وأبدى ثقته مجدداً بفرص التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية ولايته آخر العام. وقالت مصادر أميركية ل"الحياة"إن بوش"سيسعى إلى طمأنة حلفائه في الشرق الاوسط بأن واشنطن لا تزال تعتبر إيران خطراً، ولن تتخلى عن أصدقائها إزاء تصاعد هذا الخطر والتهديد الايراني لأمن المنطقة". ونقلت عن الرئيس الأميركي تأكيده أن"تطوير خطة أمنية للتعامل مع التهديد الإيراني سيكون في صلب محادثاته خلال الزيارة".