قبل ثلاثة ايام على جولة الرئيس جورج بوش الشرق الاوسطية التي اعتبرتها ايران "تدخلا" في الشؤون الاقليمية، صعدت اسرائيل عدوانها على قطاع غزة، في وقت عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً في القاهرة طالبوا فيه بوقف النشاط الاستيطاني وبناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية والقدس، كما دعوا الى احترام الاطار الزمني المتفق عليه لاقامة دولة فلسطينية بنهاية عام 2008، والى مواصلة الجهود من اجل عقد اجتماع موسكو. وحذروا من أثر السياسات الاسرائيلية على مسار مؤتمر انابوليس، مذكرين بضرورة تحمل الولاياتالمتحدة مسؤولياتها، وملوّحين ب"خطوات واجراءات"في حال تحقيق تقدم او عدمه. في الوقت نفسه، اتفق الوزراء العرب على آلية عربية للعمل من اجل تحقيق المصالحة بين حركتي"فتح"و"حماس". راجع ص 4 و5 في غضون ذلك، واصلت اسرائيل عدوانها ضد المدنيين في قطاع غزة حيث سقط ستة شهداء في مخيم البريج وحي الشجاعية، كما قلصت كمية الوقود اللازمة لتشغيل محطة التوليد الوحيدة في القطاع، ما ادى الى تجدد أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي في عز الشتاء. ويأتي هذا التصعيد بعد تهديد رئيس الحكومة ايهود اولمرت بأن اسرائيل سترد بقسوة اكبر على الصاروخ الذي سقط في عسقلان. بموازاة ذلك، بدأت اسرائيل بالترويج لحدوث تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين بهدف صد الضغوط التي تتوقع ان يمارسها بوش عليها في ملف الاستيطان، وفي مسعى الى التركيز خلال زيارته على الملف الايراني. في هذا الصدد، اعلنت الحكومة ان لقاء سيعقد بين اولمرت وعباس غدا عشية زيارة بوش، وتوقعت مصادر ان يعلن خلاله تدشين المفاوضات النهائية. كما تم الاتفاق بين رئيسي الوفدين الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلية تسيبي ليفني على آلية للتفاوض، في حين تجتمع اللجنة الوزارية المكلفة مراجعة معايير الافراج عن الاسرى غدا. وتواصلت امس ردود الفعل على زيارة بوش للمنطقة، اذ انتقدت ايران الجولة واعتبرتها"تدخلا في العلاقات بين دول المنطقة وتحركا دعائيا". واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان الولاياتالمتحدة"لم تفلح ابدا"في عزل ايران، معتبرا ان"التهديدات المتكررة لمسؤولين اميركيين ما هي سوى محاولات لتفادي فشل السياسات الاميركية في المنطقة". وفي القاهرة، عبر مجلس وزراء الخارجية العرب في ختام دورته الطارئة أمس في القاهرة عن"القلق البالغ من عدم حدوث أي تغيير على الأرض في شأن وقف الاستيطان وبناء الجدار ... واستمرار الحصار وإغلاق المعابر والاعتداءات العسكرية على المدنيين في قطاع غزةوالضفة الغربية"، معتبرا أن استمرار سياسة الاستيطان"يشكل تقويضاً لفرص تقدم المفاوضات المقررة طبقاً لمسار انابوليس". وذكر"بالمسؤولية التي تتحملها الولاياتالمتحدة"، مطالبا بأن"تكون هناك وقفة حاسمة وجادة تجاه الحكومة الاسرائيلية لوقف الاستيطان وتفعيل آلية الرقابة التي تم الاتفاق عليها في أنابوليس". وصرح الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في ختام الاجتماع، بأن"الفترة المقبلة ستشهد حركة عربية شاملة في موضوع المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس بالبناء على اتفاق مكة وتفاهمات القاهرة وجهود مصر". ورداً على سؤال، قال"إن البيان الختامي للمجلس الوزاري يعبر عن موقف عربي واجراءات سنتخذها في الوقت المناسب، سواء كان هناك تقدم أو تقاعس وتحدٍ من جانب اسرائيل".